09-05-2022 05:16 PM
سرايا - قال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور وجيه عويس، إن نجاح الأنظمة التعليمية في الأردن يتطلب تطوير جودة التعليم المدرسي والجامعي، وتعديل سياسات القبول في الجامعات، وتنظيم استثناءات القبول الجامعي، وتوفير الدعم المالي للجامعات لتتمكن من تطوير العملية التعليمية والتطبيقية فيها.
وأكد عويس، خلال افتتاحه اليوم الاثنين فعاليات الأسبوع الدولي الثاني، الذي تنظمه جامعة اليرموك، أهمية إدماج التكنولوجيا في التعليم، وربط عملية التعليم بقدرات الطالب ورغباته في إطار السياسات الرامية إلى تعديل أسس القبول في الجامعات وعدم اقتصارها على معيار امتحان الثانوية العامة لمنح الجامعات دورا في وضع معايير إضافية تضمن المواءمة بين قدرة الطالب ورغبته والتخصص الدراسي الملائم.
وأشار عويس إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ توليه سلطاته الدستورية أكد أهمية تنمية الموارد البشرية وبناء إنسان أردني قادر على الاضطلاع بدوره في تنمية مجتمعه، مبينا أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016 - 2025 جاءت لتترجم هذه الرؤية الملكية السامية في تطوير منظومة متكاملة واستراتيجية شاملة لتنمية الموارد البشرية، ولتؤطر عمل القطاعات المعنية بالتعليم.
وقال إن قطاع التعليم العام هو أحد القطاعات الاستراتيجية الوطنية الثلاثة، الذي يشمل مجموعة من المراحل منها مرحلة التعليم المبكر للأطفال إذ تسعى الاستراتيجية إلى تنمية الطفولة المبكرة وتطوير المناهج الخاصة بها، ورفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع بأهميتها. وأشار عويس إلى أن المرحلة الثانية هي المرحلة المدرسية تواجه تحديات عديدة، تتطلب منا الكثير من الجهد المتعلق بإعداد معلمين مؤهلين لدخول القاعة الصفية وتزويد الطلبة بالعلوم والمعارف اللازمة بأسلوب متطور وحديث، مشددا على أهمية هذا الأمر لإنجاح أي نظام تعليمي.
وفيما يتعلق بمرحلة تطوير المناهج الدراسية، أكد عويس أن الاستراتيجية الوطنية أوصت بتشكيل هيئة لتطوير المناهج الدراسية تضم مجموعة من المختصين والخبراء، بهدف إعداد مناهج دراسية مواكبة للمستجدات التعليمية والتربوية الحديثة، وتركز على المهارات اللغوية ومهارات التفكير النقدي البناء والاستنباط والاستكشاف بدلاً من أسلوب التلقين والحفظ.
ولفت إلى أن قطاع التعليم العام يشمل كذلك مرحلة امتحان شهادة الثانوية العامة، ومرحلة التعليم المهني الذي يتطلب إعادة تأهيل المدارس المهنية ومعاهد التدريب المهني ومشاغلها بما ينسجم مع الخطة الاستراتيجية، وتطوير البنية التحتية، التي تشمل البناء والتجهيزات ومصادر التعليم، وجميع مدخلات منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني.
بدوره، قال رئيس جامعة اليرموك، الدكتور اسلام مساد، إن الأسبوع الدولي سيشكل منصة للشراكات والتواصل بين جميع المؤسسات والمنظمات المشاركة، وفرصة لفتح قنوات التعاون وتبادل الخبرات، مشيرا إلى أن فعاليات هذا "الأسبوع" تقام العام الحالي بالتزامن مع المؤتمر الختامي لمشروع BITTCOIN Jordan المدعوم من الاتحاد الأوروبي، والذي يُعنى بموضوعات نقل التكنولوجيا في الجامعات الأردنية.
وأشار مسّاد إلى أن خطط الجامعة الاستراتيجية ترتكز على توفير برامج دراسية متنوعة من التخصصات المقرونة بتحقيق التميز في التدريس، وتوفير الفرص لخدمة المجتمع وتنفيذ الأنشطة اللامنهجية، وتشجيع الأفكار المبدعة والابتكار، مؤكدا أن "اليرموك" لا تسعى لتخريج حاملي شهادات، فحسب وإنما تخريج كفاءات منتجة تتمتع بالنزاهة والرؤية والتفكير الخلاق.
وأضاف أن الجامعة، وفي إطار مواكبتها للتغيرات في السوق المحلي والإقليمي والعالمي، طرحت برامج أكاديمية جديدة كالأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وإدارة المتاحف، وأنظمة المعلومات الجغرافية، والإدارة الهندسية، كما أنها أنشأت مركزًا علميًا للتنمية المستدامة ومركزًا آخر للإبداع والابتكار.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة السابق المهندس مثنى الغرايبة أهمية التكنولوجيا في تسريع تنفيذ قضايا كانت تحتاج إلى أوقات طويلة لإنجازها، فأصبحت تُنجز اليوم بوقت قصير جدا، مشددا على ضرورة تطوير البنية التحتية لمؤسساتنا، وتطوير قدرات الهيئة التدريسية والإدارية في المؤسسات التعليمية لمواكبة التطورات التكنولوجية لتحقيق التنمية المنشودة في مختلف القطاعات.
من جانبها، أكدت مديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، شيري كارلين، أهمية تعزيز الشراكات والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة لدعم عملية التنمية في الأردن، معتبرة فعاليات هذا الأسبوع منصة مثالية للمشاركين للتحاور في كيفية تعاون الأوساط الأكاديمية ومساهمتها في توفير تعليم عالي الجودة لجميع المدارس والجامعات في المملكة.
ولفتت كارلين إلى مشاركة آلاف الأردنيين في برامج تبادل تعليمي ومهني وثقافي تمولها الحكومة الأميركية، كبرامج فولبرايت، مشيرة إلى أن الأردن يعدّ من بين أكثر الوجهات شعبية لدى الأميركيين المهتمين بدراسة اللغة العربية كلغة أجنبية.
من ناحيته، قال مدير دائرة العلاقات والمشاريع الدولية في الجامعة، الدكتور موفق العتوم، إن هذا الأسبوع الدولي يهدف لتعزيز الشراكات والتشبيك بين مختلف المؤسسات المشاركة، وفتح آفاق جديدة للتعاون فيما بينها وتشجيع الحوار وتبادل الخبرات في شتى مجالات التعليم العالي.
ودعا العتوم إلى زيادة تطوير التكنولوجيات الجديدة وزيادة فرص الوصول إلى التقنيات الحالية الذي يعد أمرا أساسيا لضمان التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن برامج التبادل الطلابي وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية لها تأثيرات إيجابية على قطاعات التعليم العالي، وتلعب دورًا حيويًا في تحديد أفضل الممارسات لمواجهة التحديات العالمية وفي تبادل المعرفة والخبرة في هذا المجال.
وناقشت فعاليات هذا الأسبوع الذي تستمر 3 أيام، عدة محاور منها: أثر الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، والسعي نحو جامعات خضراء مستدامة، والإنصاف والشمولية في التعليم العالي، والتحول الرقمي في التعليم العالي: الاتجاهات وأفضل الممارسات.
وتناولت الفعاليات قضايا تعنى بإدماج أهداف التنمية المستدامة في استراتيجيات التعليم العالي، والتبادل الافتراضي والابتكار والتوظيف، وجودة التعلم ومدى تطور البنية التحتية الرقمية للجامعات في سياق التعليم عن بعد، وتعزيز التعليم والتدريب المهني وحراك الطلاب والموظفين: التحديات والفرص.
وحضر فعاليات الافتتاح السفير الإماراتي في عمّان أحمد علي البلوشي، ورئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وجودتها الدكتور ظافر الصرايرة، ورئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد السالم، ومدير مكتب إيراسموس بلس الوطني الدكتور أحمد أبو الهيجاء، ونائبا رئيس الجامعة الدكتور موفق العموش، والدكتور رياض المومني، وعددا من مدراء مكاتب المنظمات والهيئات الدولية الأكاديمية في عمان.