24-04-2022 01:46 PM
بقلم : الخبير المصرفي / عدنان ابوقاعود
تفاجئ الجميع مؤخراً من تصريحات دولة أبونشات الذي احترمة كشخصية سياسية من الدرجة الاولي عندما قال (ان الوضع الاقتصادي بالاردن صعب ومعقد والتحديات كبيرة وفي حال عدم اتخاذ اجراءات صحيحة قد يجد الاردن نفسه قريباً من حالة الافلاس)، اجزم ان دولته خانه التعبير ولم يكن يقصد المعني الحرفي للكلمه، ولكنه أراد أن يحذر من الوضع الاقتصادي الحالي، الا أنني اخالفه الرأي في استنتاجه وفي توقيت هذا التصريح وعواقبة بدليل استغلالة من البعض للاساءه للاردن.
صدقت يا دولة الرئيس ان الوضع المالي للدولة الاردنية صعب ومُعقد وغير مُريح والتحديات كبيرة واضافة الى ذلك هناك فساد وفقر وبطاله الا أن هذا لا يعني الافلاس، فالاردن دولة مؤسسات تدار مواردها بكفاءه ولديها مؤسسات مالية ونقدية ورقابية وتشريعية وقضائية، دولة تتغلب على التحديات وتتأقلم مع المتغيرات، دولة من المتوقع أن ينمو الاقتصاد فيها هذا العام 2.5 %، دولة سوقها مفتوح ولا قيود على تداول العملة الاجنبية.
ورغم أن الدولة الاردنية يا دولة الرئيس - مثل العديد من دول العالم - تعاني من مديونية فاقت الناتج المحلي الاجمالي ووصلت مؤخراً الى 35 مليار دينار ومرشحة للزيادة بسبب الركود الاقتصادي العالمي وتاثيرات الجائحة وتداعيات الحرب الاوكرانية، الا أن الاردن مُلتزم بسداد اقساط ديونة وينتهج سياسات اصلاحية نقدية ومالية هيكلية تحت اشراف جهات دولية.
ومع أن الاردن يا دولة الرئيس ليس لدية بترول أو غاز مثل دول الجوار ولكن لدية موارد بديلة تغذي الخزينه من العملات الاجنبية، فحسب أحصائيات العام الماضي 2021 قارب الدخل من التصدير 6.6 مليار دولار، ومن السياحة بلغ 2.6 مليار دولار، ومن تحويلات المغتربين وصل 2.4 مليار دولار.
وعلى الرغم يا دولة الرئيس من أن الاردن دولة صغيرة المساحه ومواردها محدوده ومحاط بدول غير مستقرة سياسياً، لكن الاردن يعتبر من اكثر الدول استقراراً في المنطقة ولدية موارد مالية واحتياطي من العملات الاجنبية تنمو باستمرار حتى وصلت الى 18 مليار دولار وهو رقم غير مسبوق ويكفي لشراء الاحتياجات الاساسية لاكثر من تسعة أشهر وهذا المؤشر أعلى من المعدل العالمي.
وصحيح يا دولة الرئيس أن الاردن لدية عجز مُزمن بموازنة الدولة ويعتمد بشكل كبير على المنح والمساعدات والقروض، ولكنه يفي بالتزاماتة التعاقدية، وتصنيفة الائتماني من وكالة التصنيف Standard & Poor`s هو B+ مع نظرة مستقبلية مستقرة، وهذا تصنيف جيد يمنحة ثقة وقبول من صناديق التمويل العالمية للحصول على قروض بشروط مُيسره.
وحضرتك يا دولة الرئيس تعلم ان للاردن وقيادتة حضور ومكانة وثقل عربي وعالمي وانه ليس من مصلحة أحد أن تفلس الدولة الاردنية لانه حامي أطول خط للمواجهة والاردن عمق لاشقائه العرب ويمثل صوت الاعتدال بالمنطقة واستقراره مطلب دولي.
كل هذا يفند فرضيات المُحللين المُغرضين الذين استغلوا هذا التصريح غير المقصود، وذهبوا الى أن الاردن دولة تتجه نحو الافلاس واسقطوا السيناريو اللبناني على الاردن، ولكن تناسوا أن هناك مؤشرات ومعايير علمية يجب أن تتحقق بالتدريج حتى تعتبر الدولة تتجه نحو الافلاس منها أن تكون موارد الدولة لا تكفي لسداد نفقاتها، وأن يكون هناك تراجع ونقص حاد بالسيولة، وأن تكون الدولة عاجزه عن دفع رواتب موظفيها، وأن تتخلف عن خدمة ديونها، وأن تتراجع احتياطياتها النقدية وبالتالي فقدان القيمة لعملتها الوطنية، وان تحصل على تصنيف ائتماني متدني من مؤسسات التصنيف الدولية، وكل هذه المؤشرات بعيده كل البعد عن المشهد الاقتصادي الاردني .. حمى الله الاردن وقيادته وشعبة.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-04-2022 01:46 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |