حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,15 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2906

كيف يتأثر اقتصاد الخليج بالعادات الخاطئة في رمضان؟

كيف يتأثر اقتصاد الخليج بالعادات الخاطئة في رمضان؟

كيف يتأثر اقتصاد الخليج بالعادات الخاطئة في رمضان؟

16-04-2022 03:01 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ظروف خاصة تعيشها اقتصادات دول الخليج العربي خلال شهر رمضان المبارك ترتبط بعادات وثقافات خاطئة باتت جزءاً من الحياة اليومية للمواطنين خلال هذا الشهر، ما يتسبب بخسائر كبيرة نسبية لهذه الدول.

وترتفع معدلات استهلاك المواد الغذائية في شهر رمضان بالدول العربية والإسلامية عموماً، والخليجية خاصة، بنسبة تتراوح ما بين 30% - 150٪، في انعكاس واضح لطبيعة وعادات المجتمعات الشرقية الاستهلاكية.

استنزاف للسيولة
ورغم انعكاس معدلات الاستهلاك إيجابياً على الحركة التجارية خلال شهر رمضان، إلا أن هذا الانعكاس يبقى إيجابياً على المدى القريب وسلبياً على المدى البعيد، فإن كان ارتفاع معدلات الاستهلاك يحقق دخلاً جيداً لقطاع التجارة، فإنه يستنزف السيولة لمصلحة اقتصادات البلدان المنتجة للمواد المستهلكة.

والحديث عن استنزاف السيولة الخليجية خلال شهر رمضان يأتي بسبب أن ارتفاع معدلات الاستهلاك فيها يكون بشكل غير مسبوق، ويزيد عن حاجة الإنسان، ما يعني أن مليارات دولارات سيكون مصيرها النفايات.

بحسب تقديرات "صندوق النقد العربي"، فإن فاتورة استيراد الدول العربية للمواد الغذائية بلغت 85 مليار دولار في العام 2020.

ووفق بيانات اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية (مقره في بيروت)، فإن المنطقة العربية تستورد 90٪ من احتياجاتها الغذائية.

وتشير بيانات الاتحاد إلى أن الدول العربية تحتاج إلى استثمار 144 مليار دولار حتى العام 2030 لتحقيق المتطلبات الغذائية لشعوبها.

ودول مجلس التعاون الخليجي الأعلى استهلاكاً بين الدول العربية، حيث وصلت قيمة الواردات الغذائية لهذه الدول في العام 2020 إلى 53 مليار دولار، صعوداً من 30 مليار دولار عام 2016، و24 ملياراً في 2014.

استهلاك

كما ارتفع معدّل استهلاك المواد الغذائية في دول مجلس التعاون من 48.2 مليون طن متري في العام 2016 إلى 59.2 مليون طن متري في العام 2021، بحسب شركة "ألبن كابيتال" للاستشارات الاستثمارية.

وبحسب رصد سابق أعده "الخليج أونلاين"، استناداً إلى بيانات صادرة عن جهات حكومية رسمية، فإن معدلات الاستهلاك ترتفع في الدول العربية والإسلامية خلال شهر رمضان بنسب تتراوح ما بين 30% إلى 150٪.

والبحرين من أكثر الدول التي ترتفع فيها معدلات الاستهلاك، فتزيد خلال رمضان بنسبة 150٪ مقارنة ببقية أشهر السنة.

أما في المملكة العربية السعودية فإن شهر رمضان وحده يستحوذ على 30٪ من فاتورة استهلاك السعوديين في العام كاملاً.

في الكويت ترتفع معدلات استهلاك المواد الغذائية فقط بنسبة 40٪ خلال شهر رمضان، في حين تشهد المواد الغذائية المرتبطة بولائم فطور رمضان (مثل التمور والعصائر والأرز) ارتفاعاً في المبيعات بنسبة 80٪.

ويرتفع الاستهلاك في قطر خلال رمضان بنسبة 20٪ للسلع بشكل عام، في حين يتزايد استهلاك المواد الرمضانية بنسبة 100٪.

هدر الطعام

هدر أطنان من الطعام
ولعل من أبرز العوامل التي تتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة لدول الخليج عمليات هدر الأغذية، فالدول العربية عموماً والخليجية خاصة من أكثر الدول إهداراً للغذاء على مستوى العالم.

إن السعودية الأولى عالمياً من حيث الهدر الغذائي، حيث تصل قيمة الغذاء المهدر فيها سنوياً إلى 13 ملياراً و300 مليون دولار، بحسب بيانات وزارة الزراعة السعودية.

وهذا الرقم أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لدول الصومال وجيبوتي وموريتانيا مجتمعة، حيث تبلغ حصة الفرد بالسعودية من الطعام المهدر 250 كيلوغراماً سنوياً.

الإمارات من الدول التي تتصدر قائمة الهدر الغذائي أيضاً، وتصل قيمة الأغذية المهدرة فيها سنوياً إلى 1.6 مليار دولار.

الكويت أيضاً تسجل هدراً في الغذاء بنحو مليون و528 طناً سنوياً، وفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة شؤون البيئة.

أما في البحرين فيبلغ حجم الهدر اليومي للطعام نحو 400 طن، بما يعادل 146 ألف طن سنوياً، وتبلغ قيمة هذا الهدر 95 مليون دينار (نحو 251 مليون دولار).

بينما تبلغ كمية هدر الطعام يومياً في شهر رمضان نحو 600 طن، بحسب الرئيسة التنفيذية ل‍جمعية "حفظ النعمة" البحرينية، ثورة إبراهيم الظاعن.

وتبلغ كمية الطعام المهدر سنوياً في قطر 1.4 مليون طن، بحسب برنامج "أصدقاء الطبيعة" القطري، وفي سلطنة عُمان تفيد الإحصائيات بأن قيمة الغذاء المهدر تبلغ 300 مليون دولار سنوياً.




تراجع الإنتاج
وإضافة إلى الاستهلاك والهدر فإن الاقتصادات الخليجية تواجه مشكلة أخرى خلال شهر رمضان ترتبط بانخفاض الإنتاج.

وتشير دراسة أجرتها صحيفة "القبس" الكويتية، مؤخراً، حول عدد من الجهات الحكومية والخاصة، إلى أن نسبة تأثر الأعمال وإنجاز الموظف خلال شهر رمضان بالنسبة للموظف في القطاع الخاص هي 40% من النسبة المعتادة شهرياً، وتقابلها نسبة مرتفعة تشير إلى أن أكثر من 65% هي نسبة تراجع إنجاز الموظف في القطاع الحكومي.

في دراسة صدرت بالعام 2020، عن مدرسة "هارفارد كينيدي" البريطانية، خلصت إلى أن رمضان له تأثير سلبي مباشر على إنتاجية الدول الإسلامية.

ووجدت الدراسة أن نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلدان الإسلامية ينخفض ​​بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان.

وفي دراسة أخرى أجرتها مجلة "كورتلي جورنال أوف إيكونوميكس" الاقتصادية الأمريكية، وحللت فيها بيانات من 60 دولة، وجدت أن تقليص ساعات العمل في شهر رمضان يترك أثراً ضاراً في الاقتصاد بالدول ذات الغالبية المسلمة.

وذكرت أن نسبة النمو الاقتصادي في البلدان الإسلامية تتراجع بنسبة 0.7%، بسبب ضعف الإنتاجية خلال شهر رمضان.

وذكرت المجلة أن صيام عمال الزراعة الهنود أدى إلى انخفاض في مستوى الإنتاجية إلى ما بين 20 و40%، عندما حل شهر الصيام في أثناء موسم الحصاد عام 2015.

وأفادت أن قلة الإنتاجية مرتبطة بقرار تقليل ساعات العمل أو تأجيله إلى الليل حينما تكون الأسواق المالية عالمياً متوقفة.

وبحسب المجلة، فإن الموظفين في أثناء هذه الأيام من العام لا يهتمون بالعمل قدر اهتمامهم بالأمور الترفيهية والدينية.








طباعة
  • المشاهدات: 2906

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم