24-05-2022 07:28 PM
سرايا - استعادت وزارة الثقافة، اليوم الثلاثاء، الذكرى الثالثة والسبعين لرحيل شاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار)، والتي تتزامن مع اختيار مسقط رأسه مدينة اربد، عاصمة للثقافة العربية لعام 2022. كما تتزامن مع اعتماد المنظمة العربية للثقافة والعلوم (الالكسو) عرار رمزا عربيا للثقافة لذات العام
وأشارت الوزارة إلى أن عرار (1899 – 1949) شكل حالة وطنية ناصعة للمثقف الأردني الواعي والملتزم بقضايا الأمة، وأسهم في تشكيل الوجدان الوطني لدى العديد من الأجيال عبر حضوره النوعي الأصيل في الثقافة المحلية والعربية، بحسب البيان الذي صدر عنها اليوم الثلاثاء.
وأضاف البيان "وإذ نستذكر هذه القامة السامقة، فإننا نستعيد ذاكرة الأردن الجمالية والثقافية والوطنية، لترسيخ مفاهيم الوعي والثقافة الأصيلة لدى أجيال من المثقفين الأردنيين الذين يشعلون في كل لحظة شعلة الوعي القومي، الممتد جذوره إلى شجرة الحضارة العربية، ومناخاتها الحيوية التي ألقت بظلالها على الحضارة الإنسانية، وقدمت إسهامات راقية في الأدب والعلوم والمعرفة".
وقالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، في هذه المناسبة، إن عرار كان وما يزال يمثل حالة وطنية عميقة ومتنوعة، فهو سيد من سادة القصيدة العربية، الذي استطاع أن يرتقي بالمفردة المحلية إلى الفضاء العربي.
وأضافت أنه "كان من أوائل من ترجم رباعيات الخيام، فضلا عن دراساته المعمقة في التاريخ العربي الإسلامي، ومحاوراته مع القامات الشعرية العربية والسياسية في زمانه".
وأكدت النجار أن اهتمام الوزارة بعرار، ينطلق من أهمية الاهتمام بالرعيل الأول من القامات الوطنية والثقافية، ورواد صناعة الثقافة الوطنية والسياسية، والذين نسجوا علاقة جمالية ونضالية مع المكان والزمان في وطنهم العربي الكبير.
ويعد الشاعر عرار من أوائل الشعراء المجدّدين في الساحة العربية؛ ذلك أنه نقل القصيدة من الموضوعات التقليدية إلى القصيدة الحديثة من خلال انفتاحه على معارف الآخرين وثقافتهم نتيجة إتقانه اللغتين التركية والفارسية التي ترجم عنها رباعيات الخيام، بحسب بيان الوزارة.
ولفت البيان إلى أن من أبرز المحطات المهمة في حياة عرار، حضوره مجلس الملك المؤسس الفكري ، ثم تسلمه منصب رئيس التشريفات في الديوان الأميري في عهد الملك عبدالله الأول، حيث كان القصر الملكي العامر مركزا للإشعاع والتنوير، فالثقافة لا تنفصل عن السياسة وهي العنوان الأبرز لبناء الذاكرة والوجدان.
وأوضح أن تلك المرحلة المبكرة شكلت مرجعيات هوية وطنية تقوم على الحوار والنقد، وتقبل الآخر والتسامح كقيم ثقافية أصيلة جعلت الأردن نموذجا في الاستمرار والاستقرار، تسعى الوزارة إلى المراكمة عليها بالابتكار والإبداع من خلال امتلاك لغة العصر والأمل بالمستقبل الذي تجسده رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني في دعوته إلى توطين المعرفة، ودعم مبادرات الشباب وإنجازاتهم التي تحظى باهتمام سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد .
وختم البيان بالإشارة إلى أن الوزارة تسعى إلى اعتبار بيت عرار نقطة سياحية ثقافية من خلال تطوير محتوى المكان بالقصة المتحفية التي تلقي الضوء على حياة الشاعر وإبداعه سمعيا وبصريا.