18-04-2022 09:19 AM
بقلم : علي الشريف
هل اختلف رمضان ؟سؤال يراودني واحاول ان اجد الجواب الشافي له خصوصا مع بداية الشهر الكريم لهذا العام .
سالت هذا السؤال وانا اجد كل شيء حولي يختلف .. البهجة التي كنا نعرفها اختلفت الاسواق التي كنا نرتادها اختلفت و التواد والتراحم بين الناس اختلف حتى الصلاة اختلفت فتبدلت روحانيات الليل الى اقامة الحفلات والدبكة والموسيقى بحجة الثقافة .
شكل الصيام اختلف ورائحة التمر هندي .. حتى وجوه الاطفال وهم صائمون لم تعد تلك الوجوه التي كنا نراها تتشوق لمدفع الافطار او صوت الاذان حتى الجلبة التي كان يحدثها المسحر اختفت فما الذي حدث ؟
على ما يبدو ان كل شيء له سبب واكبر الاسباب واولها هو صعوبة الواقع المعيشي للناس والذي اصبح ينعكس سلبا على كل حياتهم حتى صرنا نراهم يتندرون على كل شيء حتى على طعام افطارهم .
الذي يحدث الان من غلاء وبلاء افقد الناس شعورهم بالفرح والحزن وجعلهم اسيري لقمة العيش والتفكير لتدبير ابسط احتياجاتهم وسط موجة من عدم اللامبالاة تجتاحهم بكل شيء حتى انهم نسيوا اساسيات الحياة ولهثوا خلف الكماليات .
الذي اختلف في رمضان نحن وواقعنا وحياتنا التي كلما تيسرت وجدنا من يزيدها صعوبة ويعرقلها والذي اختلف هو العيون التي باتت تنظر الى كل شيء والقلوب التي فقدت القناعة .
الذي اختلف ليس رمضان بل نحن الذين اختلفنا فحكوماتنا بدل ان تقودنا في احلك الاوقات واصعبها للمساجد صارت تقودنا لحلقات الدبكة وبدل ان نعتكف وصلنا الى حد ان نلتحف الاسى والعوز ونسكت .
بدل ان نقرا القران ونسمعه صرنا نركض لسماع محمد رمضان وبدل ان نتفقد عائلة محتاجة صرنا نتفقد تذاكر حضور الحفلات وندفع مهما ارتفع الثمن .
العمل على قطع الارزاق اصبح عادة محببة عند الكثيرين بل يجدون فيه متعة كبيرة واكل الحقوق عند البعض الذ من المن والسلوى وبث الفرقة بين الناس اصبح ابداعا .
الذي اختلف ان رمضان اصبح شهرا للتفكير بالطعام والشراب واصبحت القطايف اسمى امانينا تشكل لها اللجان لتحدد سعرها بينما لم تشكل لجنة واحدة لتدرس لماذا تردى واقعنا المعيشي .
هل مطلوب ان ننسى انفسنا وان نخرج من جلودنا وان ننظر للحياة كأنها فقط دبكات وغناء ... هل سياتي يوما علينا ويكون هذا الشهر شهرا عاديا مثل باقي الشهور وننسى الذي كان اسمه شهر الرحمة والمغفرة والعبادة والتواصل والتراحم والقران ليصبح شهر الحفلات والدبكات ونانسي ومحمد رمضان .
رمضان لم يختلف يبقى رمضان ولكن الذي اختلف نحن و نفوسنا وعقولنا وقناعتنا وبرستيجنا وبحثنا عن الكماليات على حساب الاساسيات فحين تدبك الحكومات علينا ان نعترف ان الشعب اصبح شوربة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-04-2022 09:19 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |