18-04-2022 08:46 AM
سرايا - دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الاثنين، يومها الـ54 ليواصل الجيش الروسي تدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وسط استمرار المعارك من أجل تحرير كامل أراضي دونباس.
وتواصل موسكو، اليوم الاثنين، تضييق الخناق على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية، بعدما انتهت المهلة التي كانت منحتها للجنود الأوكرانيين في المدينة للاستسلام صباح أمس الأحد.
وحذر مستشار رئيس بلدية ماريوبول من "تصفية" السكان المتبقين في المدينة، بعدما أعلن أن المدينة المحاصرة أصبحت مغلقة أمام الدخول والخروج بداية من صباح اليوم، مضيفاً أن القوات الروسية بدأت في إصدار تصاريح للتنقل داخل ماريوبول.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية الحكومة الأوكرانية بمنع قواتها المحاصرة في مصنع الصلب "آزوفستال"، آخر معقل لها في مدينة ماريوبول، من التفاوض على الاستسلام.
وقالت موسكو إن قواتها أصبحت تسيطر على غالبية المدينة، التي تعد أول مدينة كبرى تقع في أيدي القوات الروسية منذ بدء الحرب، وتشكل مكسباً استراتيجياً لموسكو، إذ إنها تربط الأراضي التي تسيطر عليها في دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، روسيا بالرغبة في "تدمير" منطقة دونباس بكاملها، واعدا ببذل كل ما في وسعه للدفاع عنها بدءا بمدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية.
وقال زيلينسكي في رسالة بالفيديو "الجنود الروس يستعدون لشن هجوم في شرق بلادنا في مستقبل قريب. إنهم يريدون حرفيا القضاء على دونباس وتدميرها". وأضاف "مثلما يدمر الجنود الروس ماريوبول، فإنه يريدون تدمير مدن أخرى ومجتمعات أخرى في منطقتي دونيتسك ولوغانسك".
وبعد ساعات عدة من الموعد النهائي الذي حددته موسكو للاستسلام صباح أمس، لم يكن هناك ما يشير إلى استسلام المقاتلين الأوكرانيين المتحصّنين في مصانع الصلب العملاقة في "آزوف ستال" المطلة على بحر آزوف. ولم يعرف عدد الجنود الموجودين في المصانع.
وقالت روسيا إن قواتها سيطرت على المنطقة الحضرية في ماريوبول، فيما قالت أوكرانيا إنها تمكّنت من صد القوات الروسية في باقي مناطق دونباس ودونيتسك ولوغانسك. وأعاد الجيش الروسي التركيز على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، مع مواصلة الضربات بعيدة المدى على مناطق أخرى، بما فيها العاصمة كييف ومدينة خاركيف.
وتزامنا، أعلنت السلطات الأوكرانية أمس تعليق الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين من شرق أوكرانيا في غياب اتفاق مع الجيش الروسي على وقف إطلاق النار.
ويُشكل الاستيلاء على ماريوبول ضربة قاسية لأوكرانيا من الناحية الاستراتيجية والرمزية، لأنه سيساعد موسكو على فتح طريق بري إلى شبه جزيرة القرم.
وفي حين أن مصير المقاتلين المحاصرين داخل المدينة يبدو قاتماً أكثر فأكثر، حذّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا من قرار محتمل للقوات الروسية بتسوية المدينة بالأرض.