حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,5 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3094

يالثاراتكِ يا جنين

يالثاراتكِ يا جنين

يالثاراتكِ يا جنين

12-05-2022 11:50 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : احمد أبو بدر
فجعت الأوساط الصحفية العربية و العالمية صباح يوم الأربعاء الموافق للحادي عشر من أيار لعام ألفين و اثنين و عشرين باغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة على يد عصابة من جنود الاحتلال الصهيوني الغاشم في محافظة جنين بعد إطلاق النار عليها من قبل قناص في جيش الاحتلال لتفارق الحياة بعد ذلك بلحظات معدودة أثناء محاولتها لتغطية الاقتحام الذي نفذه جيش الاحتلال مع ساعات الفجر الأولى في ذلك اليوم.
جريمة نفذها مجرموا الاحتلال كالعادة بدمٍ باردٍ و بلا إنسانية ٍ و لا احترام لمعايير السلمية أولقوانين حماية الصحفيين أو حتى لمعايير العيب و الأخلاق بأن يقتل فرد مدجج بالسلاح إمرأة عزلاء لا تحمل السلاح و لا تشكل أي خطرٍ عليه في مشهد لم يعد مستغرباً على جنود الاحتلال فهذه أخلاقهم و هذا ديدنهم و كما يقال باللهجة المصرية (دا العادي بتاعهم) و أحداث التاريخ تشهد على سفالة هؤلاء الحثالة الذين لم يكن لديهم أدنى مرؤة في ارتكاب أبشع المجازر بحق الأبرياء و المدنيين العزل الذين لا حول لهم و لا قوة أمام آلة حرب لا تعرف أخلاقاً و لا ديناً و لا مبادئ فيما ترتكبه من إجرام مستمر ما تعاقب عليها الليل و النهار .
الفقيدة شيرين - و التي كانت تعمل ضمن الطاقم الصحفي و الإخباري لشبكة الجزيرة الإخبارية في فلسطين - سبقها لدرب الفداء في سبيل قول الكلمة الحرة و نقل الصورة الحقيقية للعالم بأسره ما لا يقل عن خمسة و أربعين صحفياً فلسطينياً منذ انتفاضة الأقصى في عام ألفين على امتداد رقعة فلسطين السليبة بحسب ما وثقه مركز المعلومات الفلسطيني حيث تقاطعت روايات استشهادهم بمشهد واحد عنوانه القتل المتعمد من قبل مجرمي جيش الاحتلال لهم و بكل وحشية و عنجهية و هو ما تدل عليه جميع القصص المروية حول اغتيال كل واحد منهم لتبقى كل قصة وصمة عار في جبين الجيش الذي يدعي جميع قادته و قواديه على حد سواء في كل مناسبة شاردة و واردة زوراً و بهتاناً بأنه الجيش الأكثر أخلاقاً في العالم.
يالهذا الجيش المكونة من شذاذ آفاقٍ جمعوا العار من أطرافه الأربعة فمكوناته لا تعدو عن خليط من المرتزقة و المجرمين و أرباب جرائم القتل و الشواذ و المتطرفين، خليط لن تجد له نظيراً في القذارة و الخسة حتى في أفظع سجون الكوكب وحشيةً و همجيةً، لكن سلاحاً غربيا متطوراً وضع و ما زال يوضع بكميات مهولة بين يديه ،و موازنة تسليح سنوية تعدت العشرين مليار دولار أمريكي في العقد المنصرم لتسليحه بأعتى أنواع الأسلحة،و منظومةً إعلاميةً عملاقةً تستطيع أن تظهر للناس أن إبليس اللعين ما هو سوى نبيُ مرسلٌ من رب العالمين لتعمل على تلميع صورته في كل وقت ٍ و حين ، مصحوباً بدعم دولي غير مسبوق لجميع جرائمه و تبريرها بمبررات و حججٍ واهية في سياق حماية أمن الكيان الصهيوني ، إضافةً إلى تخاذل و خيانات من ظنناهم يوماً إخوة لنا فكان إخوة يوسف عليه السلام على ما فعلوه فيه أرفق عليه من هؤلاء الإخوة الأعداء، كل تلك العوامل آنفة الذكر جعلت التفوق لهذا الجيش على جيوش العالم واضحاً جلياً لا تخطئه عين الأعمى قبل البصير، ما جعل مستوى التكبر و الصلف و الغرور لدى جنوده يزداد في كل جريمة يقترفونها بغض النظر عن ماهية الضحية التي ارتقت لعلياء السماء بفعل إجرامهم وما جريمة اغتيال الفقيدة سوى دليلٍ جديدٍ على ذلك.
و لأن عادة الصهاينة الكذب و التدليس و الخداع منذ نشأتهم فقد زورت الصحافة العبرية وقائع الجريمة و ملابساتها لتبدو الفقيدة و كأنها قتلت برصاص المقاومين الفلسطينيين بل و زادت السلطات العبرية مستوى الوقاحة لتطلب إجراء تحقيق في مزاعم قتل الفقيدة برصاص طائش إثر تبادل لإطلاق النار على حد زعمهم و توج النائب اليميني المتطرف إيتمار بن غفير مسرحية العنجهية الصهيونية بمباركته للجريمة تحت قبة الكنيست و الطلب من جنود الجيش الصهيوني تكرارها ما استطاعوا إليها سبيلاً.
قصارى القول بأن جرائم جنود الاحتلال الصهيوني على ثرى فلسطين ستبقى توثق صوتاً و صورة ً و بثاً و إن قتلوا ما قتلوا من الشهود و الصحفيين فكل دليل يحاولون إخفاءه عن العالم سيظهر بديلاً عنه ألف دليلٍ على فظاعة جرائمهم الدموية و الوحشية و لا بد أن يدفع هؤلاء المجرمون ثمن ما اقترفته أيديهم طال الزمان أم قصر فعين الله قبل أعين عدسات الصحفيين ترصد قبيح فعالهم و جبروته سبحانه و تعالى يفوق قوتهم الزائفة و أحكامه في خلقه ماضية لا سبيل لإخضاعها لتعنت الصهاينة و إجرامهم و سيلقى جنود الاحتلال حسابهم حاضراً ذلاً و خزياً و فضيحةً مدويةً في الدنيا و هواناً و عذاباً سرمدياً لا ينقطع عنهم في الآخرة.
أحر التعازي نقدمها لأهل الفقيدة عائلة أبو عاقلة الكرام مشفوعة بدعائنا للعلي القدير بأن يهون مصابهم و يلهمهم الصبر و السلوان و أن يقتص من اليد المجرمة التي اغتالت الفقيدة شيرين أبو عاقلة و إنا لله و إنا إليه راجعون.











طباعة
  • المشاهدات: 3094
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-05-2022 11:50 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم