15-05-2022 02:31 PM
بقلم : المحامي خلدون محمد الرواشدة
جائتني على غفلة بلا موعد ، كضيف ثقيل الظل يأتي بساعة متأخرة من الليل فصارت حاضرة وحدها رغم كل تفاصيل الغياب التي تبدو عليه، بملامحها المتعبة ، تحمل حقيبة أتعبها الترحال أكثر منها .
جائتني كمسافر أنهى للتو رحلة النزوح العابر للبلدان ، كمهاجر غير شرعي ركب البحر هاربا من احتمال الموت إلى احتمال موت آخر ، كعاشق قرر الانتحار في ليلة زفاف جولييت فصار روميو .
تسللت علي مكسورة ومفعمة بوزر الخيبات ، فقدمت نفسها لي قربانا لعلي احضنها بالشغف القديم نفسه ، واللهفة القديمة نفسها ، فأنتشي وأنسى كل لحظات الغياب الموجعة ، وأغفر كل لحظات الفراق القاسية .
ضحكة تلك ...تمردت على قوانين الطبيعة التي صار عنوانها الحزن ، وارتدت عن كل ديانات العمر الوثنية بالقهر ، هربت إلي كأنني أملك أن أحررها من الأسر وارمي لها بطوق النجاة ، وهي لا تدري بأنها أوجعتني وأيقظتني من سكون الوجع الحقيقي ، فكيف لأسير أن يحرر رهينة ، وكيف لغريق باليأس أن يصير طوق نجاة .
ضحكة تلك ... جائتني كبائعة هوى تتمايل هوينا ، في وقت صار العالم كله من حولي محرابا للحزن ، وصرت فيه للألم وللوجع ناسكا وإماما ، فجاهدت نفسي عنها بغض البصر وما استطعت.
ضحكة تلك ... جاءت كمنشور سري قرأته سريعا ثم مزقته خوفا من العيون والحراس .
ضحكة تلك ... جاءت كقطار على محطة حزينة خلت من الركاب ولم يبقى فيها سوى رائحة الحقائب وبقايا دموع المسافرين .
ملاحظة ... اشتقنا لضحكة من القلب أو بالأحرى اشتقنا لقلب يضحك لا يتوجع من كل شيء .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-05-2022 02:31 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |