بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
شيرين خمسين عاما مضت من عمرها ، وفي قلبها فلسطين ، فلسطينة الهوى ، عربية الكلمة والحق من حنجرتها صدح ، ليست كمن كان خلف المايكرفونات يختبئ خوفاً ، بل تلقت رصاصات الغدر والخيانة بكل رواح راضية ليست في صفوف الجٌبناء ، كانت تٌنافح وبكل قوة عن فلسطين ، فيما كان الاخرين رؤسهم في التراب كما النعام .
شرين خمسين عاما ، نذرت نفسها لحب القدس وفلسطين ، كانت تنقل اكفانها على يديها ، تنافح وتكافح بكل قوة واقتدار عن حق اغتصب ذات يوم وبيع ، تصدح حنجرتها وبكل ثقة انتقل الحق ولا غير الحق، هدفها فضح الزيف وافتراءات المٌحتل ومن يقف خلفه .
شرين خمسين عاماً ، كان نصفها في خضم العجاج ، وتحت ازيز الرصاص ، ومواجهة قنابل الغاز المٌسيلة للدموع ، لم تأبه لكل ما كان يجري لها من تنكيل وتعجيز ، واصرت على حمل رسالة ثقيلة وقوية طوال خمسة وعشرون عاماً من عمر الحقيقة ونقل الخبر بمصداقية وموضوعية وشفافية ، همها وهدفها كان تعرية وفضح كل سلوكيات وتصرفات المٌحتل كل يوم وليلة ، ونقل مٌعاناة كل فلسطيني حر شريف كان يسعى إلى وئد كل ما كان يٌفكر به مصاصي الدماء وقتلة الاطفال .
شرين خمسين عاماً سخرتها لوطن احتل ، ولوطن اغتصب ، ولوطن احتضنها لسنوات واحتضنته لسنين مرت من عمرها ، تاركة كل شئ خلفها ، من باب ان القضية واهلها قد يكون اكبر حملا وأهمية من الارتباط والزواج ، فقدمت الاعلى على الادنى ، وقدمت روحها فداء لكل شبر وحبة تراب من فلسطين ، ولم تأبه بأي حياة قد لا تساوي في نظرها وطنها وعشها الهانئ فلسطين .
شرين شهيدة الكلمة وصوت الحق ، لنىتكون هي اخر اصوات الحق بل سيصدح الحق اكبر مما كان وسيكون الصوت مدويا يوماً من الايام ، وسندحر الظلم وسينقشع غيم الاحتلال والاعتصاب ، وسيزول كل مٌعتد اثيم .
شرين وان رحلت بجسدها عن الدنيا وفي قلبها فلسطين ، لن ترحل كلمة الحق ما دامت السموات والارض فالحق احق ان يٌتبع ، فنحن اصحاب الحق وعلى من هم دوننا ان يتبعونا .