16-05-2022 03:30 PM
بقلم : الدكتور أحمد الشناق - أمين عام الحزب الوطني الدستوري
نعم هل الدولة الأردنية حاضرة بكافة مؤسساتها رسمية وأهليه، لتأصيل مواقف الملك ورؤيته كرسالة وبوصلة للدولة، أم هي رهينة موظفين في إدارتها وجمعية خيرية بمجتمعها ؟
كل متابع لمواقف الملك تجاه عديد القضايا المعاصرة، يجد ثباتاً في الموقف والرؤية الواضحة في ملفات واحداث عصفت بالمنطقة ، وهذه المواقف الملكية كانت معلنة في مؤتمرات القمم العربية، وأمام المجتمع الدولي، ومع دوائر القرار العالمي، كنهج ملكي لا يقبل التأويل، وبلغة خطاب لا يعرف المرواحة .
في أحداث الصراعات الدامية في بعض الأقطار العربية، كانت الرؤية الملكية ثابته، بضرورة الحلول السياسية، وتلاقي كافة مكونات القطر الواحد بالحلول الوطنية وبما يحفظ وحدة الجغرافيا للدولة الوطنية العربية، ورفض كافة أشكال التدخل من الغير في شؤون الدولة الأخرى، ورفض كافة أشكال حروب الوكالة داخل القطر العربي وعلى حساب الإنسان العربي والوحدة الوطنية كأساس لسلامة الدولة الوطنية
- رفض كافة أشكال الخطاب الطائفي والمذهبي والعرقي والتركيز على الحوار والحل السياسي كمكونات وطنية في إطار الدولة الوطنية الحضانه لكل أبناءها
- محاربة جماعات الإرهاب بمسمياتها العديدة، وإعتبارهم خوارج العصر
- التصدي لكل محاولات ربط الإرهاب بالاسلام، ويحمل الملك رسالة الإسلام وبراءته مما ينسب إليه، وهذا اخذ جهداً عالمياً وبكافة المحافل الدولية والمنظمات الدولية والكنائس بقياداتها المسيحية على مستوى العالم
- اخذ الملك نهجاً واضحاً بالنأي عن التدخل في شؤون اقطار عربية، وعن أحداثها بخلافاتها وإختلافاتها، وبقي متمسكاً بمنظومة الأمن القومي العربي، وأن أمن الأردن جزءاً من منظومة الأمن القومي للأشقاء. وأمن اقطارهم من أمن الأردن القومي.
- الحفاظ على علاقات أخوية مع كافة الأشقاء، وترسيخ نهج اردني ثابت، بأن الأردن يتعامل مع دول شقيقة، ولا ينحاز لصراعية الأنظمة الداخلية أو علاقاتها مع الآخرين.
- حافظ الملك على علاقات متوازنة وعقلانية مع قوى التأثير العالمي في مرحلة تاريخية غير مسبوقة بإضطراب العلاقات الدولية والتنافس الدولي بترتيبات نظام عالمي جديد. ونسج الملك لعلاقات دولية، بما فرض مكانة للأردن يحترمها العالم بشرقه وغربه.
- حافظ الملك على وضع اردني متميز بعلاقات استراتيجية وفق مصالح الأردن العليا دون الإنحياز لتحالفات ومحاور صراعية إقليمية ودولية
- مصالح الأردن العليا وسيادة الدولة الاردنية، حافظ الملك على استقلاليتها عن مرحلة التفكك والضعف التي تمر بها المنطقة العربية، وتأكد ذلك بقرارات الملك المتعلقة بإستكمال السيادة الأردنية على أراض الباقورة والغمر .
- حافظ النهج الملكي بحكمة وشجاعة، أن تمتد للأردن عوامل الصراع التي عصفت بالجوار العربي، وبقيت المملكة قلعة مشرقية صلبة رغم الحرائق على حدودها ومحاولات الإمتداد إليها
- الملك والقضية الفلسطينية
موقف تاريخي والتزام قومي ثابت، مع الأشقاء الفلسطينين والأشقاء العرب ودول العالم بأسره، وقوى التأثير في المجتمع الدولي، بحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، وأن القضية الفلسطينية قضية إحتلال يجب زواله، وأن لا شرعية لوجود سلطة الإحتلال، وتأكيد الملك الثابت للأشقاء ودول العالم، بأن القضية الفلسطينية أولوية القضايا في المنطقة، ولا ملف لقضية يتقدم عليها، وهي القضية المركزية وأساس للسلام والإستقرار في المنطقة، وهي رسالة برفض كافة أشكال التحالفات في المنطقة لحرف البوصلة عن القضية الفلسطينية ومركزيتها. وبشجاعة ملكية أن يكون الملك الزعيم العربي الوحيد الذي يصل إلى رام الله ويعلن من فلسطين بأن الأردن والفلسطينين في خندق واحد.
- الملك والمقدسات في القدس، يخوض الملك مواجهة علنية، بأن القدس أرض فلسطينية محتلة، والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية كاملة السيادة والإستقلال، وبأن المقدسات الإسلامية والمسيحية بعهده هاشمية كحق تاريخي وقانوني، وأن إسرائيل سلطة إحتلال، ولا شرعية لممارساتها، وهذه المواجهة الملكية مع سلطة الإحتلال، يترجمها الملك في كافة المحافل الدولية، وبداخل القوى والادارات السياسية التي توفر الدعم لإسرائيل، ومع قيادات العالم المسيحي بمختلف كنائسه وطوائفه ويجد الإحترام بالخطاب الذي يحمله الملك ورؤيته لمستقبل القدس، وهذا ما شاهده العالم في نيويورك، في بعثة الفاتيكان للأمم المتحدة، والكنيسه الارذوكسية، ومن قبل ذلك بزيارة الملك للكنيسه الارذوكسية في موسكو، والفاتيكان، وبكل فخر نقول، الملك زعيم تاريخي في خندق فلسطين ومنافحة عن المقدسات والقدس، ودفاعاً عن الإسلام الدين الحنيف، وإحترام عهدة عمرية مع المسيحين في القدس، وإحترام كل الأديان طريقاً للسلام والوئام في هذا العالم القلق، وبشرية فزعة على مستقبلها.
- وإتصال الملك بأسرة الصحفية شيرين أبوعاقلة معزياً ووصفها بالشجاعة لنقلها بشاعة الإحتلال للأشقاء الفلسطينين وإدانته للجريمة بإغتيالها، موقفاً ملكياً شجاعاً، إنه موقف يأتي من ملك وليس موظفاً في وزارة خارجية، وحين صمت الآخرون.
خلاصة القول، هل الدولة الاردنية حاضرة بكافة مؤسساتها لتأصيل مواقف الملك ورؤيته كرسالة وبوصلة للدولة، أم تبقى رهينة موظفين في أداءها ؟