بقلم : علي الدلايكة
يلاحظ في الفترة الاخيرة الاستراتيجية الامريكية المتبعة في تعاطيها مع بؤر التوتر العالمية حيث انها سحبت قواتها العسكرية لتفادي اية خسائر تعتبرها غير ضرورية في اية نزاعات ليس لها اية تأثيرات او تهديدات لمصالحها او لارضها ولمواطنيها كما حصل في افغانستان والعراق ولكنها في ذات الوقت لم تسحب دبلوماسيتها وقربها وقوة تأثيرها في مجريات الاحداث فيها وان تكون لها بصمة تظهر قوتها ووجودها السياسي على ساحة الاحداث وعلى ارض الواقع ...في المقابل تدخلت روسيا في سوريا وبشكل رئيس وها هي تتورط في حربها مع اوكرانيا هي بدأتها ولكن هل هي قادرة على انهائها وبما يرضي ويلبي مصالحها وطموحها وكم هي الخسائر التي تكبدتها في قواتها العسكرية ومقدرتها الاقتصادية ونفوذها السياسي على مستوى العالم وهي بذلك تكون قد فقدت الكثير وفقدت مكانتها كلاعب قوي كان ينافس القوة الامريكية ومكانتها حيث الكثير من الحلفاء الذين لم يعد لهم وجود وان تواجدوا فان ذلك على استحياء وليسوا قادرين على تقديم اي نوع من انواع الدعم للقيادة الروسية في مواقفها وعملياتها العسكرية التي تقوم بها....
نعم لقد نجحت الاستراتيجية والدبلوماسية الامريكية في الانفراد في قيادة العالم ودون منازع ودون اية خسائر تذكر ونجحت في استمالة غالبية القوى العظمى كالاتحاد الاوروبي الى جانبها بعد الجفاء الذي خلفته ادارة ترامب معهم وقد تنجح روسيا في كسب معركة اوكرانيا ولكنه ليس النجاح الذي تريد وتطمح به حيث انها اخفقت وخسرت الكثير على المستوى الاقليمي والدولي ولم تعد القوة العسكرية والسياسية التي يعتد بها والتي يمكن ان تنافس سياسيا في فرض رأيها ومكانتها كما كانت سابقا وهذا سيؤدي الى فقدانها الكثير من الحلفاء مستقبلا وفقدان جزء كبير من مكانتها الدولية التي كانت تحظى بها وهذا سيؤدي ايضا الى اعادة تشكيل تحالفات دولية جديده وسيؤدي الى تغير في مجريات الكثير من الاحداث...والله تعالى اعلم