02-05-2022 09:43 AM
بقلم : فيصل تايه
يحل علينا هذا اليوم ، عيد الفطر السعيد ، مع النسمات الأولى من صباحه ، مرحبين بقدوم يوم المودة والصلة والخير والعتق من قيود النفس الشحيحة ، بعد انقضاء فريضة الصيام ، فقد مضت أيام شهر رمضان المبارك على عجل ، قضيناها في التقرب إلى الله ، لنستقبل عيدنا هذا بمظاهر الفرح والبهجة التي ندركها في أعيادنا واعتدنا عليها ، حيث تختزل كلمة "عيد" في حروفها ومعانيها ومراميها كل ما هو جميل وخير ، لانها تنطلق من مناسبة حيوية مهمة ، حيث نعيش فيها الفرح الكبير ، محاولاً أن يمدّ هذا الفرح من خلال ما يمدّ به المناسبة في الذكرى تارةً ، وفي الممارسة التي افتقدناها تارة أخرى ، اضافة للمعاني والدلالات الربانية الروحانية التي لا يدركها إلا الأتقياء الذين يلتزمون أوامر الله ويجتنبون نواهيه ويقفون عند حدوده ويعظمون شرائعه وتعاليمه .
مع احساسنا المشروع بالفرحة ، يأتي العيد ليجدد محبتنا لأنفسنا التي ذابت في ملفات الهموم ، وضاعت في ظروف تزداد صعوبة وحياة تزداد تعقيداً ، ومع كل تلك الإفرازات السلبية التي تحاصرنا ، فيأتي العيد لنحاول ان نبتعد فيه عن كل المنغصات في إحساسنا المفعم بالسعادة ، حين تتجلى فيه معاني الأخوة والإنسانية ، ليكون عيدنا هذا ملئ بالفرح ، والمشاعر المخلوطة بالبهحة ومليئة بالغبطة .
ومع احساسنا المشروع بالفرحة ومع اشراقة صبيحة العيد تعودنا ان نتقرب إلى الله بصلة الأرحام ، ونتعاظم في السباق على التصافح والعناق ، ومدّ الأيدي لبعضنا البعض ، ونسعد بانهاء الأحقاد ونذيب الفوارق بيننا ليظهر الإيثار ، وننهي القطيعة ونمنع الأذية ونتداول فيه الهدية وتصفى النفوس وتغسل الادران وتلتقي القلوب الرحيمة والأفئدة الرقيقة لتبدأ مع العيد صفحة جديدة من الألق والرخاء والصفح الجميل الذي تضئ به القلوب ويشع فيه نور الحب والتسامح ، ويتحلق الأحباب والأصدقاء والأهل بود ومحبة ، في إطار عائلي مترابط ومتلاحم ، يمارسون طقوسهم في الزيارات والتواصل بين الأهل وذوي القربى .
دعونا نستشعر بالعيد ، بعيداً عن إحساس التأنيب المستمر ، والجلد الذاتي الذي نمارسه على أنفسنا ، فبالرغم من كل الظروف لكنها لن تثنينا عن التهليل والتكبيرفي صلاة العيد ، ونعود إلى بيوتنا للاحتفال مع أبناءنا ، نزين منازلنا، ونمد موائد الحلويات والأطعمة اللذيذة ، ونملأ البيت بالفرح والسعادة بالهدايا التي يفرح بها أبناؤنا ونفرح معهم ، ونزداد قرباً منهم ووثاقة لصِلاتنا معهم .
وأخيراً سيبقى العيد هو الفرحة التي تقتحم قلوبنا ، وسنظل نحتفي به وندعو الله في كل عيد أن تأتي الأعياد القادمة وقد رفع الله عنا الوباء والبلاء ، وقد تحققت كل امانينا بنصرة الأمة ، كما ونسأله تعالى أن يحمي المسجد الأقصى قبلتنا الأولى، وأن ينصر المرابطين فيه ، وفي غزة هاشم وسائر الوطن المحتل وان يوحد كلمة المسلمين ، وان يديم الأمن والسلام على الأردن وان ينعم بها على كل بلاد العرب والمسلمين، وخروجاً لامتنا العربية من براثن الفتن والمحن ما ظهر منها، وما بطن ، وأن يعيد للعرب أمرهم ولم شملهم ويؤاخي بينهم وينصرهم على أعدائهم..
بقي أن انتهز هذه الفرصة لاقدم اجمل التهاني الى سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والعائلة الهاشمية ، متمنيا ان يعيده الله على جلالته وعلى اسرته الكريمة بوافر الصحة والعافية والاردن ينعم بالخير والامان ، كما وأبارك لكل الأردنـيين الذين يقدمون أروع صور الـبذل والعـطاء بإلتزامهم تجاه أنفسهم ووطنهم.
كما واوجه تحية فخار إلى كافة مرتبات قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها والى كافة كوادرنا الصحية ، والى كافة كوادر الدولة في مختلف مواقعها، وأقول للجميع عيدكم مبارك .. وأتم الله عليكم نعمته .. وتقبل صيامكم وقيامكم وطاعتكم ..
إنه على كل شيء قدير
فكل عام ونحن إلى بعضنا أقرب
وكل عام وقلوبنا أكثر محبة وتسامحاً وسلاماً وفرحاً لا ينتهي ..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-05-2022 09:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |