-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1896

هَمُّ العيد

هَمُّ العيد

هَمُّ العيد

30-04-2022 11:26 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
أيام الطفولة كنا ننتظر العيد بفارغ الصبر، بل لم نكن نفكر في الجوع والعطش ونحن نجوب الأسواق الى جانب أمهاتنا للبحث عن ملابس العيد، ولم نشعر بطول الليل أثناء حفلات كعك العيد مع الأهل والجيران.
من شدة فرحتنا بالعيد كنا نضع الملابس الى جوار فراشنا، وننتظر الفجر بفارغ الصبر، ونرتدي تلك الملابس الجديدة وننطلق الى المسجد للتكبير قبل صلاة العيد، وبعد ذلك ننتظر الضيوف لنأخذ منهم العيدية.
في المساء ربما يقوم الوالد بجولة نزور بها الأرحام والأقارب والجيران، فتزداد حصيلة العيدية في جيوبنا، وربما قد نتوجه الى إحدى صالات الألعاب "الملاهي" لكي ننفق ما تم جمعه خلال العيد على مجموعة من الألعاب.
نعم كان هذا كل همنا خلال يوم العيد، ملابس وأحذية جديدة، وعيدية تملأ جيوبنا، وزيارات للأرحام والأقارب والجيران، والعاب ومغامرات وحلويات، ولكن اليوم بعد أن كبرنا وأشتعل الرأس شيباً؛ أدركنا أن للعيد هموم أخرى.
لم نكن نحمل هم ثمن تلك الملابس التي نشتريها من السوق، أو من أين جاء بها والدي، ولكن بما أن محيطنا أغلبهم موظفون متواضعون، أدركنا أن شراء ملابس العيد يحتاج الى تقتير المصروف لعدة شهور قبل العيد وبعده.
لم نكن نعرف أن طقوس "كعك العيد" و"قراصه" التي كانت بمثابة مهرجان بالنسبة لنا، تحتاج الى ميزانية كبيرة ترهق كاهل والدي، وتشقي والدتي التي تجلس بالساعات امام "الفرن" لتقوم بذلك.
لم نكن ندرك أن العيدية التي يجود بها علينا الأهل والأقارب والجيران سيتم إقتطاعها من مصروف العائلة في الفترة المقبلة، وستقل الخيارات المطروحة على طاولة الطعام جراء ذلك.
الآن وبعد أن أصبح أبناءنا يطالبوننا بالعيدية وتجهيز الكعك والذهاب الى الألعاب في "الملاهي" أدركنا أن كل ذلك يكلف والدي مبلغاً قد يكفي للعائلة لمدة أسبوع أو أسبوعين، وهو إذ يقوم بذلك فإنه يقدم على مغامرة مالية من العيار الثقيل.

خلاصة القول:
قد يكون العيد فرحة للكثير من الناس خصوصاً الأطفال، ولكنه همٌّ كبير للوالدين من ذوي الدخل المحدود، واليوم ونحن نتذكر ما قدموه لنا في سنوات طفولتنا ومراهقتنا لا نملك إلا أن نرفع أكفنا الى المولى عز وجل وندعوه لهم بطول العمر والصحة والسعادة إن كانوا على قيد الحياة، وبالرحمة والمغفرة إن كانوا من أصحاب الآخرة.











طباعة
  • المشاهدات: 1896
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-04-2022 11:26 AM

سرايا

2 -
ابدعت مهندسنا ، اوجزت فابلغت ، وكل عام وانت بخير.
30-04-2022 12:32 PM

توفيق العقيل

التبليغ عن إساءة
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم