حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11783

ما مستقبل أوروبا والناتو إذا فازت لوبان بانتخابات فرنسا؟

ما مستقبل أوروبا والناتو إذا فازت لوبان بانتخابات فرنسا؟

ما مستقبل أوروبا والناتو إذا فازت لوبان بانتخابات فرنسا؟

16-04-2022 08:23 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تحظى الانتخابات الرئاسية الفرنسية باهتمام كبير من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، إذ إن فرنسا تعدّ ثاني اقتصاد في الكتلة المكونة من 27 دولة، والوحيدة التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن، فضلا عن حيازة القوة النووية.

وفيما يشبه مباراة الإياب، ستلتقي زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان مع الرئيس إيمانويل ماكرون من جديد في الجولة الثانية من الانتخابات، المقررة بتاريخ 24 أبريل/نيسان الجاري.

وفي برنامج هذه الجولة، عزمت مرشحة أقصى اليمين على تغيير خريطة طريق الاتحاد الأوروبي الخاصة بها لتتماشى مع المتطلبات السياسية الحالية، إلا أن بعض خططها الانتخابية لا تزال تتضمن تدابير مخالفة للمعاهدات الأوروبية، وقد يكون وصولها المحتمل إلى قصر الإليزيه في نهاية الأسبوع المقبل كارثيا.

على عكس حملتها الرئاسية عام 2017، اختفت مقترحات لوبان بشأن مغادرة الاتحاد الأوروبي وترك العملة الموحدة "اليورو"، أو "فريكست" -الذي يعني خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي- على غرار "بريكست" البريطاني، إلا أن برنامجها الرئاسي يفضي إلى نتيجة حتمية لذلك من خلال نهج "التفضيل الوطني" المناهض للمهاجرين.


والواقع أن لوبان لا ترغب بمغادرة منطقة "شنغن" التي ترسي مبدأ حرية تنقل الأفراد بين 22 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي، فضلا عن 4 دول حليفة هي النرويج وآيسلندا وسويسرا وليختنشتاين، واستبدلت موقفها السابق بضرورة إعادة التفاوض على الاتفاقية والسيطرة على الحدود الوطنية.

فقد وصفت الاتحاد في أحد خطاباتها بأنه "كتلة تطفلية واستبدادية" محبوسة في "أيديولوجية عالمية مفتوحة الحدود تدمر هويتنا".

وقالت إن رؤيتها تتمحور حول تحالف الأمم بحيث يمكن للدول الأعضاء "تفضيل أعمالها الخاصة وإعادة ضوابط دائمة" على حدودها.


كما تهدف أجندة لوبان السيادية والقومية إلى إنشاء "أوروبا حسب الطلب" تمكنها من انتقاء ما تشاء من تشريعات الاتحاد، على رأسها ملف المهاجرين والتجارة الحرة والدفاع، وهو ما يتعارض تماما مع الالتزام الفرنسي بالتكامل الأوروبي.

وقد أعربت المرشحة اليمينية في العديد من المناسبات عن تأييدها لاستعادة أسبقية القانون الدستوري الفرنسي على القانون الأوروبي؛ "وذلك يسمح لفرنسا بالتوفيق بين التزامها الأوروبي والحفاظ على سيادتها والدفاع عن مصالحها".

وسبق أن أشار ماكرون أثناء زيارته لمدينة ستراسبورغ إلى أن مشروع أقصى اليمين يتضمن الخروج من أوروبا.

ويرى مسؤولون في بروكسل أن "رئيسة الجمهورية المحتملة" لوبان ستمثل أزمة وجودية للاتحاد الأوروبي، وستجعل كرسي فرنسا فارغا لمدة 5 سنوات، على غرار أحداث عام 1965 عندما قاطع الرئيس الفرنسي آنذاك، شارل ديغول، المؤسسات الأوروبية بسبب مشاكل تتعلق بالميزانية.


ومن المحتمل أن يؤدي تمرير برنامج المرشحة اليمينية إلى تشجيع الحكومات المحافظة في دول مثل المجر وبولندا، التي لطالما كانت تحت مظلة القانون الأوروبي، على إحداث معركة مع بروكسل.

وعلى المستوى المحلي، أفاد محامون فرنسيون بأن المجلس الدستوري، الذي يعدّ أعلى محكمة في البلاد، سيرفض خطة لوبان لإجراء استفتاء بمرسوم رئاسي، مع تجنب الحاجة إلى موافقة البرلمان، لأن أي استفتاء يهدف إلى تعديل الدستور يجب أن يحظى بدعم النواب وأعضاء مجلس الشيوخ.

الحلف الأطلسي وروسيا
وفي تحد واضح لهيكل الأمن الغربي في فترة ما بعد الحرب الباردة، ضربت المرشحة اليمينية بالموقف الفرنسي وتسليح الناتو لكييف عرض الحائط عند إعلانها أن فرنسا ستتخلى عن القيادة المشتركة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" إذا فازت بالانتخابات، مشيرة إلى سعيها لإنشاء "تقارب إستراتيجي" مع روسيا بمجرد انتهاء الحرب وتسويتها بموجب معاهدة سلام.


وتجدر الإشارة إلى أن القيادة المتكاملة للناتو هي بمنزلة الكيان الرئيسي الذي يدير الانتشار العسكري للحلف، وبموجبه تضع الدول الأعضاء جنودها تحت تصرفها. وقد عادت فرنسا إلى هذه الهيئة العسكرية في عام 2009 بمبادرة من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.

وأوضحت مرشحة حزب الجبهة الوطنية أن دبلوماسيتها العسكرية ستؤدي إلى إنهاء تحالف الرئيس الأميركي جو بايدن الموحد في مواجهة نظيره الروسي فلاديمير بوتين أو على الأقل تعطيله، مبررة ذلك بالخوف من "الانجرار إلى صراعات لا تخصنا".

وعند سؤالها عن علاقتها المشبوهة مع موسكو عندما استدانت قرضا بقيمة 9 ملايين يورو من بنك روسي لتمويل حملتها الانتخابية عام 2017 وعن استقبال بوتين لها في الكرملين، قالت إن تسليط الضوء على هذا الأمر الآن يعدّ "محاكمة غير عادلة".

على عكس لوبان، تقع أوروبا في قلب المشروع الانتخابي لإيمانويل ماكرون، الذي يركز على 3 نقاط رئيسة هي: ضمان استقلالية الطاقة في أوروبا من خلال اعتمادها على طاقات بديلة ومنخفضة الكربون، وضمان الاستقلال التكنولوجي من خلال التواصل ومشاركة الابتكار بين الدول الأعضاء، وأخيرا ضمان الاستقلال الإستراتيجي المتمثل في تعزيز قوة الجيش.


كما أعلن الرئيس المنتهية ولايته رغبته في إصلاح منطقة شنغن، "هذه المنطقة التي يجب علينا ألا نغادرها كما يقترح اليمين المتطرف، ولكن علينا إصلاحها وحماية حدودها الخارجية بشكل أفضل". وفي السياق ذاته، طالب ماكرون بتسريع ملفات اللجوء في الدول الأوروبية.

وعلى الرغم من تقدم ماكرون على زعيمة التجمع الوطني في استطلاعات الرأي، يسارع الرئيس المرشح إلى حضور كثير من الفعاليات في جميع أنحاء البلاد للتعويض عن حملة أولية باهتة، في وقت يقترب فيه اليمين المتطرف الفرنسي من السلطة أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي حال دخول مارين لوبان قصر الإليزيه لتكون أول رئيسة امرأة تحكم الجمهورية، ستتبعثر الأوراق الدبلوماسية لكتابة سيناريو جيوسياسي مختلف من شأنه صياغة تشكيل جديد لمعالم القارة الأوروبية.








طباعة
  • المشاهدات: 11783

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم