07-03-2008 04:00 PM
كان هناك في التاريخ ضابط تركي يفتش يوميا طابور الجنود كل صباح ويتفقد اللياقه والاناقه ثم يقف امام الانكشاريين ويخطب :اشكركم واشكر الرب الذي خلقكم .البساطير على وجه العموم نظيفه . وعلى وجه العموم فالرجل العربي يفتخر دوما بانه زلمه ونشمي وان له من الشجاعة والكرم وعزة النفس والمراجل نصيب وافر. وكلمته تمشي على الراضي والزعلان وعلى ام العيال .ولو انه في مرة امرها ان ترمي بنفسها في البير لجاوبته هاظ انا صرت في القاع .وهوعنتر ولكن عنتريته تكون في البيت وهو فيه عنتر وشايل سيفه .اما خارج البيت فهو ضاحك مستبشر ويوزع البسمات للرايح والجاي وكانه مروج لمعجون اسنان هندي الصناعه .ويحرص على الاعتذار لاي ضعيف خبطه في كتفه وهو تايه وسارح في سقف السيل .وفي المصعد يحلف بالطلاق وبالثلاثه ان تخرج قبله اي سيدة شاء حظها السعيد ان تركب معه .وهومن داخله ابيض وقلبه مثل البفته البيضاء في مشاعره نحو الجنس اللطيف والخشن ابضا .اما عندما يعود الى البيت فانه يرسم الكشره ويعقد الحواجب وما بينها ويضع في عيونه قطره لتقلب بياض العين الى حمارها ليمسي من حمر النواظر المرعبين او كما تقول النساء في ام الدنيا مثل سي اليد ....لم يمضي اسبوع على استلامي الوظيفه في مركز صحي معان في عام 1980 .وكنت في كل صباح ادعوا الله ان يمر اليوم علي بسلام وان يبعث لي العجايز الراضيات القانعات والداعيات في السراء والضراء .لتكون اسنانهن سهلة وغير عصية على القلع ولا تنكسر جذورها في الحنك فابلش .وانا ما زلت غرا في المهنه يا دوب وبقول يا هادي وخبرتي ع الزيرو . حين دلف الى العيادة شاب في ريعانه ماشي ومتأنتك بثوبه الابيض النظيف والمسدس يتدلى على الجنب الايمن تفوح منه رائحة عطر جميل ووجهه ينطق بالبشر والسعاده وخلفه تمشي صبية خجوله تلبس ثوبا جميلا والاساور تلمع حول معصمها واليدين حمراء من اثر الحناء .فخمنت انهم من الذين دخلوا الدنيا حديثا فسالتهم :انتم عرسان ؟ فرد الرجل بلهجته البدويه الاصيله وبدون تصنع :والله يا دكتور اعرست من يومين . بس ضرسها لج عليها وما خلاني انبسط .ودي اياك تشلعه وتناولني اياه حتى ادعس عليه .وبعد الفحص تناولت ابرة البنج لاحقن البنج حوله .فاذا بالصبيه تغلق فمها ليصبح مثل فم الضب .وتقول :اذبحني ولا تغزني بالابره .فحاولت بكل وسائل الشرح والاقناع والترغيب والترهيب ولكنها ابود وسبع جدود ما بفتح اثمي .وهنا مال المعرس ووشوش في اذنها بكلمات بسيطه ففتحت الفم على كبره فبان وكأنه فك التمساح . وهنا وضعت ابرة البنج جانبا ووجهت كلامي له : والله ماني معالجها حتى لو شكيتني لوزير الصحه غير لما اعرف ماذا وشوشت لها .فرد علي وهو يحس بالخجل :يا دكتور الله يستر عليك فكنا من هالضرس . والله ما قلتلها شي غير لو ما فتحتي اثمك وفكيتي براطمك لاني امرفش في بطنك قدام الله وخلق الله .فاصابتني الصاعقه وقلت له بعد ان فركت جبهتي وحدقت في المسدس : يا رجل اذا هيك وانتوا لسه في الاسبوع .ايش راح تقول لها في الاربعين .ولا اريد ان يسألني احدهم ما ذا كنت تقصد من كلمة الاربعين حدثني احدهم عن ايام الدراسه في ام الدنيا حيث مضى عامه الاول بسلام وحياء وخجل .وفي بداية العام الدراسي الثاني فان الرجل تنبه وفجر وبطل يستحي وحلف بالشوارب ان تكون له صديقة تخفف عنه غربته وتسلي وقته وان تكون اجمل سنفورة تضع اقدامها في اول درجه من مدارج العلم ووقعت عيناه عليها طول وحلاوه وجمال وخفة دم وشعر اسود وطويل وعيون وسيعه وكأنها غزال شارد فراح يصطادها وهي كامله والكمال لله ولان الزين ما بكمل فقد كانت مغروره وخشمها مرتفع عن اولاد الباشوات فكيف اذن على هذا الفلاح الوافد من الاردن .فراح يطاردها في الجامعه وعلى كوبري الجامعه ويسمعها من الغزل مالم يقوله ابوه في امه ويختم الغزل بمقولته :بكره بتقع يا حلو .وفي صباح يوم جميل شاهدها وهي في قمة الاناقه والشياكه وكانت مثل الغزال تقفز الدرجات على السلالم وهي تلبس تنوره واسعه ومزركشه بزهور الربيع .. فنظر اليها بعين يبدوا انها تحولت للحظه من الاعجاب الى الحسد .وعينك ما تشوف الا النور والسقوط عن الدرج فطار الكعب للسقف وسقطت بكل الشعرات الى الارض وطارت التنوره وبان للعين ما تترجاه وتتمناه .ولم يتمالك اخينا من نفسه الا واطلق قهقهته العاليه التي لجت الجدران والسور الخارجي للجامعه .وعندما استفاقت ولمت العثره وسترت نفسها اقتربت منه وصاحت في وجهه :انت راجل دون ومنحط وسا فل وما عندكشي ريحة الدم ..فلم يرد عليها الا بكلمته المعهوده :بكره ييجي حبك للطاحون يا حلو وانا صابر ومستني .وعندما غادر الى البيت سب نفسه وعا تبها لانه فعلا لم يواسيها بل وشمت فيها وضحك عليها في وقعتها ومال الى دكان لبيع الاشرطه واشترى شريطا لام كلثوم وعنوانه حسيبك للزمن وراح يردد معها وضاع الحب ضاع .في اليوم التالي وعند بوابة الجامعه وجدها تقف وحيده فقاال في نفسه :الله يا ساتر شكلها ناويه الشر وتقل قيمتي وبتبهدلني وناويه تفرجي خلق الله علي في صباح الله الخير .وتعمد المرور بجانبها وهومنددل راسه في الارض وساتر وجهه بدفتر المحاضرات فسمعها تنادي :انت يا باشا مش تصبح او تعزمني على كباية ليمون او شاي اسود.فجف ريقه وتجمد الدم في عروقه وانخلع قلبه وزاد نبضه وانمغص بطنه وانعقد لسانه .ومرت برهة من الزمان كانت اطول عليه من يوم الحساب ثم نطق قائلا بعد ان استجمع كل شجاعة الدنيا وقال :انا ما بشرب من شاي الكافتيريا لانه ماسخ وثقيل وطمه مثل شراب الخروب عشان هيك ما اشرب الشاي الا في البيت ومعاه ميرميه .وايه المرمريه دي .تعالي معي على البيت وذوقي الشاي والله طعمه جنان والتجربه اكبر برهان .ومن يومها الغزاله ما بتفك الريق الا على الشاي بالميرميه وبعد ذلك تعلمت تمرس الجميد وتطبخ المنسف وتبحط ع الوطاه وتتربع وتسمي الله وتوكل بالخمسه . وبعدها تغني كثير حلوه كثير عيشتنا ما بين روبتنا ومرجتنا عود على بدء اشكر ربي الذي خلقكم ثم اشكركم والمقلوبه على وجه العموم زاكيه خاصة لما بتنزل عن الغاز سخنه وسلامتكم .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-03-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |