بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
تعتبر السياحة هي العمود الاهم في هيكل الاقتصاد وبدونها لا يٌمكن ان تنمو وتعيش بعض الدول اقتصادياً خاصة ان 90% من اقتصادها يرتكز على اقدام السياحة ، كيف لا وهي العامل الهام والقوي في وئد جزء من البطالة وتدر عملات صعبة ، وتعكس حضارة البلد وما فيها من سلوكيات ، وان ارتباط الأمن والاستقرار بعجلة التقدم الانساني واضح وبشكل لا يمكن ان يٌغطى بغربال الزيف ، ولكن تأثيره مٌتذبذب على مٌختلف القطاعات، فالاقتصاد مثلا مٌرتبط إلى حد كبير بالاستثمار الذي ينجذب للبيئة الآمنة، ولكن قطاع السياحة هو الأكثر حساسية وتأثراً بشكل مباشر وفوري بالوضع الأمني، حتى أن أمن واستقرار الدول المجاورة له تاثير على سياحة البلد وان عنصر الامن السياحي الذي ينضوي تحت مظلة الامن الشامل له دور كبير في تشجيع وجذب اعداد كبيرة من السياح حول العالم ، وهذا الامن مٌرتبط بحماية السائح والمواقع السياحية ، وهو مٌناط بكثير من الجهات ذات العلاقة ، وهو ليس حمل مٌناط بالامن العام لوحده ، لان حماية الموقع السياحي والاثري وحماية السائح ليست مقصورة على امنه وحياته ، بل هي تشاركية مع جهات عدة ، خاصة ان استغلال السائح ، والتغرير به وايذائه بشكل معنوي والنيل به احياننا ليس مٌقتصر على الجهات الامنية فقط بل هناك ادوار أخرى تٌلقى على عاتق وزارة السياحة ، والاقاليم السياحية ، واصحاب الفنادق والمطاعم والنقل السياحي ، والخدمات السياحية الاخرى التي لها ارتباط وثيق مع السائح .
ان الجائحة كورونا كان لها اثر بالغ وكبير على قطاع السياحة ، والتي تأثر منها الكثير ، وان واجب التركيز على ايجابيات المٌجتمع عناصر هامة لبناء منظومة سياحية قادرة على إعادة الالق والتعويض ليس بما كان عليه في السابق بل لا بد من البناء عليه حتى يكون افضل مما كان ، لما لذلك من معاني عميقة في أهمية الأمن والاستقرار، فمن الضروري تنمية الحس الأمني لدى الجميع ووضع استراتيجات امنية سياحية مناسبة لهذا تقوي عضد هذا المصدر الهام وما يتعلق به من امن وحماية .
ان حجر الاساس في الأمن المٌستدام هو فهم ابناء المٌجتمع المحلي الواجب اشراكهم وبشكل فعال في أي مٌخطط يتعلق بتطوير السياحة، وأن يكونوا أكبر مٌستفيدين من نجاح العملية السياحية على كافة الاصعدة وخاصة المادية منها، وان لا يكون جٌل هدفهم هو التنفع والاستفادة من السائح باي طريقة كانت ، حتى لو كان هذا يرتقي الى استغلاله وتنفيره من الوضع السياحي الناتج عن سلوكيات قد تكون فردية لا ترتقي إلى سلوكيات المٌجتمع ككل ،ويخطي بعضهم في تفسير مفهوم الامن السياحي، بأنه هو الدور الذي تقوم به الشرطة السياحية انطلاقا من الدور التقليدي المٌناط بأجهزة الشرطة في توفير الأمن العام، ولا يغفل على احد أن دور الشرطة السياحية هو دور اساسي في اطار مفهوم الأمن السياحي إلى جانب الجهات الاخرى ذات العلاقة حتى نرتقي بالامن السياحي الذي يشمل كل ما يتعلق بالسائح والموقع السياحي انا كان شكله ونوعه.