21-05-2022 10:07 AM
بقلم : الدكتور هيثم الربابعة
الحمد لله الذي جعل الإمامة العظمى أمنا للأمة ونعمة ورحمة، وجعل البيعة ميثاقا. والطاعة لأولي الأمر عهدا ووفاء، فقد قال تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله. يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسنوتيه أجرا عظيما).
وقال سبحانه، (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
وقال سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية».
ولما كانت البيعة الشرعية في أعناق الأردنيين- جميعا- من الرمثا إلى العقبة ، وكانت البيعة من الشرع، وهي الرابطة المقدسة التي تربط المومنين بأميرهم، وتوثق الصلة بين المسلمين وإمامهم، وكان فيها ضمان حقوق الراعي والرعية، وحفظ الأمانة والمسؤولية. وسيرا على المعهود في تقاليدنا الملوكية المرعية، والتي بفضلها تنتقل البيعة بولاية العهد من الملك إلى ولي عهده من بعده ،
فلقد جسدت البيعة الشرعية، على امتداد تاريخ المملكة الأردنية، الرابطة المتينة والصلة الراسخة التي ما فتئت تجمع الملك حامي حمى الملة والدين، بشعبه الذي يعتبره بمثابة قائد الأمة ورمز الوحدة والسيادة الوطنية بجميع تجلياتها.
وتشمل هذه الآصرة دلالات ومعاني شتى، تحيل في المقام الأول على كونها ضمانا لاستقرار وأمن المملكة، من خلال تجسيد الوحدة الوطنية وسلطة القانون واستتباب السلم، بما يتيح جعل البلاد واحة آمنة وسط صحراء محفوفة بمختلف مظاهر النزاع والاضطراب وعدم الاستقرار .
كما أن هذا الميثاق القائم على ركائز دينية متينة تستمد ثوابتها من شرائع الدين الإسلامي الحنيف، يجسد الاستمرارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ أن تواصل الحكم الرشيد والثبات على النهج القويم، يعد مفتاح الإستقرار والرقي والإزدهار .
من جهة أخرى، يعبر ولاء الشعب الأردني لملكه، عن إجماع واضح حول تشبث الأردنيين بالوحدة الترابية للمملكة ورغبتهم في صون حرمتها والذود عن حماها، اعتبارا لكون الملك رمزا للوحدة والتكامل والتماسك الترابي بين مختلف مناطق البلاد.
ولعل حرص النشامى والنشميات في جميع العشائر الأردنية في مختلف مناطق المملكة، على تجديد بيعتهم لجلالة الملك ، يعد دليلا واضحا على تشبثهم بجلالة الملك واستعدادهم للتجند ورائه خوضا لمختلف التحديات التي تواجهها المملكة.
وهنا، تشكل ذكرى الإستقلال ، الذي يتوج الاحتفالات المخلدة لذكرى الحرية لشعبنا العظيم و تربع صاحب الجلالة، على عرش أسلافه الميامين، مناسبة لممثلي الجهات الاثنتي عشر للمملكة، لتجديد تشبثهم بشخص جلالته وبأهداب العرش الملكي المجيد، وللتأكيد من جديد، على أن الصلة التي تجمع العرش بالشعب تظل متجذرة في عمق تاريخ البلاد وأنها شكلت على الدوام الأساس المتين للأمة الأردنية والتعبير الأسمى عن مدى تلاحمها وإستمراريتها.
من ثم، وعلى ضوء هذه الحقائق، يحق للاردنيين الاعتزاز بهذه الرابطة المتينة، التي ما فتئت شعلتها تتقد وتكبر في العهد الزاهر لجلالة الملك عبدالله الثاني، الذي تمكن بفضل رؤيته المتبصرة وقيادته الرشيدة، من جعل الأردن منارة ساطعة أضاءت بإشعاعها وتألقها مختلف أرجاء المعمور .
حفظ الله صاحب الجلالة وأطال عمره، وأبقاه ذخرا وملاذا لشعبه الوفي، وأقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين ، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. إنه سميع مجيب".
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات العربية الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي /الأردن