19-05-2022 10:18 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
من بين كل دول المشرق العربي، لربما لا يوجد دولة تحملت ما تحمله الأردن الذي دفع ثمن عروبته من تضحية جنده شهداء في فلسطين، وتضحية الأردنيين من قوتهم، وبدمائهم، لأجل صون ما تعاهدوا عليه، من أن يبقى هذا الوطن، قومي وعروبي التوجه، وهي عروبة يقصد بها المعنى الرحب، الذي أرسته النهضة العربية.
فالأردنيون الذي كيفما استعرضت تاريخهم واشتباكاته مع القضايا القومية العربية، وحاضرهم الآني أو القريب، تجدهم في مقدمة المناصرين لكل قضية، وهم أيضاً، الذين كيفما استعرضت تاريخهم وجدتهم الأكثر تعباً وتضحية في سبيل عروبتهم.
الأردنيون، منذ لحظة أعربت هذه الدولة عن ذاتها، في عشرينات القرن الماضي، أتهموا بأنهم يدعمون الثورة السورية ضد الفرنسيين( 1925 – 1927) ، وهذه التهمة مثلت محل إعتزاز أردني، شاهد عليه مذكرات أحد رموزها سلطان الأطرش.
والأردن، هو ذاته الذي قدم جنده التضحيات عام 1948، ثم ضم الضفة الغربية، صوناً لعروبتها، وبإرادة أهلها، فدفع أيضاً ثمن ذلك سنيناً من الحصار من الشقيق والقريب، وكانت التهمة حينها، حميته العربية.
والمستطلع لوثائق وعناوين صحف بعض الدول في عقد الخمسينات، يدرك لماذا تأسس نوع من حقد بعض الأشقاء وإتهام هذا الوطن بما ليس فيه، إذ أشهر بعض الأشقاء سلاحه تجاه الأردن، لأنه اتخذ قرار الضم، وخيم هذا القرار على كل مطلبٍ أردني من بعضهم، فهم لا يريديون للأردن أن يمارس دوراً، ولا يريدون أن يروه سوى في جيوبهم.
فنخوة الأردن ورؤوس أهله الحامية تجاه فلسطين، واستعدادهم للبذل بالغالي والنفيس، والوثبة الأردنية العربية المدفوعة بشرعية الهاشميين وعزيمتهم، صنعت من هذا الوطن صرحاً عروبياً خالصاً، يعز نظيره.. ويستكثرها من يودون أن يلغوا دور الأردن ليستطيعوا شرعنة سرقة فلسطين والخنوع لكل قادم وتعديل بوصلة المشرق العربي وشعوبه العربية.
واليوم، ترى الأردنيين وفي محياهم التعب، من عيش وضيق حالٍ، وترى مع ذلك شقيقاً صامت، وصديقاً غائب، وحليفاً مضى، ولكنك تدرك أن الأردنيين ما تعبوا من عروبتهم ومواقفهم.
كما أننا بتنا ندفع ثمن مواقف تصدينا لها منذ عقود مضت بالدم واليوم نتصدى لها بالتضييق، فالأردن منذ سنوات وحدوده مغلقة شمالاً وشرقاً وغربا، أو يعاني جراء أزمات لا صلة لها بها، ويبقى مستمسكا بمبدأه، وهو الإنسان العربي.
وندرك ونعلم ونحن نتأمل هذا الحال أن الأردنيين تعبوا، وأرهقتهم السنين، وأتعبتهم عروبتهم، التي حملوهاً عقداً بعد عقد.. كما الأمانة في أعناقهم، حتى وصلنا اليوم إلى أن بات "الماسك على عروبته كما الماسك على جمر".
ثمن العروبة والخطاب الصادق، وثمن التأسيس على الصدق، فالأوائل أرادوا لهذا الوطن أن يكتنز مفردة العروبة إن أضاعها كثر، وأن يصون الخطاب لزمانٍ قادمٍ سينهض فيه جيل يستبسل في سبيل البناء، فيصون الأردن هذا الخطاب..
وأيضاً، علينا أن لا ننسى فساد بعض الإدارات العامة، وتضخم بعض الذوات في أنفتهم ومكابرتهم.. فالأردن بلد تأسس على الوجدان وملامح الناس والبسطاء والمواقف، ولا يدار عبر الالات الحاسبة، فهذه " الثلة" غير مدركة أن الأردنيين ملتصقين بدولتهم وهمومها، ووجدانهم تجاهها ما زال نقياً.
إننا اليوم، وفي ظل ما تشهده المنطقة من تحولات والعالم من تبدل للاولويات، نعود لنؤكد على عناويننا الثابنة، بعروبة القدس، وتحقيق العدالة لفلسطين، وهو خطاب أردني راسخ بقيم هذا الوطن، وجهود ملوك بني هاشم.
حمى الله وطننا عزيزا..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-05-2022 10:18 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |