23-05-2022 11:40 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
يُسجل للملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسي (طيب الله ثراه)، بأنه أول زعيمٍ عربيٍ ومسلمٍ خاطب الرأي العام الأميركي، وذلك بعد عامٍ من نيل المملكة استقلالها، عام 1947م، في رسالةٍ نشرتها الصحافة الأمريكية، وكان موضوعها فلسطين.
إنّ أهمية هذه الرسالة، التي خاطبت الرأي العام الأمريكي، تجيء من محاورها التي ألقت الضوء، على ما يجري في فلسطين، وبأنها حاولت إيضاح ما يجري في فلسطين آنذاك، إذ يقول جلالة الملك المؤسس، في مطلعها: "يسرني أنّ أخاطب الشعب الأمريكي حيث إنّ مشكلة فلسطين المأساوية، والتي لن تحل أبداً دون تفهم وتعاطف والتأييد الأمريكي، ولقد كتبت ملايين من الكلمات عن فلسطين، أكثر من أيّ موضوع آخر، وإنني لن أتردد لإضافة شيئاً عليها، ولكنني أجد نفسي مضطراً ومن واجبي القيام بذلك".
ويواصل القول: "وإنني إذ مقتنع ولو بتردد أنّ العالم عامة وأمريكا بخاصة لا تعرف شيئاً عن قضية العرب الحقيقية في فلسطين".
ويؤكد الملك المؤسس، على متابعته لما تكتبه الصحافة الأمريكية، بقوله: "نخن العرب نتابه الصحافة الأمريكية أكثر مما تتخيلوا، وما تكتبه الصحافة عن القضية الفلسطينية، ولكن، وبصراحة نحن منزعجين أنّ نجد أن لكل كلمة تكتب بخصوص الجانب العربي، يقابل ذلك ألف كلمة تكتب لصالح الجانب الآخر".
ويشرح جلالة الملك المؤسس، قائلاً: "إنّ قضيتنا بسيطة للفهم فمنذ حوالي ألفي عام وفلسطين عربية مائة بالمائة، ولا زالت عربية إلى يومنا هذا على الرغم من الهجرات اليهودية الكثيفة والمتتالية، ولكن مع استمرار هذه الهجرات سنجد أنفسنا كعرب أصبحنا أقلية في بلادنا فلسطين".
ويذكر الملك المؤسس بأنّ عدد اليهود في فلسطين آنذاك، بقوله إنه بلغ نحو 600 ألف يهودي، يما عدد السكان العرب حوالي مليون ومائة ألف نسمة، ويحاول تبسيط الموضوع للقارئ الأمريكي، بقوله: "إنّ فلسطين بلد صغير، وتقارب مساحته بمساحة ولاية "فرمونت".
ويوضح الملك المؤسس بالقول: "إنني أدعوكم للتفكير، ولو للحظة، ففي خلال الـ 25 سنة الماضية، أصبح ثلث سكان فلسطين مفروضين علينا".
كما جاء في مخاطبة الملك المؤسس للرأي العام الأمريكي: "نحن في حيرة منذ فترة طويلة تجاه المعتقد القديم المتأصل في المجتمع الأمريكي، بأنّ فلسطين على الدوام هي أرض يهودية..".
لقد دعا الملك المؤسس، إلى قراءة التاريخ الحقيقي لفلسطين، شارحاً ما مرت به من فترات تاريخية على مدار ألفي عام.
ومما جاء فيها: "واسمحوا لي أنّ أبين أنّ القدس، تأتي بعد مكة والمدينة في قدستها الإسلامية، والحقيقة أنّه وفي الأيام الأولى للإسلام كان المسلمون يصلون باتجاه القدس".
ويؤكد الملك المؤسس، بأنّ الاضطهاد الذي حصل لليهود، لم يكن من صنع العرب، "نحن شعب كريم، ونفتخر بكرمنا.. نحن إنسانيون، ولم يتعجب أحد أكثر منا من ذلك الإرهاب الذي قام به الهتلريون".
ويؤكد الملك المؤسس، بأنّ "فلسطين، لا تستطيع أنّ تقبل أكثر مما قبلت من اليهود"، آنذاك.
لقد حاول الملك المؤسس، بأنّ يؤكد على عدالة قضية فلسطين، وعدم منطقية، ما يجري من دعمٍ للمنظمات الصهيونية على حساب سكانها العرب، وختم بالقول: "ماذا سيكون جوابكم، لو طلبت منكم منظمة من الخارج أنّ تقبلوا في وسطكم ملايين من الأغراب، كي يسطيروا على بلادكم، وذلك فقط لأنهم أصروا أن ياتوا إلى أمريكا، ولأنّ أجدادهم قد عاشوا قبل ألفي سنة، إنّ جوابنا هو مثل جوابكم، وماذا ستفعلون إذا أصرت المنظمة الخارجية، على إحضارهم رغماً عنكم، إنّ ما سنفعله، هو تمام ما ستفعلونه".
هذه الوثيقة، يعاد نشر مقتطفات، من مضمونها لأول مرة، وهي غنية، وتعبر عن حنكة وحكمة الملك المؤسس طيب الله ثراه، وتبهه باكراً إلى الدور الأمريكي، خاصة وأنها جاءت قبل نحو عامٍ من النكبة.
رحم الله الملك الشهيد، الذي كرس حياته مجاهداً لأجل العروبة، وفلسطين، والقدس..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-05-2022 11:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |