حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16931

ما سر القدرة الخارقة للأخطبوط على تغيير لونه؟

ما سر القدرة الخارقة للأخطبوط على تغيير لونه؟

ما سر القدرة الخارقة للأخطبوط على تغيير لونه؟

14-05-2022 12:03 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يعد الأخطبوط من أغرب الكائنات في الطبيعة، فهو يمتلك جسما إسفنجيا يمكنه ضغطه للولوج إلى داخل الشقوق الصغيرة، وله 8 أذرع يمكن أن تنمو مجددا إذا تعرضت للإصابة، و3 قلوب تضخ الدم الأزرق الغني بالنحاس عبر عروقه.

كما أن للأخطبوط أدمغة ضخمة على شكل كعك "الدونات" تمنحه ذكاء فائقا مقارنة باللافقاريات الأخرى، لكن السمة الأكثر روعة في الأخطبوط هي قدرته على تغيير لونه بسرعة والاندماج في محيطه وتمويه نفسه كما يشاء على الرغم من إصابته بعمى الألوان.

وذكر تقرير، نشر على موقع (Live Science)، أن إتقان الأخطبوط للتمويه أربك الباحثين منذ بداية العلم نفسه. فمنذ حوالي 2400 عام، قام أرسطو، الفيلسوف اليوناني القديم، الذي غالبا ما يُعد أحد الآباء المؤسسين للعلم الحديث، بتدوين الملاحظات التفصيلية لتمويه الأخطبوط. وهو أول شخص معروف يفعل ذلك.

وعلى الرغم من أن تمويه الأخطبوط تمت دراسته ومراقبته لقرون، فإنه في العقود القليلة الماضية فقط مكّنت التكنولوجيا المتطورة الباحثين من تفكيك المكونات الفردية لتمويه رأسيات الأرجل كالأخطبوط والحبار وغيرهما وبدؤوا الآن في فهم كيفية عملها.


مع العلم أنه لا يُسمح للباحثين بإجراء التجارب على رأسيات القدم وهي على قيد الحياة بسبب ذكائها، إذ يمكنها أن تحل المشاكل المعقدة، كما أنها تستخدم الأدوات وتشعر بالألم. وقد تم اقتراح إدراج الأخطبوطات والحبار بوصفها كائنات واعية في المملكة المتحدة.


كيف يتغير لونه؟
تقول ليلى ديرافي -عالمة الكيمياء الحيوية في جامعة بولاية ماساشوستس التي تدرس ميكانيكا تمويه الأخطبوط يمكن للأخطبوط أن يغير درجات الألوان لأن لديه حوامل "كروماتوفور" (Chromatophores)، وهي أعضاء صغيرة متغيرة اللون تنتشر في جميع أنحاء جلد الأخطبوط.

ويوجد في قلب كل حامل "كروماتوفور" أكياس صغيرة مليئة بجسيمات نانوية من صبغة تسمى "زانثوماتين" (Xanthommatin). وهذه الأكياس الصبغية محاطة بمصفوفة مرنة ترتبط بدورها بخلايا العضلات التي تحيط بالكيس في شكل نجمة مدببة.

وعندما تنقبض هذه الخلايا العضلية، يتمدد كيس الصباغ، مما يسمح بدخول المزيد من الضوء إلى الخلية وينعكس على جزيئات الزانثوماتين. ونظرا لأن الزانثوماتين يمتص أطوالا موجية أو ألوانا معينة من الضوء المرئي، فإن الضوء الذي ينعكس مرة أخرى من الكروماتوفور هو لون مختلف مقارنة بالضوء الذي دخل الخلية لأول مرة.


وتوجد 3 طبقات من الكروماتوفور في جلد الأخطبوط، كل طبقة بها جزيئات زانثوماتين تعكس لونا مختلفا، حيث تنتج الطبقة العليا لونا أصفر، وتعكس الطبقة الوسطى لونا أحمر، وتنتج الطبقة السفلية لونا بنيا. ويمكن أن يدمج الأخطبوط هذه الألوان في كل طبقة، مما يمكّن رأسيات القدم من إنشاء مجموعة واسعة من الأشكال.


توجد 3 طبقات من الكروماتوفور في جلد الأخطبوط
ويتم التحكم في كل حامل كروماتوفور بشكل فردي، مع العلم أنه قد يكون هناك عشرات الآلاف أو حتى الملايين حسب حجم النوع، وذلك من خلال إشارات عصبية مباشرة من دماغ الأخطبوط تتسبب في تقلص العضلات المحيطة بالكيس أو الاسترخاء، وبالتالي تغيير شكلها.

ليست الهياكل الوحيدة
لا تعد الكروماتوفورات الهياكل الوحيدة المشاركة في تغيير اللون، إذ يمكن أن تساعد الأعضاء الإضافية، المعروفة باسم "إيريدوفورس" (iridophores) و"ليوكوفورس" (leucophores)، الموجودة في جلد أنواع معينة من الأخطبوط في تحسين أو تغيير الألوان التي تنتجها.

وفي حين أن إيريدوفورس تعد أكبر قليلا من الكروماتوفورات وتساعد على خلق ألوان أكثر إشراقا وألوانا معدنية للأخطبوط، فإن ليوكوفورس متشابهة في الحجم مع الكروماتوفور، ولكنها تحتوي على أصباغ بيضاء متخصصة بدلا من الزانثوماتين، التي تشتت أو تكسر الضوء وتساعد في التحكم في التباين وسطوع الألوان.


ويمتلك الأخطبوط أيضا آلات في الجلد تساعده على تغيير نسيجه، مما يضيف طبقة أخرى للتمويه. فهو لديه نتوءات صغيرة تسمى الحليمات يمكن لاسترخائها أن يجعل الجلد أملسا مثل الأعشاب البحرية، أو تنقبض مما يجعل الجلد متكتلا وخشنا مثل الصخور، ويتم التحكم في هذه الحليمات أيضا عن طريق إشارات عصبية من الدماغ.


الأسرع في تغيير لونه
وتعتمد العديد من الحيوانات على التمويه، لكن الأخطبوط له وضع مميز بشكل خاص، ويرجع ذلك إلى السرعة والدقة التي يمكن الانتقال بها بين الألوان المختلفة. وهو يفعل ذلك خلال جزء من الثانية أو أسرع من غمضة عين. في المقابل، يمكن أن تستغرق الحرباء عدة ثوان إلى أكثر من دقيقة لتغيير لونها تماما.

تقول ديرافي إن الأخطبوطات يمكن أن تحدث تغيرات سريعة في اللون لأن "دماغها مرتبط بعمق بسطح الجلد"؛ فهي لديها آليات الإشارات السريعة التي تمكنها من قول "تشغيل هنا" و"إيقاف التشغيل هناك" في جميع أنحاء الجسم.

السبب الرئيسي لهذا الترابط بين الدماغ والجلد هو أن دماغ الأخطبوط، على عكس معظم أدمغة الحيوانات الأخرى، لا يقتصر على منطقة واحدة مثل الرأس فهو له "جيوب دماغية" أو عُقد في جميع أنحاء جسده وفي جميع أنحاء أذرعه. ويعتقد الباحثون أن هذا يُمكن أذرع الأخطبوط الفردية من أن يكون لها عقل خاص بها، الذي يمكن أن يلعب دورا في تغيير اللون.

 








طباعة
  • المشاهدات: 16931

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم