حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1853

سعيد الصالحي: كتبت الرواية لأنتصر للبسيط والحالم والمثابر والمغلوب

سعيد الصالحي: كتبت الرواية لأنتصر للبسيط والحالم والمثابر والمغلوب

سعيد الصالحي: كتبت الرواية لأنتصر للبسيط والحالم والمثابر والمغلوب

14-04-2022 03:22 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - «محطات الحياة ما هي إلا وقفات نرتشف حلوها ونتجرع مرها دون اختيار كالمسافر، يستمتع ويبتهج وينتظر، يشعر بالنشوة حينا، ويتأمل الأشياء بدهشة حينا آخر». بهذه الكلمات كان الحوار مع الكاتب سعيد الصالحي حول روايته «ظل الغراب» وتحديدا عن سر اختياره لعنوان الرواية..

* لماذا كتبت الرواية؟

- بعيدا عن الظروف التي أجبرتني على كتابة الرواية من الناحية الموضوعية والتي تحدثت عنها كثيرا من سفر وحظر ووباء عالمي، وكذلك لو حيدت رغبتي العارمة في الكتابة منذ أمد بعيد، فقد كتبت هذه الرواية للبوح ولأهمس بكلماتها أو أصرخ بها أحيانا أخرى كلما وقعت الرواية في يد قارئ جديد.. كتبت هذه الرواية لأنتصر للبسيط والحالم والمثابر والمغلوب، كتبت هذه الرواية لهم جميعا ولي كواحد منهم.

* «ظّل الغراب» اسم روايتك الأولى.. أليس عنوانا ملتبسا؟

- لقد بات كل شيء ملتبسا ومتداخلا في حياتنا وأصبحت نظرتنا لمجمل القضايا والأمور مغلفة بالشك والريبة وغياب اليقين، فمن الطبيعي أن يظن البعض أن اسم الرواية قد يسبب بعض الالتباس لكنه بالنسبة لي هو ما ينتج من ظلال وأشباه صور عندما نحاول اعتراض أشعة الشمس باعتبارها رمز الوضوح ومبددة الظلمة وعندما نعتاد على الظلال والنجاتيف بدلا من الصور الأصلية، ومن ناحية أخرى كنت أحاول القول من خلال عنوان الرواية إن الإنسان ظل ما يكره وصورته المنعكسة بأحجام مختلفة باللون الرمادي المحير تبعا لموضع صاحب الظل، فنحن أصبحنا ننظر إلى بعضنا دون أن نرفع رؤوسنا لننظر ونكتفي بالتحليل وإطلاق الأحكام من خلال خبرتنا بالنتائج وليس بمحاولة الفهم لكيفية حدوثها، هكذا أصبح مجتمعنا خبير في الظلال وعاشق للمواقع الرمادية وباتت تتعبه الصور الملونة بالألوان الطبيعية.

* ماذا يأتي إلى ذهنك اليوم عند ذكر الفلسفة في الرواية؟

- طوال الرواية كان «الطيب» بطل الرواية يواجه نفسه بمعتقداتها ومكنوناتها المختلفة، فكثيرا ما حاسب نفسه وعاتبها على بعض المواقف والقناعات، ثم بدأ مرحلة اكتشاف نفسه عن قرب من خلال تفاعله مع الآخرين من الأخيار والأشرار وزادت معرفته بنفسه عندما تعاطى مع البيئة المحيطة به من مطر وشجر وكلاب وغربان، فكل شيء حولنا يكشف لنا جوانب من أنفسنا نكون لا نعرفها أحيانا مهما كان نوع هذا الشيء الذي نتفاعل معه، ولقد حاولت خلال كتابة الرواية التأكيد على أن للإنسان عدة أنماط ولا يمكن قولبته بقالب واحد كقطعة الطوب، فالإنسان كائن متعدد الأنماط وهو كائن كروي كأمه الأرض في كل لحظة يشع به نمط ويخبو نمط آخر لأنه دائم الحركة ولا يتوقف إلا حين يغيبه الموت ويسكن إلى الأبد حينها فقط نستطيع أن ننمط الإنسان ونحكم عليه بسهولة، فطالما الإنسان فاعل والأهداف تتغير فالإنسان موجود.

* كروائي كيف تنظر للعلاقة بين الشرق والغرب؟

- العلاقة بين الشرق والغرب علاقة جدلية منذ العصور الأولى وحتى زمننا المعاصر وللأسف غالبا ما يكون التصادم بينهما في منطقتنا التي قدر لها أن تتوسطهما، الفرق الأساسي بينهما قيمة الإنسان واختلاف كل منهما بدرجة الإيمان بالفرد والاستثمار به فمعظم أنظمة الشرق إلا ما رحم ربي تعتبر العلاقة حاكم ومحكوم بغض النظر عن طبيعة الحكم أو مسمى النظام، بينما في الغرب وعلى الرغم من التفاوت الطبقي الذي يفرضه تحكم رأس المال إلا أنها أنظمة أكثر تفاعليه مع الفرد وتمنحه سقفا أعلى من الحرية التي ضمنتها القوانين بعد صراع طويل مع الاستبداد والاختلاف الفكري، وباعتقادي أن أهم ما يميز الغرب عن الشرق هو توقف الغرب منذ سنوات طويلة عن استخدام شعارات مستهلكة لا تقدم ولا تؤخر ولا تساهم في تحسين معيشة الفرد وبالتالي تطور المجتمع كتلك الشعارات التي ما زالت متداولة في المشرق بشكل عام.

وبرأيي أننا سنتوقف عن التصنيف والتأطير الجغرافي أو العرقي أو الديني أو أي تمييز آخر عندما يزداد العمل بمنظومة القيم الأخلاقية الإنسانية والإيمان الفعلي بحقوق الإنسان عوضا عن ترديدها في الاجتماعات والمناسبات المختلفة فقط.

* ما هي أهم المعوقات التي تقف في انتشار الرواية الأردنية في العالم العربي؟

- السبب الرئيس لعدم انتشار الرواية الأردنية في العالم العربي هو تضارب الأهداف بين الروائي والناشر وعدم وجود علاقة تكاملية صحيحة بين الطرفين وخصوصا أن أغلب الروايات الجيدة غالبا ما تكون هي الأعمال الأولى للروائي الذي ما زال مجهولا لجمهور القراء ويخوض تجربته الأولى أو الثانية في هذا المضمار ولأن النشر والتوزيع عمل تجاري بحت بالنسبة لمعظم دور النشر فأننا نجد أن الروايات الأولى لأي روائي في الغالب تنجح جماهيريا وتجاريا بأثر رجعي بعدما يكتسب الروائي شهرة معينة حينها تتهافت دور النشر على طباعة وتوزيع أعماله التي لم تعرها اهتماما عند نشرها في طبعتها الأولى، ما أود قوله بطريقة أخرى أن انتشار الرواية في حالتنا يعتمد على الروائي نفسه والذي بات مطلوبا منه أن يسوق نفسه في الدرجة الأولى حتى يتم نشر وتوزيع روايته، لأننا ما زلنا نبحث عن الروائي قبل الرواية ونتباهى بأننا قرأنا أعمال الروائي فلان بصرف النظر عن مقدرة هذا الروائي على الحفاظ على مستواه الذي منحه الشهرة أو قدرته على التجديد في أسلوبه وموضوعاته، ومن وجهة نظري حتى تستطيع الرواية الأردنية أن تتمدد إلى العالم العربي لا بد أن تكون جذورها المحلية قوية وان يتم الاهتمام بالروائيين والاحتفاء بهم وإبراز أعمالهم داخل الأردن قبل تصدير الرواية إلى باقي الدول العربية.








طباعة
  • المشاهدات: 1853

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم