12-04-2022 12:37 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
اليوم وكل يوم يحتفل الامن العام بمرور مائة عام وعام من البركة على عمره ، وقد حقق الكثير من الانجازات والاعجازات ان صح القول ، فان عدنا إلى ما قبل المائة عام فاننا نرى كم كان حجم الامن العام وكم كان حجم العتاد والعدة ، في ظل ظروف كانت قاسية ، في ظل وجود واجبات جسام بالرغم من انها تقليدية لكن ما يمكن تقديمه في ظل تلك الظروف يٌعد مٌعجزة ، حيث لا طرق ولا معدات او اليات تتمكن من الوصول الى مناطق بعيدة وغير ملائمة للمسير ، فلا يقوى على تلك المناطق والظروف سوى الهجانة التي كانت هي خير مٌعين لقوات الامن انذاك .
تسير السنوات وبسرعة وفيها من المواكبة لتك التطورات التي كانت تسير بشكل قد لا يمكن الامن العام على اللحاق به ، جراء قلة الموارد وقلة الدعم الذي كان يطمح اليه حتى يتمكن من مٌجاراة الواقع وما فيه من ظروف ومشاكل ، الا انه وبحكمة من كان في قمة الهرم تمكنوا من ادارة المعاضل وبشكل احترافي فالموازنة ما بين الموارد والمعاضل كان اكبر طريقة لتغطية الظروف الامنية التي كانت بحاجة الى حضور امني فامتد العمل الأمني ليغطي كثير من المناطق التي يمتد اليها السكان ، خاصة في ظل تواجد كثير من البدو الرحل الذين يسعون خلف الماء والكلأ.
وما ان اشتد عود الامن العام وناهز عمراً واكب الحداثة الاردنية الا واصبح لديه القدرة على التطوير في مجالات شتى ، فاصبح يسعى الى رفد الجهاز بالموارد البشرية التي تتمتع بالتنويع التخصصي ، حتى تتمكن من مجارة الحداثة التي تطرأ كل يوم ، فاخذ يبرع في عمليات السلام في شتى دول العالم ، جراء الاحترافية التي يتمتع بها في ادارة الصرعات حول العالم ، ويتميز بفنون شتى في دبلوماسية المٌساعدات الانسانية في كثير من دول العالم ، ناهيك عن قدرة على ادارة اللجوء اينما كان خارجيا او داخلياً، ولم يتوقف عند ذلك الحد بل اصبح يقود عمليات السلام حول العالم ، فيما تطلبت كثير من التطورات التي تتعلق بالحياة البشرية ان يتوسع فيها من حيث مواكبتها والعمل على مُجاراتها كالجريمة الالكترونية وما يندرج تحتها من جرائم شتى والهجمات السبيرانية وما يلحق بها من جرائم وحروب تتطلب قدرة من المنتسبين على صدها ووئدها .
وخلال المائة سنة الماضية تطورت الجريمة واخذت تنحرف عن مكنوناتها فلم تعد الجريمة التقليدية التي يرتكبها نفر من الخارجين عن العادة والعرف والقانون بل اخذت تتشكل في القرصنة ، واستخدام الحاسوب والقدرة على اخفاء معالمها حيث لا دليل ولا برهان على ما ارتكب ، فتوسعت العمليات التي تقوم على الحاسب والانترنت ، واخذ البعض من اللصوص يقومنون بعمليات السرقة والاحتيال الالكتروني ، مما دعا الجهاز الى تمتين القدرة على مواجهة هولاء الثلة بكل قوة واقتدار ، فيما اخذ الجهاز يواجه الجريمة وتعقيداتها على الارض سواء جرائم القتل والسرقة والاحتيال وغيرها من الجرائم المٌستحدثة ، فكان الجهاز لهم بالمرصاد فوصلت مٌتابعة الجريمة إلى حدوها القصوى ، فاصبحت نسب الاكتشاف غير مسبوقة فوصلت في العديد منها إلى 100% ، مما يٌدلل على على ان هذه الارقام والقدرات لم تأتي من فراغ ،بل جاءت نتيجة نوع من التفكير والمعرفة والابتكار في ايجاد الحلول لكثير من المعاضل والجرائم بعيدا عن التقليدية والفزعة .
مائة عام وحبة بركة من عمر الجهاز الاميز والافضل والانقى لم تمر بدون تعب وعناء ، بل كان مدادها الشهداء والقابضين على الجمر والساهرين الليل ممن ابوا ان يغمدوا سهامه ، بل جعلوا كل سهامهم بارزة على كل طامع ،او مٌعتد او مٌتربص بوطن عمره بعمر الورد .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-04-2022 12:37 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |