حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1893

"وعاشروهن بالمعروف"

"وعاشروهن بالمعروف"

"وعاشروهن بالمعروف"

24-05-2022 11:26 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أنس معابرة
يقول الله تعالى في محكم كتابه الذي لا يأتيه الباطل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً".
أمر رباني من الله عز وجل بالإحسان الى الإناث بشكل عام، والى الزوجات بشكل خاص، وطيب معاملتهم في المهر والنفقة والكلام الحسن، والكف عن قبيح الكلام، والتبسم الدائم، والعمل على راحتهم.
أسوق هذا الكلام لأنني أرى أن بعض الذكور الذين تنقصهم الرجولة، والذين يعتقدون أن رجولتهم لا تكتمل إلا من خلال القسوة على الزوجة، وتغليظ الكلام لها في السر والجهر، وبسط المصاعب امامها في الحياة، في تعد واضح على التعاليم الربانية، وخرق للنصائح النبوية التي تمثلت في قول النبي الكريم في حِجة الوداع: ""فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"، وقال صلى الله عليه وسلم للخادم الذي يقود النساء: "رُوَيْدَكَ يا أنْجَشَةُ سَوْقَكَ بالقَوَارِيرِ".
لقد كانت التعاليم الربانية والنبوية واضحة جداً في هذا الخصوص، ورفضت كافة أشكال إهانة المرأة، ودعت الى إعطائها حقوقها كاملة، والرفق بها، وتذليل الصِعاب التي تواجهها في الحياة، لدرجة أن الرسول الكريم قد شبههم بالقوارير، التي من السهل كسرها.
فهن عاطفيات بدرجة عظيمة لا يتصوَّرها الرجال، متأثِّرات بالكلمات أبلغ التأثير، سواء كانت سلبية أو إيجابية، لذا قد ينسى الرجال بعض الكلمات بكل سرعة وفي دقائق محدودة، أما النساء فقد لا ينسين طوال حياتهن، فضلاً عن بعض المواقف الصعبة التي قد تقف عليها، بل قد تدمِّرها أعظم تدمير حتى تتدهور حياتها وتتسبب في إنحرافها، ولجوئها الى علاقات غير شرعية.
ومن حقوقهن؛ الكف عن جميع أشكال اللهو عنهن، كالإنشغال بالهاتف والتواصل مع أخريات عبر مواقع التواصل لإثارة غيرتهن، أو مقارنتهن بغيرهن من النساء من ناحية الشكل واللباس ولذة الطعام مراعاة لمشاعرهن.
وكذلك التزين لهن، والمحافظة على نظافة البدن وطيب الرائحة، تماماً كما قال ابن عباس رضي الله عنه: إني لأحب أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزين لي؛ لأن الله تعالى يقول:‏ ‏"ولهن مثل ‏الذي عليهن بالمعروف"، فإذا كنت ترجو من زوجتك خلقاً معيناً؛ يجب عليك أن تتصف به أولاً.
ومن حسن عشرتهن؛ أن تحاول تسهيل الصِعاب أمامهن، كأن تساعدها في أعمال البيت ما إستطعت، أو المذاكرة للأولاد، وشراء الحاجيات، والأعمال خارج المنزل؛ كمراجعة الأطباء والمراكز الحكومية والمدارس، وألا تترك لها جميع الأعمال، ثم تتهمها بالتقصير

خلاصة القول:
يقول الرسول الكريم: "واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً"، ومهما ملكت زوجتك من خِصال سلبية، فلا بد أن تجد لها الكثير من الصفات الإيجابية التي تحبها، وإن كرهت من خُلقاً، فمن المؤكد أنك ستحب منها أخلاقاً.
خذ بجميع الأسباب في صلاح نفسك، وتجنب جميع التصرفات التي تثير حفيظتها وغيرتها، وحاول أن تسخر لها كافة أسباب الراحة داخل المنزل وخارجه، وإن كرهت منها شيئاً فما عليك إلا الصبر ومحاولة التغيير بالتدريج، وتذكر الوصايا الربانية والنبوية بهذا الخصوص.








طباعة
  • المشاهدات: 1893
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-05-2022 11:26 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم