حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,29 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12555

وفاة المعمرةُ اليابانية كاني تاناكا عن عمر 119 .. أقرأ نصائحها لتعيش حياتك بكلِّ ما فيها من حلاوةٍ ومرارةٍ

وفاة المعمرةُ اليابانية كاني تاناكا عن عمر 119 .. أقرأ نصائحها لتعيش حياتك بكلِّ ما فيها من حلاوةٍ ومرارةٍ

وفاة المعمرةُ اليابانية كاني تاناكا عن عمر 119 ..  أقرأ نصائحها لتعيش حياتك بكلِّ ما فيها من حلاوةٍ ومرارةٍ

26-04-2022 03:50 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - أعوامٌ تمضي والدنيا أسرار كم أحببتُ هذه الجملة من شارة مسلسل الأطفالِ الشهير (ليدي أوسكار). نعم الدّنيا أسرارٌ وألغاز والإنسانُ يُمضي حياته يبحث عن حلولٍ لألغازها وإيجاد مفاتيح أسرارها، ويمرُّ العمر على عجالةٍ دون أن يشعرَ به؛ فالبارحة كنت طفلاً صغيراً ثم شاباً قوياً، وغداً تصبح عجوزاً تقدَّمت بك السنون وحفرتْ التجاعيدُ خطوطها عميقاً في وجهك، وغطى الشَّعر الأبيض رأسك وها هي قواك البدنيةُ والمعرفية بدأت بالتراجع والتباطؤ. إنَّها سنةُ الحياة ولاخلافَ على ذلك

صحيحٌ أنَّ أو الشيخوخة أمرٌ حقٌّ ولا مهرب منه، ولكن كم مرةً تمنيتَ أن توقفَ عقارب الساعة وتُرجع عجلة الأيام إلى الوراء كلما أتى عامٌ جديدٌ عليك؟ وكم مرةً أحسستَ بشعورٍ غريبٍ وأنت تطفئ شموع عيد مولدك سنةَ بعد سنةٍ؟



اسمحْ لي أن أخبرك أنا بما أشعر؛ إنه شعور الفرح تخالطه الرهبةُ والتوجس وأنت غالباً تشعر به فقد تجاوزت بالعمر سنةً إضافيةً وبات الأمر قدراً محتوماً تنتظره كل عامٍ في نفس اليوم الذي وُلدت فيه. ولكن لم الخوف؟ ولم الشعور بالإحباط واليأس؟ فالعمر يجب أنْ يكون مجرد رقمٍ في حياتك ولا يؤثر عليك إلا بقدر ما اكتسبته من خبرةٍ ومعرفةٍ في سنين حياتك، وسأزيد عليك من الشعر بيتاً وأقول لك: أن الجسدَ هو مرآة الروح، فمن كانت روحه شابةً لن يهزمه الكبر أبداً. وهنا تحضرني مقولة الرِّوائي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز العمرُ الحقيقي ليس ماقد بلغه أحدنا، بل هو مانشعر به من داخلنا

وفي سياق كلامنا هذا سيكون مقالنا اليوم عن إحدى المعمراتِ التي عاصرت العديد من الأحداث وكانت مثالاً يحتذى في التحلي بروح الشباب وحبِّ الحياة؛ إنها المعمرةُ اليابانية كين تاناكا

اقرأ أيضًا: قائمة أفلام تعيد لك الحنين لمشاهدتها مع أطفالك!

نبذةٌ عن حياة المعمرة اليابانية كين تاناكا

تصور معي شخصاً وُلد أوائل القرن العشرين في الوقت الذي سبق ظهور الكهرباء، والتلفزيون، والسيارات، وشهد الحربين العالميتين الأولى والثانية وما زال حياً حتى يومنا الحالي! هذا حال المعمرة اليابانية كين تاناكا ذات الـ 117عام التي عاصرت خمسة أباطرة حكموا اليابان خلال حياتها وشهدت عصر السرعة والتكنولوجيا الحديثة

وُلدت كين تاناكا في 2 يناير عام 1903، في مدينة فوكوكا جنوب غرب اليابان. وكانت الرقم السابع بين أخوتها، تزوجت عام 1922 من هيديو تاناكا وأنجبت 4 أولاد وتبنت الخامس. عملت كين مع زوجها هيديو في متجرٍ صغير لبيع المعكرونة والشعيرية واستمرت بالعمل به حتى سن الثالثة والستين، لديها الآن 5 أحفاد وتعيش حاليًا في دارِ رعاية المسنين في مدينة فوكوكا

في 9 آذار عام 2019 دخلت المعمرةُ اليابانية كين تاناكا موسوعةَ غينيس للأرقام القياسية بعمرٍ تجاوز 116 عام، وحصلت على لقب أكبر معمرةٍ في اليابان وفي العالم أجمع. وقد احتفظت باللقب بعد وفاة مواطنتها المعمرة اليابانية (نامي تاجيما) والتي توفيت في نيسان عام 2018 عن عمرٍ بلغ 117 عام و260 يوما

اقرأ أيضًا: أفضل قنوات اليوتيوب لتعلّم اللغة اليابانية

كين تاناكا ذات ال117 عام ستعلمك كيف تعيدُ شبابك وتعيش حياتك بكلِّ ما فيها من حلاوةٍ ومرارةٍ

منذ فترةٍ وأنا أطالع الفيس بوك استوقفتني عبارةٌ جميلةٌ احتفظت بها حينها تقول: ما جسدك إلا وعاءٌ توضع فيه روحك والرُّوح لا تشيبُ ولاتشيخ أبداً أظن أنها تناسب موضوعنا اليوم عن كين تاناكا التي بلغت 117 عام، وهي بسلامٍ داخلي وحياةٍ مليئةٍ بالخبرة والحكمة التي ستعلِّمنا إياها من خلال ما مرَّ معها وما عاشته وعاينته في سنين عمرها. تعالوا معي لنتعرفَ أكثر عما ستخبرنا به وماستعلِّمنا إياه صاحبة ال 117عام:

الاستيقاظُ في الساعة 6 صباحاً

تواظبُ كين تاناكا على الاستيقاظ مبكراً في تمام الساعة 6 صباحاً كل يومٍ، ولم تمل من ذلك أبداً خلال سنوات حياتها الطويلة وإلى اليوم. فهي ما زالت تحب أن تبدأ يومها باكراً بهمةٍ ونشاطٍ مسابقةً للحياة بكل أحوالها بدلاً من الخمول والكسل، فهي لا تعطي للعمر أهميةً وتوقن أنه مازال هناك متسعٌ للحياة والأمل

الاستمتاعُ بدراسة وحل ألغاز الرياضيات

رياضيات! نعم رياضيات لا تستغرب ذلك فالتفكير وحل التمارين والمسائل الحسابية يُبقي عقلك حاضراً وفعالاً دائماً. وهذا ما دأبت عليه كين تاناكا فهي تمضي يومياً ساعاتِ بعد الظهر في حل ومذاكرة الرياضيات بتمارينها وألغازها المعقدة لقناعتها أنها طالما هي على قيد الحياة فستبقى بحاجةٍ للتعلم بشكل مستمر، والرياضيات وحدها من تجعل عقلها وتفكيرها قوياً وبالتالي تساعدها على الحياة لفترةٍ أطول وأمتع

الابتعادُ عن الهواتف الالكترونية واستبدالها بالألعاب اللوحية (ألعاب الطاولة)

أصبحت الهواتف والألعاب الالكترونية زادنا اليومي الذي للأسف أثرَّ على حياتنا وعلاقاتنا وحتى على تربية أطفالنا، فنحن منساقون لهذه الأدوات الحديثة التي تجمِّد فكرنا وروحنا وتسلب أوقات سعادتنا بلمة العائلة والأصدقاء

وها هي كين تاناكا المعمرة الحكيمة التي أيقنت أن هذه الأشياء لا تناسبها كثيراً وحتى لو كانت جزءاً من مجتمعها فهذا لا يعنيها أبداً، فاستعاضت عنها بالألعاب اللوحية لتشغل وقتها ويومها فهي تفضل لمسة الأشياء المصنوعة من الورق والكرتون الملون على الأجهزة المعدنية تلك لأنها تعطيها من روحها وأحاسيسها خلال حركتها على اللوح الخاص بها، وتستفزُ فضولها وإبداعها دائماً من خلال قواعدها الخاصة واعتمادها على التنافسية والحظوظ

لايأسَ مع الحياة مهما كانت سيئة

اغتنمت كين تاناكا فرصةَ الاحتفال بعيد ميلادها في يناير عام 2020 لتتناول المزيد من الكيك وكلها سعادة وفرح والابتسامة تعلو وجهها وتقول: لذيذةٌ أريد المزيد كم هو رائعٌ وجميلٌ حالها إنها مفعمةٌ بالبهجة بالرغم من كبرِ سنها، من يراها يظنُّ أنها لم تعرف الألم والمعاناة إطلاقاً. ولكن الحقيقة عكس هذا التخمين تماماً فقد كانت حياة كين تاناكا صعبةٌ إلى حدٍّ ما وهذا أبرز ما عانته في حياتها:

أُصيبت مع بنتها المتبناة بالحمى نظيرة التيفية وذلك في سن 35 عامًا

خضعت لعملٍ جراحي في البنكرياس بسبب إصابتها بسرطان البنكرياس وكانت في سن 45 عامًا

أجرت عمليةً جراحيةً لإزالة حصيات المرارة في سن 76 عامًا

في عمر 90 خضعت لعملية الساد

لم تنتهِ معاناتها الصحية، فقد أُصيبت بسرطان القولون والمستقيم في عمر 103 أعوام، وخضعت بسببه لعمليةٍ جراحيةٍ مرةَ أخرى

ولكن وبالرُّغم من كل هذه الآلام نجت وعادت لحياتها مبتسمةَ متفائلةَ، لأنها تعطي نفسها حقها ولا تحمل الأمورَ فوق طاقتها

المعكرونة ستعيدكَ لحياتك ولو كنتَ في الحرب

قد تكون المعكرونة كل ما تحتاجه للعودة من الحرب. هذا ماقالته كين تعقيباً على عودة زوجها من الحرب العالمية الثانية بعد اختفائه فترةً طويلةً دون أي خبرٍ عنه، حيث عاد مباشرة للعمل في محله مع كين التي تشاركه بيع وتقديم وجبات المعكرونة الشهية والتي تعتبر مصدر رزقهما الأول في بداية زواجهما. كين تعتقد أن عودة زوجها ورغبته في العمل الذي يحبه هي حياةٌ جديدةٌ ومصدرٌ للاستمرار في العيش

الوصولُ لعمر 120 عام هو هدفُ كين تاناكا الذي ترغب بتحقيقه

بالرغم من وصول كين لعمر الـ 117عامًا، إلا أنها ما زالت متفائلةٌ ومقبلةٌ على الحياة. فقد عاشت الكثير من الأحداث بحياتها ولم تثنِ عزيمتها واندفاعها أية مصاعب، بالعكس فهي تطمع للوصول لعمر 120 عامًا، وتحقيق رقمٍ قياسيٍّ جديد؛ فهذا هدفها الآن الذي وضعت لأجله عدة نقاط وهي:

الراحةُ والنوم الكافي كفيلٌ لكي تحافظ على حياتك وصحتك

العائلةُ من أهم الأسباب لرفع معنوياتكَ واستمرارك بالحياة

عشْ حياتك وكأنك شاباً، لا تجعل التقدم في العمر يؤثر عليك

عندما تتقدم بالعمر لا شك أنَّ الكثير من مهاراتك وإمكانياتك الصحية والفكرية سوف تتراجع، فالعمر له حقُّه كما يقال. ولكن أنت من تحددُ ذلك بإرادتك وأنت من تجعل من عمرك تاجاً تفخر وتعتز به أيضاً، فالبعض يولدون شيوخاً، والآخرون يموتون شباباً. وهذا ما فعلته كين وما نصحت به بأن لا تكبرْ قبل أوانك ولا تعطِ الأشياء أكثر مما تستحق، ودع التفكير بالعمر حتى تبدو أصغر وأكثر شباباً

اقرأ أيضًا: أشخاص غريبو الأطوار قتلوا أنفسهم بحثاً عن أسطورة ينابيع الشباب والخلود !

ما هو أفضلُ وقتٍ في حياة كين تاناكا؟

عشْ اللحظة التي أنت فيها الآن ولا تفكر بالماضي ولا بالمستقبل، كن حاضراً دائماً لتعيش عمرك الآني. هذا مبدأ كين تاناكا فهي لا تُعطِ ماضيها ولا مستقبلها أهميةَ ولا تفكيرًا، فهما يجعلانها تشعرُ بعمرها وأنها أصبحت عجوزاً معمرةً، أن تعيش الآن فقط فهو كلُّ ما يهمها وهو أفضل وقت في حياتها

أخيراً، عُمرنا هو خلاصة سنواتِ حياتنا التي قُدِّر لنا أن نحياها على هذه الأرض، لتكن مليئةً بالخير والسعادة ولنعشْ اليومَ كأنه آخر يومٍ في حياتنا، فالعمرُ مجرد رقمٍ كما قلنا فربما تكون طفلاً بسن الستين، أو شيخاً بسن العشرين. ولتكن كين تاناكا مثالاً يحتذى في التفاؤلِ ولنتعلَّم منها إرادةَ الحياة ومحبةَ الحياة








طباعة
  • المشاهدات: 12555

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم