17-04-2022 11:20 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
ازدادت حوادث المرور مؤخراً بشكل ملفت للنظر ، في حين لم يكن هناك نوع من العلاج لتلك الحوادث جراء تناثر الافكار والاهداف التي تسعى إلى كبح جماح تلك الحوادث ، فالجميع يسعى إلى ايجاد الاسباب التي ادت إلى وقوع تلك الحوادث ، الا ان البعض قد لا يسعفه الوصول إلى الحلول اللازمة جراء بعض المعاضل التي واجهتته ، ومنهم لم يتمكن من الوصول لطرح الاسباب التي ادت وتؤدي إلى وقوع تلك الحوادث .
منذ سنوات ابحر الكثير في البحث عن الاسباب فنهم وجدها كما وجد نيوتن التفاحة ، الا انه لم يتمكن من اظهار نظريته في الحوادث ، ومنهم لم يصل صوته ، ومن وصل صوته تم اخفاءه ، الامر الذي لم يجعل تلك الحلول ترى الضوء ، وكل يوم تعود الحوادث المرورية اكثر اكثر بشاعة واكثر نتائجا واكثر قتلاً ، فلم يعد هناك ما يتم اخفاءه ، فالسرعات ما زالت كما هي ، والتجاوز الخاطئ يزداد ذراوة ، ويفتك بالمواطنين قتلا واتخاذ المسارب الخاطئة حدث ولا حرج ، واغفال الاشارات التحذيرية اصبح عادة ، واستعيض عنها باستخدام اليد كشارة تحذيرية تكفي ، فيما لم يكن هناك رقابة مرورية تشفي الغليل ، وتٌريح النفس ، فكلما تمت مخالفة مركبة كانت ردة الفعل بالتهليل والتطبيل وكأن رقباء السير اقترفوا جريمة ضد من يقتل وحاول ان يقتل الاخرين بطيشه واهماله وعدم احترامه لقوانين وتعليمات المرور .
اليوم نحن امام تحدي كبير فاما ان يكون اصحاب الاختصاص لهم قدرة على مجابه هذا التحدي او يكونوا قد عجزوا عن ايجاد حل لهذا الغول المتمرد على الطرقات ، واصبح قتلى المرور اكثر من قتلى الحروب فكل حدث ينتج عنه عدد من القتلى بدون ان يكون له حل او رادع ، قد يصبح عادة يمر عليها كل مواطن ورقيب مرور مرور الكرام ، ومهما كانت احصائيات الحوادث لن يكون هناك ردة فعل لها ،فهذا سيكون ندبة في جبين الوطن ، يتم الاشارة اليها على انها عجز ليس بعده عجز في مٌعالجة هذه المعضلة .
ومن هنا فان العلاج ليس صعباً ، وان التحدي امامه رجال المرور ، فكل طيش يٌعالج بالمٌخالفة التي تؤلم وكل محاولة تعدي على قوانين المرور يكون لها رجل مرور بالمرصاد ، وان يكون هناك مٌخالفات سرية لكل من لا يأبه بقانون المرور واحترامه ، ولا بد من نشر رجال مرور باللباس المدني دورهم تدوين مٌخالفات لكل مٌستهتر ومتجاوز للسرعة التي حددها القانون ، فيما تأتيه رسالة فورية تنبهه بانه قد اخترق القانون ولم يحترم ما نص عليه قانون المرور ، فضلا على ان يكون هناك رجال مرور بالباس المدني يرافقون الباصات والحافلات لمٌراقبة سرعتها وتجاوزها ، وان يكون هناك مٌخالفات فورية لكل مٌستهر مهما بلغت مٌخالفاته فارواح البشر اغلى من اي مردود مادي .
ان إشكالية الحوادث وارتفاع عدد القتلى اصبح عامل مؤرق للجميع وعلى الجميع ان يكون شريك في ايجاد الحلول اللازمة له حتى يكون هناك احساس بالمسؤولية من الجميع تجاه المجتمع ، حتى يكون خال من اي عتاصر او اشكاليات قد تؤثر عليه وعلى سير الحياة لينعم الجميع بحياة هانئة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-04-2022 11:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |