19-04-2022 12:01 PM
بقلم : عيسى محارب العجارمة
احاول قدر الامكان الابتعاد عن حرفة الكتابة ، ووجع الراس الناجم عنها ، الا ان الاحداث تداهمني على مدار الساعة ، فالاقصى في خطر ، والحرب الكونية الهادرة بين روسيا واكرانيا ، تضغط على اعصاب العالم اجمع ، الرئيس عباس مشغول بروحانيته ، وصلاة التراويح ، وجنين تشتبك مع الموت ، الدول العربية تلهث خلف المركبة الصهيونية المتهورة، التي احترقت عجلاتها في ساحات الاقصى وجنين ، بمشهد اقرب للجنون منه للمعقول .
الشهداء يتساقطون كالفراش في فلسطين ، اجيال تسلم اجيال راية المجد والشهادة والخلود والدم المسفوح ، بكبرياء لا يليق الا بالشعب الفلسطيني البطل، الذي يعلمنا كل يوم شيوخا واطفالا رجالا ونساء ،كيف يشمخ الدم الاحمر القاني على سيف الجلاد والمعتدي .
فشلت كل محاولات الصهينة والتطبيع المجاني ، مع الاحتلال في وقف مسيرة الشعب الفلسطيني الاعزل ، نحو ثورة الغضب النبيل ، فهو شعب قد أدمن الشهادة ، بصدق كل الفاتحين والغزاة العرب لجزيرة الاندلس ، ذات زمن قومي اوقف التاريخ الانساني على قدميه .
فما بين القدس والاندلس جدلية من الدم والفتح والبوح ، لا تستطيعه كل جيوش العالم المتقدمة ، فالصدور الفلسطينية تحفظ توارة الحقد المحرف جيلا اثر جيل ، وتطالع انجيل تضحيات المسيح وهو يحمل الاشواك على درب الجلجلة ، وتتلو قرآن الاسراء والمعراج بان النصر صبر ساعة .
اغيب واغيب ، ولكن لا يليق بقلمي ان يصمت ، فالصمت بهذا المدى النبيل ، من الجهاد الفلسطيني الابي ،الذي بلغ ذروته العليا في ساحات الاقصى ، هو ردة ولا ابا بكر لها ، فخرج القلم من غمده ، وكان هذا البوح يا اسود الوغى المزمجرة في الاقصى والقيامة .
تليق بكم الشهادة ، يا شعب فلسطين الجميل النبيل الاصيل ، جزاكم الله خيرا على ما قدمتم ، من قرابين بشرية ، في نهر جهادكم الطهور ، فقد بلغ السيل الزبى ، وآن للجيوش العربية النائمة ، من المحيط الى الخليج ، ان تستيقظ وتغسل عار هزيمة 1967 و1948 ،من قاموس الشرف العربي والجندية المخلصة لله وللاوطان وللاقصى السليب ، اما ان نكتفي بصلاة التراويح والتهجد للرئيس ابو مازن ، وبيانات الشجب والاستنكار ، فذاك جهد المقل ، ولن يقبل الله من المقلين لا ناقة ولا قطمير .
اسأل الله ان يتقبل شهداء شعبنا الفلسطيني البطل ، وان يرزقنا الصلاة في الاقصى والقيامة مسلمين ومسيحيين ، قبل ان يستفحل داء النوم في الامة ، كسبات اهل الكهف ،وليس لها دون الله كاشفة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-04-2022 12:01 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |