02-05-2022 10:36 AM
سرايا - تمسكت قلة من رجال الدين في الكنيسة الروسية بموقفهم الرافض للحرب التي تخوضها بلادهم في أوكرانيا، على عكس رئيسها البطريرك كيريل المؤيد للهجوم الروسي.
وللإجابة عن سؤال "لماذا هو واحد من الكهنة الأرثوذكس القلائل في روسيا الذين يعارضون الهجوم على أوكرانيا؟"، قال الأب غيورغي إدلشتين البالغ التاسعة والثمانين لوكالة الأنباء الفرنسية: "أخشى أن أكون كاهنا سيئا لأنني لم أقف دائما ضد كل الحروب. لكنني أقف دائما ضد الحروب العدوانية، والغزو".
وفي حديث لوكالة فرانس برس في منزله في قرية نوفو-بيلي كامين التي تقع على ضفاف نهر فولغا وتبعد ست ساعات بالسيارة عن موسكو، أكد الأب إدلشتين أن "أوكرانيا مستقلة، فليفعلوا ما يشاؤون".
منذ هجوم 24 شباط/ فبراير، وقف قلة من رجال الدين في الكنيسة الروسية التي يبلغ عدد أتباعها 150 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ضد حملة الكرملين العسكرية، عكس رئيسها البطريرك كيريل الذي ضاعف العظات المؤدية للهجوم الروسي.
في 25 شباط/ فبراير وقع الأب إدلشتين رسالة كتبها أحد أصدقائه هو الأب يوان بوردين ونُشرت على الموقع الإلكتروني لأبرشيتهما في قرية كارابانوفو في منطقة كوستروما.
وقالت الرسالة التي حذفت بعد نشرها إن "دماء الأوكرانيين لا تلوث فقط أيدي القادة والجنود الروس الذين ينفذون الأوامر، بل والذين يدعمون هذه الحرب أو يلزمون الصمت".
دان رئيس أبرشية كوستروما المطران فيرابونت هذا التدخل وأشار إلى أن الكاهنين هما رجلا الدين الوحيدان اللذان اعترضا على الغزو، في المنطقة التي تضم 160 كاهنا.
لكن الاحتجاج لم يتوقف عند هذا الحد. ففي السادس من آذار/ مارس خلال قداس تحدث الأب بوردين بشكل سلبي عن النزاع.
في اليوم نفسه تم استدعاؤه واستجوابه في مركز الشرطة. وفي العاشر من آذار/ مارس فرضت عليه غرامة قدرها 35 ألف روبل (440 يورو) بتهمة "تشويه سمعة" الجيش وهي جريمة جديدة يعاقب عليها القانون بالسجن ثلاث سنوات في حالة تكرار المخالفة.
بدوره، تمسك الكاهن بوردين (50 عاما) بموقفه المعارض للهجوم الروسي، حيث قال: "وصية +لا تقتل+ بالنسبة لي غير مشروطة تماما مثل الوصايا الأخرى".
وأضاف أن قلة من الكهنة الأرثوذكس الروس ينتقدون النزاع لأن كثيرين لديهم يتأثرون بـ"الدعاية" و"ليسوا على درجة عالية من التعلم، يضاف إلى ذلك الخوف من العقوبات أو الإجراءات القانونية".
وقال يوان بوردين إن الشرطة جاءت لالتقاط صور لمنزله وسيارته.
وأوضح الأب غيورغي إدلشتين من كنيسة صغيرة بُنيت بالقرب من منزله أن "الأب بوردين أكثر شجاعة مني".