16-04-2022 05:12 PM
سرايا - بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي دخول مدينة جنين (شمال الضفة الغربية) وتنفيذ عملية عسكرية وصفها بالخاطفة وما تبعها من مقاومة جبَّارة لدى الفلسطينيين، تمادى الاحتلال في عقابه الجماعي اقتصاديا وعسكريا ضد المدينة "العنيدة".
ومن أعلى الهرم السياسي والعسكري، جاء قرار الحصار من وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بممنوعات أربع:
لن يُسمح بدخول التجار وكبار رجال الأعمال الذي يحملون بطاقات "بي إم سي" (BMC) الخاصة من سكان منطقة جنين لأراضي دولة إسرائيل.
لن يُسمح بدخول وخروج عرب إسرائيل (في السيارات أو مشيا) عبر معبري الجلمة شمالا وبرطعة غربا.
إيقاف نقل الركام الصخري عبر المعابر في محافظة جنين.
بسبب الوضع الأمني، لن يُسمح بالزيارات العائلية للفلسطينيين من سكان منطقة جنين، (في نطاق الـ5 آلاف تصريح التي تمت الموافقة عليها).
وبحذر شديد، أبقى الاحتلال على السماح للعمال الفلسطينيين من حملة التصاريح من سكان محافظة جنين بالدخول إلى إسرائيل مع زيادة عمليات التفتيش في المعابر.
ولم يكتف الاحتلال بذلك، فأتبع خطواته بإجراءات عسكرية تمثلت في محاصرة المدينة أكثر ونصب حواجز ثابتة ومتحركة بمحيطها، وشددت من قبضتها فمنعت التواصل بينها وبين القرى والمدن المحيطة، عدا عن التوغلات والانتهاكات اليومية.
وأمام هذا كله انتفضت مدن أخرى بالضفة الغربية ليس على صعيد المقاومة والمواجهة ونقل المعارك لساحاتها فحسب، بل أعلنت مدَّها بالعون الاقتصادي وتسيير قوافل فردية وجماعية خلال هذه الأيام لفك الحصار والعزلة. وتبنى ذلك هيئات محلية ومؤسسات أهلية ومبادرات أخرى شخصية، وكلها أكدت "جنين ليست وحدها".
دعم من نابلس
وفي صفحتها على فيسبوك، أطلقت رئيسة جمعية حماية المستهلك بمدينة نابلس، فيحاء البحش، أولى تلك المبادرات ووجهت "نداء" لمدن الضفة لدعم جنين وكسر حصارها بزيارتها والتبضع منها والإفطار على موائدها، إضافة إلى تشجيع طلبة الجامعات على عمل مبادرات شبابية لجمع التبرعات، وقد بدأ بعضها بالفعل، فضلا عن حملات التبرع بالدماء لإغاثة المصابين.
وتضيف البحش أن الحملة غير مقيدة بيوم أو بحدث أو حالة بآلية الانتقال بالحافلات العامة أو الخاصة، بحيث تخلق حالة من الحراك البشري ومن ثم النشاط التجاري المستمر، ولهذا تؤكد البحش أن هدف حملات الدعم هو التعاضد وألا يشعر أهل جنين بأن الاحتلال استفرد بهم وأنهم تركوا وحدهم لمواجهته.
وتشارك بهذه الحملات الهيئات المحلية والبلدية كما هو الحال في بلدتي سلفيت ونابلس التي أعلنت أنها سترفد المدينة بزيارات خاصة لموظفيها وتأمين حافلات لنقل المواطنين.
كما أطلقت نقابة المهندسين بنابلس حملتها "وطن واحد، همُّ واحد"، لإسناد المدينة ماديا ومعنويا، وقال يزن جبر رئيس نقابة المهندسين- فرع نابلس إن حملتهم تضامنية وتشجيعية لدعم اقتصاد المدينة.
لكن الرسالة الأهم، هو رفضهم لاستفراد الاحتلال بأي مدينة وكسر أي حصار تتعرض له، ولهذا فإن حملتهم التي ستبدأ الأحد المقبل "ستتعدد وتتنوع أشكالها، ولن تكون لمرة واحدة".
وشهدت نابلس أيضا اعتصاما للعاملين في بلدية المدينة دعوا فيه لدعم جنين بكل الطرق لكيلا يصل المحتل إلى مبتغاه، وأكدوا أنهم سينظمون خلال الأيام القادمة زيارات داعمة.