01-05-2022 10:05 AM
سرايا - قد يعرف البعض معلومات عن جزيرة أرخبيل سقطرى، وربما شاهدنا بعض المقاطع المصورة، لكن الواقع في الجزيرة يختلف تماما، حيث تتميز بحالة فريدة وربما نادرة في كل شىء، بدءا من الطبيعة والمناخ وانتهاء بسكانها.
الجزيرة في عمومها تعد محمية طبيعية وإن كانت اليونسكو قد حددت بعض المناطق كتراث عالمي، وتكسوها النباتات والأشجار النادرة التي لا يوجد لها مثيل في العالم ولا تصلح زراعتها في أي مكان آخر سوى في منطقة تسمى "قلنسية" مثل شجرة "دم الأخوين"، والتي قدر العلماء عمرها بمئات السنين، وتثار حولها الكثير من الأساطير.
سلام مجتمعي
تعيش جزيرة سقطرى حالة نادرة من السلام المجتمعي والأمن والاستقرار في الآونة الأخيرة، علاوة على حركة تنمية في كل المجالات نظرا لبعدها عن مسرح الأحداث في اليمن، فتجد العملية التعليمية تسير بشكل طبيعي وتنتشر المدارس في معظم المناطق والتي ساهم في إنشائها الهلال الأحمر الإماراتي، كما أعلن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن عن افتتاح عدد من المدارس بالمحافظة لخدمة العملية التعليمية، هذا بالإضافة إلى المدارس التابعة للحكومة اليمنية.
وخلال الجولة في مناطق الجزيرة يُلاحظ انتظام الطلاب في المدارس نظرا لقلة الإصابات بوباء كوفيد 19، علاوة على أن التلاميذ يسيرون في الطريق ذهابا وإيابا إلى مدارسهم دون أي خوف، كما أن التعليم في الجزيرة له خصوصية، نظرا لطبيعة المكان وحقيقة وجود لغة خاصة وتراثية لأهل الجزيرة يستخدمونها فيما بينهم وهى غير مكتوبة، لكن يتعلمها الأطفال بالتلقين، كما تقام مهرجانات الحفاظ على التراث واللغة السقطرية.
وعن الوضع الصحي في ظل جائحة فيروس كورونا قال طبيب يمني: "في البداية لم تظهر لدينا حالات نتيجة العزل الجغرافي للجزيرة ولم تظهر لدينا أي حالات سوى في الموجة الثالثة، ولم يكن هناك أي مكان مجهز لاستقبال الحالات في سقطرى سوى في هذه المستشفى، وعندما ظهرت اللقاحات تم تطعيم النسبة الأكبر من المواطنين بجرعتين، والآن نسب الوفيات لا تتعدى 2 ونصف في المئة".
تاريخ طويل
كان للجزيرة حضور عالمي عبر التاريخ، وكانت مشكلة الجزيرة في تلك العصور تتمثل في عدم وجود مثقفين سقطريين في تلك الفترات للتحدث مع العالم عن تاريخها وماضيها، حيث تعد الجزيرة نقطة وصل بين دول العالم وخاصة في التجارة، وكانت تعد سوق "القٌطر" ومن هنا جاء اسمها، وينشغل أهل الجزيرة بمهنتين أساسيتين هما الرعي والصيد".
آمنة بالفطرة
قبل ثلاث سنوات من الآن كانت الجزيرة تعاني من ندرة المشتقات النفطية، لكن الآن بدأت الحياة تتحسن بشكل كبير، فلم تكن لدينا محطات وقود ودون محطات كهرباء ومتاجر للمواد الغذائية، وحتى بالنسبة لمياه الشرب كانت هناك أزمة.
أما الوضع الآن في الجزيرة يتحدث عن نفسه، وقدر الجزيرة أنها آمنة بالفطرة من كل الجوانب، فلا توجد بها الحيوانات المفترسة أو الكلاب وغيرها، لذا فالناحية الأمنية مستقرة في الجزيرة، وما يتعلق بالجانب التنموي كانت هناك تنمية موجودة من قبل، وبسبب الحرب حدثت بعض المعوقات، لكن عادت الأمور الآن إلى الطريق الصحيح وتحركت بعض الأمور التنموية، لكنها تحتاج إلى دعم أكبر من الأشقاء.
العنف مرفوض
سقطرى آمنة ولا توجد بها حوادث، حيث يقوم الأهالي بحل مشاكلهم عن طريق العرف ولا يلجأون إلى العنف، ونادرا ما تكون هناك حالات تعدي بالصور التي نراها، كل الأمور يتم حلها قبليا، ونظرا لأن الجزيرة في قلب المحيط الهندي وهى مفتوحة من كل الجوانب، فالأمر يتطلب المزيد من الدعم للحفاظ على هذا الاستقرار.
سقطرى هي أرخبيل يمني مكون من ست جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، وتقع على بعد حوالي 240 كيلومتر "150 ميل" شرق سواحل الصومال و 380 كيلومترا "240 ميل" جنوب شبه الجزيرة العربية.
يشمل الأرخبيل جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وخمس جزر أخرى هي درسة وسمحة وعبد الكوري، وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى، وسبع جزر صخرية وهي صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص، وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو، وبلغ عدد سكان الجزيرة حسب تعداد 2004م 175,020 ألف نسمة.
ترجع شهرة سقطرى وأهميتها التاريخية إلى بداية العصر الحجري وازدهار تجارة السلع المقدسة، ونشاط الطريق التجاري القديم - طريق اللبان، حيث اشتهرت سقطرى بإنتاج الند وهو صنف من أصناف البخور، و بإنتاج "الصبر السقطري" كأجود أنواع الصبر وزادت أهميتها وتردد ذكرها إلى شعوب حضارات العالم القديم التي كانت تنظر إلى السلع المقدسة نظرة تقديس، البخور والمر والصبر واللبان ومختلف الطيب، وكانوا يسمون الأرض التي تنتج هذه السلع الأرض المقدسة، ولهذا سميت جزيرة سقطرى عند قدماء اليونان والرومان بجزيرة السعادة.