14-04-2022 11:01 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
اي شهر قد يكون فيه الخير اكثر من شهر الخير ، فاغن هذه الفرصة قبل ان يغادر شهر الخير ،فانها ايام فلتكن كلها خيربعمل قد لا يعود مرة اخرى ، يقوم كل مٌقتدر برفد كل مٌعسر باي كان ومهما كان ، فان القليل مع القليل كثير ، وان الجبال من الحصى ومن القطر تدفق الخٌلجان .
جائحة مرت على الناس اكلت الاخضر واليابس ، وخلفت ورائها ضحايا كثر ، نالت منهم بشتى الطرق فمن كان ذا حاجة اصبح مٌعسر لا يقوى على شئ، ومن كان يقتات يوما ويوما يصوم ، اصبح يصوم كل يوم ، فالاسعار اصبحت لا تٌطاق والاسواق اصبحت تئن جراء قلة من يشتري ، اما ذوي المال فانهم لا يأبهون فيمن لم يجد ما يشتري به ، ولا يجد ما يسد رمقه .
قد لا يكون هناك من يتكلم عن مسالة هامة في المٌجتمع وهي مسالة التكافل الاجتماعي ، لكنها مسالة هامة يجب على كل من لديه قدرة مالية ان ينضوي تحت غطاء منظومة هذه المسالة ، وذلك من منطلق ان لديه مسؤولية كبيرة في رأب الصدع ورتق الثقب، فكم له دور كبير في وئد الجريمة في نحرها ،وتحقيق نوع من التوازن المٌجتمعي في رفض التفكير الناتج عن المشاكل والجرائم مهما كان نوعها .
والموسيرين هنا ليسو اشخاصاً فقط بل هم شركات ومؤسسات كثيرة ومتعددة ، عليها مسؤولية اجتماعية كبيرة تجاه المٌجتمع بشكل عام والافراد الذين لا يسالون الناس ، وذلك من منطلق ان لولا المٌجتمع ما كانوا موجودين في المٌجتمع وما كان لهم قدرة على الانتاج جراء التشاركية التي يتعاقدان عليها كل منهما في العمل ، فبدون هولاء الافراد لا يمكن ان يتحرك العمل في تلك المؤسسات ، او ان تقوى شوكتهم ويشتد عودهم .
في خضم هذه الضائقة التي لم يالفها المٌجتمع الاردني من قبل جراء ما جثم عليه من كوارث وجوائح ومٌتغيرات عالمية ومحلية ، وظروف اقليمة ، فقد اضحى المجتمع بحاجة كبيرة الى يد كل موس ، لياخذ بيد كل معسر بما تجود به النفس التي ما عرف عنها الا الخير ، فاليد الاردنية البيضاء لها تاريخ طويل في اغاثة الملهوف ودعم المكلوم ، ومسح الدمعة عن كل عين اصابها الرمد .
اليوم هو يوم كل مٌقتدر ، منحه الله من عطاياه ، وشد عضده ، وهي فرصة كبيرة لان يكون الكل متكاتف بغض النظر عن القيمة التي قد يمنحها لاي مٌعسر ، فان مهما يتم تقديمه لهولاء سيكون له تأثير بالغ في النفس ، وله تأثير بالغ في السلوك ، وسيكون له اثر على كل من كان لديه تفكير سلبي ، وسيتحول حتما إلى الايجابية وسيبتعد عن السوداوية ، وسيٌعزز في نفسه مبادئ كثيرة للخير ، وسيكون عوننا لاخيه بكل ما تجود به نفسه ولو بكلمة سيكون نبتها الامل ، وان الخير في امتي مهما طال الزمن ، ومهما اسودت الايام.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-04-2022 11:01 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |