بقلم : آية صوالحه
الصوت الذي لم يصمت في نقل الحقيقة والشهيدة التي توقفت نبضاتها فدا للوطن والشعب والتي كانت صوتاً عربياً يصرخ في وجه التنين وصارت نغماً اسطورياً في أفواه المحرومين، كانت اعصاراً عربياً أرق جيش المحتلين، وسطرت تاريخاً مشرفاً لن ينساه الابناء والاحفاد في دمائها سقت زرعاً شامخاً نبتت جذورها العميقة في أرض الوطن وتطاولت اغصانها لتعانق عنان السماء، هي القنديل الذي تستضيء به الامة والمنارة التي يهتدي بها الشعب، اختارتها الشهادة وهي شرف لا يحظى به الا من اختاره المولى سبحانه وتعالى ليعلي كلمة الحق والقوه علة ارض الجهاد والفداء والتضحية.

شرين ابو عاقلة ولدت في يناير/1971 في القدس، وتخرجت من مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في مدينة القدس، وتحمل الجنسية الأمريكية، درست الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، ثم اتجهت بعد ذلك الى دراسة الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك.
عادت بعد تخرجها الى الاراضي الفلسطينية وعملت في عدة هيئات اعلامية من بينها اذاعة صوت فلسطين وقناه عمان الفضائية ثم انتقلت 1997 الى العمل بقناة الجزيرة الفضايية حيث كانت من الرعيل الاول من مراسلينها الميدانيين.
تعد ابو عاقلة من الصحفيين المخضرمين عربياً منذ التحاقها بالجزيرة ووجهاً ايقونياً للصحافة الفلسطينية، حيث غطت ابو عاقلة معظم الاحداث البارزة في الاراضي الفلسطينية وكانت من اشهر المراسلات الحربيات، واول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان في عام 2005.
المراسلة الاكثر خبرة ووجهها المألوف كان جزءاً من تغطية الاحداث الكبرى دوماً، وكانت دائما تقول"اخترت الصحافة كي اكون قريبة من الانسان ليس سهلاً ان اغير الواقع لكنني على الاقل كنت قادرة على ايصال ذلك الصوت الى العالم.. انا شرين ابو عاقلة

واليوم 11/مايو/2022 وبعد 25عام من خدمة الوطن والعمل الصحفي الحر وخلال تغطيتها لأقتحام الجيش الاسرائيلي لمخيم جنين اعلنت شهادتتها برصاص الاحتلال، القاتل واحد و الآلم متجدد.

وداعاً شرين