حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2024

الساحة الحمراء يوم التحرير

الساحة الحمراء يوم التحرير

الساحة الحمراء يوم التحرير

10-05-2022 11:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فايز أبو حميدان

تحتفل روسيا في 9 أيـار بيوم النصر والتحرير على الجيش الألماني وحلفائه إبان الحرب العالمية الثانية وتتقدم ألمانيا برسالة تهنئة في كل عام للشعب الروسي الذي ساهم ايضاً في تحرير الالمان من بطش وشراسة هلتر.

هذا العام سيكون الاحتفال 77 في ظل ظروف خاصة بعد اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا بتاريخ 24/02/2022 فهذا الاحتفال سيكون فقط بثلث عدد المشاركين من جنود واسلحة ويشارك به كل الجنود والضباط القدامى والذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية ويبلغ معدل أعمارهم 95 عاماً يكونون مثقلين بزاتهم العسكرية بالنياشين والميداليات.

طعم هذا الاحتفال سيكون مختلفاً لهذا العام فروسيا تجد نفسها في مأزق صعب فهي لم تستطع انهاء الحرب على أوكرانيا في غضون بضعة أيام كما كان مخطط له وذلك لمواجهتها مقاومة عسكرية شرسة من الاوكرانيين واثقالها بالعقوبات الاقتصادية والتي تعتبر الأصعب في التاريخ من حلف الناتو والدول الأوروبية ، فلا يوجد امام الكرملن إلا حلين إيجاد حل سياسي يرضي جميع الأطراف بحيث يوازي ويخدم مصالحها ويمنع توسع حلف الناتو باتجاه روسيا والانسحاب من أوكرانيا والاعتراف بسيادتها على كامل أراضيها قبل عام 2014 أو الاستمرار في الحرب ودفع تكاليف باهظة عسكرياً واقتصادياً فعلى الرغم من الدعاية الإعلامية للانتصارات التي حققها الجيش الروسي إلا انه كان يتوجب عليه تغيير الخطة العسكرية بعد شهرين من بدء الحرب نتيجة للخسائر الكبيرة في صفوفه وعدم امكانيته اقتحام المدن وخاصة العاصمة الأوكرانية كييف وقام بتهديد الغرب بحرب عالمية ثالثة باستخدام الأسلحة النووية ، فالإعلان قبل يومين عن مقدرة روسيا تدمير حلف الناتو خلال نصف ساعة ما هو الا تعبير واضح عن الحيرة والشعور بمرارة المأزق والذي من الصعب الخروج منه دون خسائر وتضحيات . كما انه من المتوقع اعلان التعبئة العامة في روسيا وهذا يتطلب عدة اشهر من التدريب وسيكون الجيش اضعف من القوات الحالية المنهكة من الحرب ، حيث ان الدعم المسلح للقوات الأوكرانية سيجعل المهمة مستحيلة في الاستيلاء على كامل الأراضي الأوكرانية وستتحول المعركة الى حرب استنزاف وستكون روسيا هي الخاسر الأكبر .

ان بعض التخبطات في قيادة الجيش الروسي وضعف امدادات الجيش بالسلاح والعتاد والمواد الغذائية وضعف الإدارة العسكرية عوامل سلبية يقابلها إصرار الجيش الاوكراني على الصمود والاستبسال فمحاصرة مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول وعدم استسلام القوات الأوكرانية رغم معرفتهم بأن حظوظهم بالنجاة تقترب من الصفر ، فكل هذه العوامل ترفع الضغط الداخلي على حكومة الرئيس بوتين رغم التأييد العالي الحالي للحرب ولكن صبر الشعوب محدود والضغط على الاعلام الداخلي لا يستطيع الاستمرار بلا نهاية .

كما ان هذه الحرب قد أدت الى تخوفات من تكرار سيناريو أوكرانيا بـدول البلطيق من قبل روسيا مما سيؤدي هذا الى انضمامها الى حلف الناتو ، فمثلاً يربط فنلندا وروسيا حدود 1300كم وهي قريبة جداً من ثاني اكبر مدينة روسية وهي سانت بطرسبرغ ، كما ان للسويد حدود بحرية مع روسيا في بحر البلطيق وهذا سينطبق على دول أخرى مثل لاتفيا وليتوانيا وإستونيا . أي ان هذه الحرب قد أدت الى اقتراب حلف الناتو اكثر واكثر من روسيا وادت ايضاً الى الوصول لقناعة بأن إعادة بناء الإمبراطورية السوفيتية مسألة مستحيلة في ظل الظروف الراهنة . ان الوضع الميؤوس منه قد يدفع الحكومة الروسية الى اللجوء لاستخدام أسلحة نووية بشكل محدود في أوكرانيا وذلك لدفع الحكومة الأوكرانية الى الاستسلام وتلقين الغرب درساً قاسياً . أما احتمالية مهاجمة دول الناتو من روسيا فهو احتمال ضئيل الحدوث لاستعداد حلف الناتو بالرد وحماية حدوده وهذا سيشكل خطراً وجدانياً على روسيا وحلف الناتو .

كما ان هذه الحرب قد أدخلت العالم في مأزقين مهمين احدهما إرتفاع أسعار الطاقة والمشتقات النفطية وشحه وغلاء المواد الغذائية كما ادخل الصناعة الأوروبية في مأزق كبير وهذه الأمور سوف تؤدي حتماً الى تضخم اقتصادي لا يقل عن 7% في معظم الدول الأوروبية وربما 20% في روسيا نفسها والتخوف الأهم هو دخول العالم في ازمة مالية تؤدي الى افلاس دول كثيرة مما سيضع العالم امام معضلة غاية في الصعوبة . ان دعم الحكومة لروسية للعملة المحلية ما هو الا تخدير بسيط للجروح كما ان تدمير بلد صناعي مثل أوكرانيا سيكون له عواقب لاحقة لروسيا والغرب في تسديد تكاليف إعادة البناء إضافة الى مشكلة اللاجئين وتأمين احتياجاتهم لحين عودتهم الى ديارهم .

ان الوضع الحالي سيعطي بعض الدول الكبرى مثل أمريكا والصين إشارة لاتباع نفس النهج في حل خلافاتها مع دول أخرى وهذا بدوره يهدد النظام السياسي العالمي .








طباعة
  • المشاهدات: 2024
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم