14-04-2022 11:25 AM
سرايا - أعربت الإمارات عن أملها بأن تمتد الفوائد المترتبة على الاتفاق الأخير الذي تم توقيعه بين 13 طرفاً سياسياً لمنع العنف في كولومبيا خلال الانتخابات إلى مرحلة ما بعد الانتخابات، بحيث يشكل التزاماً بتعزيز السلام والتسامح والحوار على المدى البعيد.
وقالت أميرة عبيد الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في مجلس الأمن: «بينما تواصل كولومبيا التقدم في مسيرتها نحو إحلال السلام، يتعين علينا أن نستعرض ما حققته حتى اللحظة في هذه المسيرة، وأن نحتفي بمكتسبات الاتفاق النهائي، والأهم من ذلك كله، أن نؤكد على أهمية الالتزام بالبناء على هذه الإنجازات. ورغم التحديات القائمة، علينا كذلك أن نقر بما أظهرته الحكومة الكولومبية والأطراف المعنية من عزمٍ لمواجهة مثل هذه التحديات. سيكون في انتظار الإدارة المقبلة مسؤوليات، ولكن أيضاً فرصٍ مهمة في ما يتعلق بتنفيذ الاتفاق النهائي بشكل شاملٍ وكاملٍ».
وأضافت: «تمكنت كولومبيا منذ آخر اجتماع للمجلس من إجراء الانتخابات البرلمانية التي تُعَد نجاحاً آخر يُضاف إلى جهود تنفيذ اتفاق السلام بشكلٍ شاملٍ، والذي يظل أمراً جوهرياً في مسيرة كولومبيا نحو تحقيق سلامٍ دائم ومستدام. في هذا الإطار، نأمل بأن تمتد الفوائد المترتبة على الاتفاق الأخير الذي تم توقيعه بين 13 طرفاً سياسياً لمنع العنف خلال الانتخابات إلى مرحلة ما بعد الانتخابات، بحيث يشكل التزاماً بتعزيز السلام والتسامح والحوار على المدى البعيد. ونرحب أيضاً بزيادة عدد النساء المشاركات في الانتخابات البرلمانية، فمشاركتُهُنَّ بشكلٍ هادف ومتساوٍ وكامل، سيسهم في تحقيق سلامٍ مستدام».
اهتمام خاص
وأردفت قائلةً: «على الرغم من إجراء الانتخابات في أجواءٍ هادئةٍ نسبياً، إلا أن الوضع الأمني واستمرار العنف في كولومبيا، بما في ذلك في أراوكا وشُوكوَ وبوتومايو، يثير الشواغل ويتطلب إيلاء اهتمام خاص لمعالجة هذه التحديات، بما في ذلك عبر تنفيذ عمليات إعادة الإدماج والضمانات الأمنية الواردة في اتفاق السلام، بهدف توفير الحماية والأمن في كولومبيا».
وشددت الحفيتي أنَّ نجاح جهود بناء السلام في كولومبيا، يتطلب أن تتولى المجتمعات المحلية مُلكية وزمام المبادرات المُنْصَبّة في هذا الاتجاه، مضيفةً: «شَهِدنا أخيراً إطلاق مجموعة من المبادرات المهمة في مجال إدماج المجتمعات المحلية، والتي شملت السلطات المحلية والمقاتلين السابقين، والتي تستحق تسليط الضوء عليها، وهي مجلس السلام ومبادرة وسطاء السلام. كما أن تكثيف الحكومة جهودَها لتنفيذ استراتيجيتها بشأن إعادة إدماج المجتمعات، يؤكد أهمية إحلال السلام، وذلك عبر إعادة الإدماج اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، حيث نشجع على مواصلة العمل لتحقيق تلك الغايات». وأكدت الحفيتي أن الإمارات تواصل دعم الجهاز القضائي الخاص من أجل السلام، ودورِه المحوري في عملية العدالة الإصلاحية ونهجِه القائم على الناجين، والتي يمكن عبرها تحقيق المصالحة والعدالة في آن واحد، مشيرةً إلى قيام الجهاز القضائي أخيراً بتنويع وتوسيع نطاق القضايا التي يركز عليها، لتشمل على سبيل المثال تأثير العنف على البيئة، أو العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات.
وتابعت: «نتطلع في هذا الإطار إلى التقرير المقبل للجنة تقصي الحقائق، ونأمل أن تدعم المجتمعات المحلية هذه العملية ونتائجها على أفضل نحو ممكن، حيث سيشكل التقرير خطوة مهمة لتمهيد الطريق في مسيرة كولومبيا نحو تحقيق المصالحة والإقرار بالمسؤوليات». وفي ختام كلمتها قالت الحفيتي: «مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في كولومبيا، نتطلع أن تبقى عملية الانتخابات آمنة وسلمية وشاملة. وتؤكد الإمارات على دعمها الكامل لحكومة وشعب كولومبيا في جهودهم لتحقيق سلامٍ مستدام، وكذلك لبعثة التحقق التابعة للأمم المتحدة ودورِها القيِّم في كولومبيا».