حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,11 أكتوبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3582

( قراءة في مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية) .. ماذا بعد الإنجاز؟

( قراءة في مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية) .. ماذا بعد الإنجاز؟

 ( قراءة في مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية)  ..  ماذا بعد الإنجاز؟

23-04-2022 05:04 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : قدر زيد الرواشدة
كنت قد رسمت في مخيلتي في بداية إعلان تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية تصوراً اولياً أعلنت به بأن الدولة حُبلى بجنين التغيير وكنت سعيداً بأن من بشرنا بذلك هو قائد الركب وسيد البلاد... فبث فينا روح الأمل بإعلانه تشكيل لجنة ملكية للنظر وتحديث المنظومة السياسية في البلاد ...
ومن هذا المشهد ثمة إحساس عام بأن هذه اللجنة لن تكون أفضل من سابقاتها، وأعتقد البعض بأن تشكيل اللجنة قد يتضارب مع دور السلطة التنفيذية التي من واجبها أن تطرح مشاريع إصلاحية تهم الدولة والمجتمع، والحال ذاته بالنسبة إلى السلطة التشريعية التي يمثلها البرلمان بشقيه".
ورأى البعض أن "الإصلاح لا يحتاج إلى لجان جديدة؛ كون الأردن لديه ترسانة قانونية وتشريعية وحتى تجربة سياسية ليبني عليها".
وبين مشكك ومؤيد تناثرت الأفكار والثرثرات... وكثُرت الصالونات السياسية الفرعية ، ذات الأجندات الخاصة والشخصية ، حتى أنني بدأت أخاف على هذا المشروع السياسي من الإجهاض المبكر .
ولكن سيد البلاد كمم افواه المشككين والسلبيين في كتاب تكليفه لرئيس اللجنة عندما أعلن عزمه على التغيير وبأنه الضامن شخصياً لتطبيق المخرجات..
لتبدأ بهذه اللحظة اللجنة عملها بثقة واقتدار وتنجز ما كُلفت به بحرفية وفترة زمنية مثالية ، ولكن يجب هنا ان لا ننسى بأن الإصلاح السياسي لا يقتصر على القوانين فقط، بل على وعي المواطن وإدراكه لأهمية دوره في اختيار من يمثله، واختيار أشخاص قادرين على حمل المسؤولية من السلطتين التنفيذية والتشريعية
لندخل الآن في المرحلة الأصعب والأكثر دقه، وهي ماذا بعد الإنجاز؟؟

وهنا استوقفتني بعض الدراسات الحديثة الصادرة عن مراكز معتمدة وذات مصداقية ، فكانت الأرقام الموجودة بالدراسات صادمة بالمقارنة مع حجم الإنجاز، وبالخصوص نسبة المواطنين والشباب الذين يرغبون بالانضمام للأحزاب او الذين لديهم ثقة بما تم تطويره على الحياة السياسية وهل سيكون لها أثر ملموس على المجتمع والحياة الديموقراطية ام لا ... وبهذه الأثناء طرحت بعض التساؤلات على نفسي علّي أُبدد ما سيطر على مخيلتي!
اولها هل الأحزاب والمشاركة الحزبية هي الطريقة المثلى لتطوير الحياة السياسية... ؟ وان كانت كذلك ما هي أسباب عزوف السواد الأعظم من الشعب وخاصة فئة الشباب عن الانضمام للأحزاب؟
وهل فات على أعضاء اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية قبل الشروع بتعديل القوانين الحالية وتطويرها البحث عن الوسائل الانجع لزيادة المشاركة الشعبية وتعزيز الثقة لديهم ؟ أم أنها انشغلت فقط بالتطوير الأمثل للقوانين القائمة؟
وهل اعتقدت اللجنة ان بالتعديلات التي أجريت على الدستور وقوانين الأحزاب والانتخاب وتحفيز المشاركة لشريحة واسعة من الشباب والنساء من المجتمع في الأحزاب نكون قد تقدمنا على سلم التطوير في الحياة السياسية...؟ أم أن هنالك فجوة لازالت (موجودة) ولابد من الوصول إليها وتسكيرها حتى نعتبر أنفسنا قدمنا إنجازا للوطن بأكمله وليس لمجموعات مستهدفة...؟
وهل نحن الآن على الطريق الصحيح...؟ وهل هنالك مؤشرات فعلية على أرض الواقع تعكس ما تم تطويره على القوانين والأنظمة السياسية؟
جميعها اسئلة تعصف في مخيلتي، أجيب تارة على إحداها واتوقف عند آخر... ولكن ما هو راسخ لدي بأن ما ينقص هذا الانجاز وهذه التعديلات هو تحويلها إلى مشاريع ملموسه تنعكس إيجابا على الدولة والمجتمع من خلال شباب مؤمن بتحقيق الإصلاح المنشود من الملك والشعب على حد سواء
ومن هنا اذا كان فعلا من اولوياتنا كأشخاص طبيعيين أو لجان تحديث للمنظومة السياسية التي اجتهدت في تطوير حقبة كاملة من الإصلاحات التي هرمنا وسئمنا من انتظارها و محاولات إصلاحها المتعاقبة عبر الحكومات ، والتي لن أقول انها باءت بالفشل بل أُجهضت قبل الولادة للأسف، فلم ترى النور ودفنت في ارضها لتعيدنا إلى حيثما بدأنا ، وكأننا لم نمسك القلم ولم نشعر بالجنين ولم نجد الاوراق التي كتبنا عليها الخطط والبرامج ، أو بلغة أكثر دقة ووضوح لم نستطيع أن نترجم رؤى سيد البلاد في أوراق النقاشية وأهدافه وما يصبو إليه ويطمح له دائماً وهو بأن نكون انموذجاً ديموقراطيا متقدما يعمل ضمن ايدولوجيا محددة المعالم وواضحة الطريق و مدروسة النتائج .
ذلك أن الأيديولوجيا أصبحت نسقًا قابلًا للتغير استجابة للتغيرات الراهنة والمتوقعة، سواء أكانت على المستوى المحلي أم العالمي ، وما سوى ذلك لا اعتبره الا لهو وعبث بما هو موجود اصلا ومحاولات للانطلاق من نقطة غير معلومة البداية ، وغير محددة النهاية، فنصبح بذلك وكأننا توقفنا بالمنتصف ، لا نملك القدرة على الاقتراب لأن ليس هنالك من يمسك بأيدينا و يدفعنا للتقدم للأمام ، وليس هنالك من يمسك بنا ليعيدنا إلى الوراء ويضعنا عند نقطة البداية الأصيلة التي قد يكون الانطلاق منها عملي وفعلي و بلا توقف وقد تجعلنا نفوز بالسباق مع الزمن ومع المنطق ، فلم نفكر أبدا كيف لنا أن نتجاوز تلك التحديات، تلك جميعها أسئلة برسم الاجابة استوقفتني و تطلبت مني الوقوف عندها قليلا متأملاً حتى استطيع تقييم ما تم إنجازه وما ستكون عليه الحياة والمشاركة السياسية في قادم الأيام...
فرأيت اننا تقدمنا كثيرا وتحدينا الظروف ، ولكن إذا ما نظرنا إلى الواقع الحالي نرى اننا في حالة إرباك غير مسبوق ، فالشباب تائهون، حائرون، مرتبكون، بين مطرقة التهميش وسنديان التطوير المزعوم... وهنا نحن في اهم مراحل ما بعد الإنجاز، فنجد أن الشباب والمجتمع يحتاجون إلى برنامج توعية فعلي وعملي متكامل وشامل، يحدد الأسباب ويشرح الظروف ويبين التطورات التي طرأت ، وما هي سُبل النجاح والتقدم والمشاركة وتفعيل دور الشباب، فالمشهد العام يعطينا انطباع أن هنالك حالة من اللاوعي او الإدراك لدى فئة كبيرة من المجتمع بما تم تطويره و تأطيره على المنظومة السياسية ، مما أدى الى التقليل من حجم الانجاز الذي تم الانتهاء منه ولربما أنه كان الإنجاز الأكبر و الأفضل و الانجع في الدولة منذ عقود، (فأدت) حالة اللاوعي هذه الى ضبابية في المشهد والصورة الفعلية لما تم تطويره و إنجازه، (أدت في النهاية) الى حالة من عدم الرضا العام أو عدم الثقة التي اعتاد عليها المواطن و بأنه أصبح مقتنعاً انه لا جديد جدير بالتفكير فيه ولا قديم يشفع بأن نعود إليه نتيجة لموجة إحباط امتدت لسنوات في عقولهم ... ليصبح جميع ما تم تطويره وانجازة برغم أهميته ، كأوراق تبعثرت مع رياح الزمن فتوقفت من جديد عند نقطة اللابداية...
وهنا أرى أنه أصبح لزاماً أن تكون هنالك حملة توعيه وطنية شاملة ضمن خطة محددة وقابلة للتطبيق يقودها الشباب أنفسهم، تبدأ من طلبة المدارس وتنطلق إلى الجامعات وصولا إلى أفراد المجتمع المحلي، يقودها هؤلاء الشبان الذين سترسم معالم المستقبل بوجودهم وعولت التغييرات على عزمهم.
ويجب ان يقود حملات التوعية تلك شباب تشبعوا بالفهم العميق والدور الجديد الذي أوكل اليهم ومستقبل الوطن الذي ينتظر لمساتهم ، لأنه لا يُشعر الشاب بأهميته الا شاب مثله يحمل نفس افكاره وتطلعاته ، يشاركه نفس الطموح والمبادئ وشابات يعرفن أين النقص فيبدأن بتوعية امثالهن إلى ما وصلن إليه من إنجاز وتمكين للمرأة... فيصبح بهذا الشكل التحفيز ضمني وترى أن التشجيع على المشاركة الفعالة سيصبح فعالا ، لا بل ويحمل مبشرات وأفكار شبابية بحتة، لا بل وسنرى ايضاً ولادة احزاب مؤسسيها واعضائها وأفكارها و رؤاها شبابية بكل معانيها.. لأن من الهمهم وعمّق لديهم الفكرة، وفسر لهم ما تم تطويره على الحياة الحزبية والسياسية هم شباب امثالهم يحملون نفس أفكارهم وهمومهم ويتبنون ذات الطموحات ويعرفون اللغة التي يحبذون أن يسمعوها، فنكون قد عززنا فيهم روح المبادرة اولا وعمقنا لديهم المفاهيم التي انتابها الغموض فجعلتهم عازفين يائسين.
سأنهي حديثي بمقترح بسيط وبكلمات قصيرة أوجهها لأصحاب القرار والمشورة إن قُدّر لهذا الاقتراح ان يصل إليهم..
لا تدعوا الوقت يمضي ويسرق منكم اهم انجازاتكم في مئوية الدولة الجديدة ... سارعوا بحملة توعية وطنية شبابية بحتة، و شاملة تبدأ من الأطفال قبل الشبان... ودعوا الشباب هم الملهمين للكبار، ودعوهم هم اصحاب القرار...
سارعوا بتشكيل لجان توعية شبابية وطنية في كل محافظات المملكة، وتشكيل لجان تضم مجموعة من الشبان والشابات المثقفين في كل محافظة وقدموا لهم الدعم وارسموا لهم الخطط ودعوهم هم من ينشروا لكم الوعي العام ويشرحوا ما تم انجازه لأبناء جلدتهم واصدقائهم ومجتمعهم ...
وانا على ثقة تامة انكم ستشهدون نقلة نوعية وغير مسبوقة وسريعة جداً وستشهدون تحول ملموس في التفكير والأفكار ... وسترون نتائج مبهرة للمشاركة الشبابية سواء كان في الأحزاب أو الانتخاب أو حتى طرح أفكار لم يسبق أن كان لشبابنا فرصة للتعبير عنها.
سارعوا فإن الوقت لا يعود... والايام تمضي.. وما زلتم غير قادرين على الانطلاق، ليس من باب الإحباط لا سمح الله، ولكن نصيحة قد لا أعتبر نفسي ممن يأُخذ بنصائحه، ولكنها بعض زفرات صدر، اعتبرتها امانه ووجب على إيصالها، فإن وجدت صدى أُأُجر على ايصالها... وإن أُهملت فسأكون متصالحاً مع نفسي لأنني لم أبخل عليها بما ارادت.

بقلم
قدر زيد الرواشدة


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا









طباعة
  • المشاهدات: 3582
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم