حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,8 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2598

عن حبيبنا مارك الذي نكرهه ..

عن حبيبنا مارك الذي نكرهه ..

عن حبيبنا مارك الذي نكرهه  ..

14-04-2022 11:08 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عادل بصبوص
تنهال عبارات الغضب والإستنكار على مارك زوكربيرغ الذي أسس مع آخرين موقع التواصل الإجتماعي الأشهر في العالم "فيسبوك"، عندما تقوم إدارة الموقع المذكور بتعطيل صفحة أحدنا أو حذف منشور له أو حظره من التعليق أياماً أو أسابيع لتعَرُضِهِ بالإنتقاد الصريح لجيراننا الذي يحتلون غرب النهر وقد كانوا -وربما لا يزالون- يطمحون بإحتلال شرقه أيضاً، نتهم مارك بالعنصرية والتحيز ونرسل له اللعنات تلو اللعنات في الوقت الذي نتقلب فيه على جمر الإنتظار والشوق لإنتهاء فترة الحظر والعودة سريعاً للتمتع "بالنعيم" الذي وفره لنا مارك ورفاقه عندما أسسوا هذا الموقع وطوروه ليقع في غرامه والإدمان عليه غالبية البشر في مختلف أنحاء المعمورة، نغضب قليلاً على مارك ولكن لا نطيق البعاد عنه حتى ولو سويعات، غضب أو كره لحظي آني سرعان ما يتحول إلى عتب المُحِبِ وحنينه وإشتياقه، ولا سبيل إلى تطوره إلى موقف مبدئي رافض يقود إلى مقاطعة الموقع والإقلاع عنه ....

مارك شاب في مقتبل العمر بسيط متواضع أبيض البشرة وذو عينين زرقاوين إختار سمراء متوسطة الجمال ذات أصول أسيوية زوجة ورفيقة درب، وهو الذي تتسابق جميلات العالم لمجرد التعرف عليه وتبادل الحديث معه ولو لحظات فكيف بالإقتران منه حليلة وأم "للعيال"، وهو بذلك بعيد كل البعد عن العنصرية، استطاع من خلال تطويره لموقع الفيسبوك أن يحدث تغييراً هائلاً في الكثير من حياة البشر والشباب منهم على وجه الخصوص، تغيير عجز عن إحداثه رواد ميادين السياسة والعلوم والفنون والآداب، فإستحوذ على الكثير من أوقاتهم الثمينة منها وغير الثمينة، يتساوى في ذلك المثقفون والمتعلمون والجاهلون على حد سواء، تغيير إيجابي للبعض وسلبي شديد السلبية لآخرين، وفر وسائل تواصل مباشرة بين الناس تجاوزت عوائق الزمن والمسافات، ومنصات ومنابر لمن يرغب في الظهور والحديث للآخرين حتى لو كان عيياً لا يتقن الحديث شديد الجهل باللغة وأساليب التخاطب ويصعب عليه التمييز بين النون والتنوين، منصات ومنابر جعلته يشعر بالخيلاء والعُجْبِ ويهدد من يخالفه الرأي بالطرد من صفحته وحظره، وكأن تلك الصفحة في المضمون والمحتوى لا تقل عن دائرة المعارف البريطانية أو متحف اللوفر في باريس، في حين أن صاحبها لا يعرف من الثقافة إلا شارعها في الشميساني أو قصرها في المدينة الرياضية ...

نلوم مارك ونتهمه بعدم الموضوعية والإنصاف إذا حظرنا عندما نتجاوز حدود التعبير التي حددها هو وخاصة فيما يتعلق بقضايانا الوطنية والمصيرية ... ونحن ضيوف عنده مقيمون ليل نهار في رحابه، في حين أن كل ما فعله ويفعله وسيفعله بهذا الخصوص هو المحافظة على مصالحه ومصالح شركته من خلال إلتزامه بالسير في الدروب والممرات الآمنة له ولشركته التي تفرضها موازين القوة في هذا العالم الظالم، وتَجَنُبِ كل ما من شأنه أن يستفز أو يغضب أصحاب القرار في الدوائر الحاكمة والمسيطرة على ميادين السياسة والمال .... مارك لا يستحق منا اللوم أو التقريع على ممارسات يفرضها واقع الضعف والتفرقة والهوان الذي نعيشه وهو نتاج أيدينا وثمرة عجزنا وقلة حيلتنا .... لذا فنحن أحق باللوم والتقريع منه .... فمارك كما العالم كله لا يحترم الضعيف ولا يعبأ برأيه أو ردود فعله حتى لو علا صراخه وبلغ عنان السماء.

أخيراً آمل أن لا يسيء العزيز مارك فهم كلماتي هذه أو يقوم بتحميلها ما لا تطيق .... فيقوم بحظري أو معاقبتي إذا ما نشرتها على صفحتي – إقصد الصفحة التي منحني إياها – فيشمت بي الأصدقاء قبل الاعداء .....








طباعة
  • المشاهدات: 2598
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-04-2022 11:08 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم