25-04-2022 03:18 AM
سرايا - حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على عدم ترك صلاة القيام؛ لما لها من فضل وثواب كبيرينِ خاصة في شهر رمضان المعظم، فهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والرحمة والغفران، شهر تضاعف فيه الحسنات، وتجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، ويجود الله فيه على عباده بأنواع الكرامات. سيدتي استضافت الشيخ سعد إبراهيم الأزهري؛ ليحدثنا عن صلاة القيام في رمضان.
يقول الشيخ سعد : أمرنا الرسول صلى الله علينا وسلم باتباع سنته خاصة في شهر رمضان الكريم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمر على ذلك (أي على ترك الجماعة في التراويح)، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وصدرٍ من خلافة عمر رضي الله عنه.
• متى تبدأ صلاة القيام في رمضان؟
يقول الشيخ سعد: في شهر رمضان المبارك، يتسابق المسلمون إلى بلوغ الدرجات العليا عند ربهم، حتى يغفر لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر، فينكبوا إلى الطاعات المختلفة، بدءاً من الصوم إلى الصلاة وقراءة القرآن والصدقات. وصلاة القيام مظهر من مظاهر الطاعات المحببة في هذا الشهر، وهي من السنن التي أمر بها النبي لجعل الإنسان يستثمر ليله في العبادة، ولذلك موعد هذه الصلاة يمتد طيلة الليل، بدءاً من انتهاء صلاة العشاء، وحتى قبيل مطلع فجر اليوم التالي، ويكون قيام الليل إما بالليل كله أو بجزء منه، ولكل عمل ثوابه بإذن الله تعالى، وتبدأ صلاة القيام في شهر رمضان المبارك باليوم الأول من رمضان، وهي تبدأ بعد غروب شمس أول ليلة من ليالي الشهر الفضيل، وتستمر صلاة القيام؛ حتى آخر أيام شهر رمضان المبارك.
فوائد صلاة القيام في رمضان:
ـ البركة في الوقت والعمر والذريَّة والمال والرز ق.
ـ محبَّة الله فقيام الليل يعد قُرْبَةٌ إِلَى الله.
ـ تكفير الذنوب والخطايا التي يرتكبها الإنسان.
ـ ينهي المرء عن فعل الإثم.
ـ الشعور بالأمن والطمأنينة، وإدراك نفحات الإيمان والصيام.
ـ مرافقة النبي، صلى الله عليه وسلم، في الجنَّة.
ـ زيادة الدَّرجات في الآخرة.
ـ يعود بالكرم والجود.
ـ الفرح بما أعده الله لمن يقوم الليل.
ـ إن أتم الإنسان باقي أركان الإسلام بصدق، ومات على هذا كان من الصديقين والشهداء.
ـ يكون له غرفٌ في الجنَّة.
ـ يرفعه الله ويكون مشرفاً بقيامه.
• عدد ركعات صلاة القيام في رمضان
انقسم أهل العلم في ما يتعلق بموضوع عدد ركعات صلاة القيام في رمضان إلى ثلاثة آراء، وهي:
- الرأي الأول: وهو رأي جمهور أهل العلم، وذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ صلاة قيام الليل في رمضان عشرون ركعة، واستدلوا بقول الكاساني في هذا: “جَمَعَ عُمَرُ أَصْحَابَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ِفي شهر رَمَضَانَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- فَصَلَّى بِهِمْ عِشْرِينَ رَكْعَةً، وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَيَكُونُ إِجْمَاعاً مِنْهُمْ عَلَى ذَلِكَ”.
- الرأي الثاني: وهو قول المالكية، وذهب هؤلاء إلى أنّ الثابت في عدد ركعات صلاة قيام الليل في رمضان هي 20 ركعة، ويجوز للمسلم أن يزيد فيصلي 36 ركعة.
- الرأي الثالث: وذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ عدد ركعات صلاة القيام في رمضان غير محدد، فيمكن أن يصلي العدد الذي يريد من الركعات في الليل في رمضان.
• فضل صلاة القيام في رمضان
تقرّبنا من تقوى الله عز وجل، وتزيد الإيمان في قلوبنا. وتساعدنا على مسح الذنوب والمعاصي من حياتنا وتهدينا إلى طريق الحق والنور. يضاعف فيها أجر العبادة والطاعة، وتزيد من حسناتنا وحب الله لنا. يسمع الله فيها الدعاء والاستغفار، وتعتبر ساعة استجابة لدعواتنا. هي سنة نتبعها عن سيدنا ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، إذ ذكر أنه كان يقوم الليل حتى تبلغ قدماه التشقق من أثر الوقوف المطول. تنقي نفوسنا من الاتجاه نحو المآثم والخطايا، لقوله تعالى: “اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ”، وهي بمثابة شكر وتقدير لرب العالمين على نعمه وعطائه العظيم. من يقوم الليل ويثابر على قيامه يكون دليلاً على حب الله له. وصف رسول الله من صلّى قيام ليل رمضان بأنه سيكون بمنزلة الشهداء في الجنة جعلنا الله وإياكم منهم.