13-04-2022 02:55 AM
سرايا - طبعة جديدة ومنقحة من رواية الأديب العراقي الراحل نجيب المانع صدرت حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2022..
كتب الدكتور حمد البليهد «إطلالة على عالم نجيب المانع» وسلط الضوء عل عمل هذا الأديب الكبير: صدرت الطبعة الأولى والوحيدة من رواية «تماس المدن» في بغداد أواخر السبعينيات الميلادية، وكان نجيب المانع آنذاك قد تجاوز الأربعين من عمره، يتنقل بين عنفوان نضجه الفكري، وحماسه المتّقد، وينهل من الأدبين الروسي والفرنسي، متأثرًا بدوستويفسكي وبروست وستندال، فقاده شغف المعرفة، وغنى تجربته الثقافية إلى النهايات القصوى من المثالية، والتوغُّل في بحر الأفكار المتشابكة، متعمقًا في عوالمه الداخلية وأحلامه الوجودية، فجعل أحداث الرواية تجريبًا فكريًا يعبّر عن مجتمع يستشرف مستقبله، وتتنازعه الأهواء والطموحات، وتتناهب أفراده متاهات القلق والخوف والشك، وابتكر فيها عالماً متخيلاً مناظراً للواقع· وصوّرت الرواية المجتمع العراقي في تلك اللحظة التاريخية؛ فجاءت أحداثها حاضنة لسياق تلك الحقبة التي شهدت نشاط المدّ اليساري، ثم انهيار الأحلام المبهجة· واهتمت الرواية بفكرة الوحدة العربية التي أراد تحقيقها «جمال عبد الناصر» بحماس عاطفي إلى أن انتهت بفشل سريع كما تنفجر فقاعة الصابون·
اختارت الرواية شريحة من المثقفين الميسورين في عراق ما بعد الحكم الملكي، وأنشأت بهم مجتمعاً سردياً تتفاعل في عالمه الافتراضي، فالشخصيات تتعارض آراؤها ومواقفها حول موضوعات مختلفة، ووضع نجيب في روايته كثيراً من المفاتيح الدالة التي نطقت بها شخصياته بعفويّة لتفتح الأبواب كلها في ضوء الشمس المشرقة أو الغاربة·