21-05-2022 09:29 PM
سرايا - أوقفت روسيا السبت 21 مايو/أيار 2022 إمداد فنلندا بالغاز، في تصعيد للخلاف حول مدفوعات الطاقة مع الغرب، في حين كثَّفت هجومها في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
فبعد إنهاء مقاومة على مدى أسابيع من آخر المقاتلين الأوكرانيين في مدينة ماريوبول الاستراتيجية الجنوبية الشرقية، تشن روسيا ما يبدو أنه هجوم كبير في لوجانسك التي تشكل مع دونيتسك المجاورة منطقة دونباس.
سيطرة روسيا على أراضٍ أوكرانية
كان الانفصاليون المدعومون من روسيا يسيطرون بالفعل على مساحات شاسعة من الأراضي في لوجانسك ودونيتسك قبل الغزو في 24 فبراير/شباط 2022، لكن موسكو تريد السيطرة على آخر الأراضي المتبقية التي تسيطر عليها أوكرانيا في دونباس.
ربما كان انتهاء القتال في ماريوبول، أكبر مدينة سيطرت عليها روسيا حتى الآن، أمراً حاسماً لتحقيق هذا الطموح، وهو ما يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصراً نادراً بعد سلسلة من الانتكاسات في القتال الدائر منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.
نظام الحرب الإلكترونية الروسي المتنقل Krasukha/ ويكيبيديا
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتلفزيون المحلي إنه في حين أن القتال سيكون دامياً والنصر صعباً، فإن نهايته لن تأتي إلا من خلال الدبلوماسية.
زيلينسكي أضاف السبت: "بالنسبة لهم كل هذه الانتصارات، سواء احتلال شبه جزيرة القرم أو دونباس، مؤقتة بالتأكيد. وكل هذا سيعود لأن هذه أرضنا".
السيطرة على ماريوبول
كذلك يمكن أن تمنح السيطرة الكاملة على ماريوبول روسيا التحكم في طريق بري يربط شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014، مع البر الرئيسي لروسيا ومناطق شرق أوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.
قال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي في ساعة مبكرة من صباح اليوم إن روسيا تحاول تدمير مدينة سيفيرودونيتسك في ظل القتال الدائر في ضواحي المدينة. وأضاف جايداي في مقطع مصور على تليغرام: "القصف مستمر من الصباح حتى المساء وطوال الليل أيضاً".
كذلك فعلى الرغم من خسارة أراض في أماكن أخرى خلال الأسابيع الماضية، تقدمت القوات الروسية على جبهة لوجانسك.
قوات تابعة لروسيا في أوكرانيا - Getty Images
في حين تشكل سيفيرودونيتسك وتوأمها ليسيتشانسك عبر نهر سيفرسكي دونيتس الجزء الشرقي من جيب يسيطر عليه الأوكرانيون، تحاول روسيا تجاوزه منذ منتصف أبريل/نيسان بعد أن فشلت في السيطرة على كييف.
رفض مطالب روسيا
في سياق ذي صلة، قالت شركة الغاز الروسية جازبروم إنها أوقفت صادرات الغاز إلى فنلندا، بعد أن رفضت الموافقة على المطالب الروسية بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل بسبب العقوبات الغربية المفروضة على غزو أوكرانيا.
من جانبهما، تقدمت فنلندا والسويد قبل أيام بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
كما قالت شركة جاسوم الفنلندية لبيع الغاز بالجملة والحكومة الفنلندية والشركات الفردية المستهلكة للغاز في فنلندا إنها استعدت لوقف التدفقات الروسية، وإن البلاد ستدير الأمر بدون ذلك.
يذكر أن معظم عقود التوريد الأوروبية باليورو أو الدولار، وقطعت موسكو الغاز عن بلغاريا وبولندا في أبريل/نيسان 2022 بعد رفضهما الامتثال لشروط الدفع الجديدة. وإلى جانب محاولة عزل روسيا من خلال فرض العقوبات عليها، كثفت الدول الغربية إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
جندي روسي في مدينة ماريوبول الأوكرانية/ getty images
دعم أمريكي لأوكرانيا
من جانبها، حصلت كييف على دعم كبير آخر السبت عندما وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن مشروع قانون لتقديم ما يقرب من 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية والإنسانية للبلاد.
كتب زيلينسكي في تغريدة: "في انتظار مساعدات دفاعية جديدة وقوية. هناك حاجة إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى".
فيما تقول موسكو إن شحنات الأسلحة الغربية إلى كييف وفرض العقوبات تصل إلى مستوى "الحرب بالوكالة" من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
كذلك فقد قال الجيش الروسي، السبت، إنه دمر شحنة أسلحة غربية كبيرة في منطقة جيتومير الأوكرانية غربي كييف باستخدام صواريخ كاليبر أُطلقت من البحر. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة هذا النبأ.
جنود أوكرانيون يتفقدون شحنة أسلحة من صواريخ جافلين المضادة للدبابات التي قدمت الولايات المتحدة منها الآلاف لأوكرانيا، فبراير 2022/ Getty
من جانبه، صار رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا أحدث زعيم غربي يزور كييف، وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال إنه وقع اتفاقاً للحصول على دعم مالي غير محدد.
فيما يقول بوتين إن القوات الروسية تشارك في "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من القوميين المتطرفين المناهضين لروسيا، في حين يصف الغرب هذه الحرب بأنها عدوان غير مبرر.
يذكر أن الحرب قد أودت بحياة آلاف الأشخاص في أوكرانيا ودمرت مناطق حضرية. وفر ما يقرب من ثلث سكان أوكرانيا من ديارهم، وغادر البلاد منهم ما يربو على ستة ملايين.