23-05-2022 10:22 AM
بقلم : أ.د. يحيا سلامه خريسات
يعيش المرء بين الماضي الذي انقضى والحاضر الذي يحيا، وغالبا ما يعكر صفو حياته تمنيه ماضي الآباء والأجداد رغم قسوته من ناحية وبراءته من ناحية أخرى، وافتقاره لكثير من وسائل الرفاهية التي نملك، وبذلك لا يتمتع الإنسان بحاضرة كما يجب ولا يستطيع العودة للماضي كما يتمنى ويحن.
إنها مفارقات الحياة الغريبة، حيث يتطلع الإنسان لغير ما يمتلك ويحرم نفسه فرصة التمتع بما يمتلك، لسيطرة الوهم على فكره وخضوعه لتناقضات عقله، فلو اقتنع الإنسان بما يملك لعاش سعيدا ولكنها سنة الحياة وتقلباتها التي انعكست على النفس البشرية، فغالبا ما يملك الإنسان أحد مفاتيح السعادة التي يحسده عليه غيره، كالصحة أو العلم أو الحكمة أو الزوجة أو الولد، ولكنه يصر على تمني ما يملك غيره.
ينظر الكثيرون إلى حياة الآباء والأجداد ويتمنون ذلك الزمان الذي ولى وانقضى، وينسون أن حياتهم كانت قاسية وتفتقر لكل مقومات الرفاهية التي نمتلك، فسياراتهم كانت الحمير والبغال والخيل والجمال، وبيوتهم مشيدة من الطين والحجر والتي غالبا ما يسكنها الطيور والأفاعي، أما دخلهم فكان مما يزرعون ويخزنون وغالبا لا يكفي لسد رمق العيش، أما الكماليات التي ننعم بها حاليا فهي تكاد معدومة عندهم، سواء كانت في الطعام أو الشراب أو التنقل أو السفر والترفيه، ناهيك عن غياب التعليم وأساسيات الرعاية الصحية.
يجب أن يكون النظر للماضي فرصة لتصحيح الحاضر والاستفادة من الحاضر، يجب أن يوجه لاستشعار المستقبل وبناءه وفق الإمكانيات المتاحة وغير المتاحة.
رحم الله الآباء والأجداد الذين عاشوا حياتهم في كد وتعب وكانت تلك الحياة بسيطة بمكوناتها، نقية بجوها، صحية بمحتوياتها، وكانت الألفة والمحبة السائدة والبساطة شعار الجميع، ولا يوجد فروقات كبيرة بين الغني والفقير، فالغني من يمتلك الأرض أو الماشية والفقير من يعمل عليهما.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-05-2022 10:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |