بقلم : علي الشريف
منذ عام تقريبا وانا اتابع المسلسل التركي التاريخي المؤسس عثمان هذا المسلسل الذي يحكي قصة تأسيس الدولة العثمانية من الالف الى الياء رغم ما فيه من بعض الاخطاء .
لفت انتباهي في هذا المسلسل تصوير تركيا بانها بلد الاسلام التي تجمع كل الاديان والقوميات وحتى الطوائف تحت رايتها وتحترم الجميع وتصور نشأة الدولة بانها بنيت على العدل والمساواة .
الاهم من ذلك اني في كل حلقة اسمع اعتزاز بالقومية التركية فمثلا يقال :انت في ارض الاتراك " الاتراك يذهبون للشهادة في سبيل الله" الاتراك لا يكذبون" لا يسرقون " لا يسلمون الدخيل ولو اريقت بسببه الدماء "الاتراك يرفعون الظلم عن المظلومين وهكذا ودواليك وكل هذه القيم والمثاليات .
حتى ان الاغاني في هذا المسلسل على قلتها تتحدث عن التركي وقوته وفروسيته
واتابع بين الفينة والفينة بعض المسلسلات والافلام الهندية والهند عبارة عن قارة يعبدون فيها الف رب ومليون ديانة وفيها مئة وخمسون لغة لكنهم في كل شيء يتحدثون عن وحدتهم وبلدهم وكفاحهم ويجتهدون لنقل الصورة الاجمل عن الهند .
في بلاد العرب اوطاني لم اشاهد مسلسلا تاريخيا واحد يتكلم بمثل ما اسمعه في المسلسلات التاريخية التركية فعندنا كل يغني على ليلاه وكل يريد ان يمسح تاريخ الاخر رغم ان الدين واحد واللغة واحدة والمصير البائس واحد.
لم اشاهد مسلسلا واحدا يتحدث عن القومية العربية الجامعة التي فيها كل القيم المثلى انما ما اشاهده باب الحارة والاختيار والاسطورة ورامز جلال ومسلسل اردني بث في رمضان رأيت مقطعا واحدا منه عبر مواقع التواصل حتى ان هذا المقطع ا فيه جندي طلب قصف موقعه لقتل الاعداء فاستشهد هو ولم يصاب الاعداء .
في سوريا يمجدون تاريخ مليء بالنضال ضد الفرنساوي وكرم الشوام وكلها مستنسخه من فكرة واحده اصبحت بالية وفي مصر يمجدون الفراعنة وفي لبنان يمجدون تجار المخدرات مثل المسلسل المسمى بالهيبة وهو قليل الهيبة رغم المتابعة الكبيرة والاجزاء الكبيرة .
وفي بعض الدول يصنعون تاريخا وهم بلا تاريخ ودول اخرى فنيا لا هم مع العير ولا مع النفير ...والمصيبة الجميع يقول نحن عرب وفي الواقع شعوبا وقبائل تابي ان تتعارف او تتعاضد .
اتمنى ان اشاهد مسلسلا جامعا يتحدث عن شهداء العراق وسوريا والاردن ولبنان وفلسطين لأجل فلسطين يزرع روح النضال في قلوب اجيالنا الناشئة ويوحدها على قضية واحدة ...مثلما تفعل تركيا والهند الان.
الظاهر والعلم عند الله اننا امة بلا تاريخ وتاريخنا لا يمكن ان نبني عليه لا حاضرا ولا مستقبلا لأنه مليء بالتفرقة والجاهلية ولم ينقلنا الى الحياة الا الاسلام ..حتى عن الاسلام لم نعد نتحدث .
كل الدول تتحدث عن تاريخها وتوظفه للمستقبل الا بني يعرب كل له تاريخ وتاريخ مزور من الفه الى الياء ..يا جماعه حتى بالتزوير مش زابطة معكم ول عليكم اذا بدكم تكذبوا خلونا نصدقكم والله صار نفسي اصير هندي .