حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,19 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2141

رواية "فتى الغور 67" لكامل أبوصقر

رواية "فتى الغور 67" لكامل أبوصقر

رواية "فتى الغور 67" لكامل أبوصقر

25-05-2022 10:44 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يسترجع الكاتب كامل أبو صقر سيرة قرى الغور والشفا المطل عليه في الضفة الغربية لنهر الأردن، خلال الشهور القليلة التي سبقت النكسة في عام 1967، من خلال تتبع سيرة عائلة أبو نسر، مستلهمًا أحداث الرواية من خلال شهادات ممن عاشوا النكسه أطفالًا، مستعيدًا الغور وقرى شفاه على ضفتي النهر إلى الحضور والحياة من جديد.

وجاء الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 568 صفحة، وهو يشكل مدونة ضخمة لأحداث تلك الشهور، وانعكاساتها على سكان الغور، بما فيها من تفاصيل دقيقة لمشاعر الناس، وبيان لما كان يتوقعونه أو يتبادلونه بينهم من أحاديث خلال تلك الفترة، موظفًا أسلوب الاستعادة للماضي، ليتمكن من تغطية المساحة الزمنية الممتدة للأحداث من العهد العثماني مرورا بنضال الشعب الفلسطيني ضد الإنجليز ،وبأحداث مرت على الوطن العربي وصولا حتى النكسة.

وفي الكتاب وصف دقيق للملامح الجغرافية للمكان، وسرد لأسماء القرى والسهول والعقبات وعيون الماء والجبال والأودية، وذكرٌ لطبيعة المنتجات الزراعية، وطريقة استغلال الأراضي وتربية الثروة الحيوانية، ما يجعله مرجعًا مهمًّا للراغبين في الاطلاع على هذا النوع من المعلومات.

ويقدم أبو صقر التفاصيل جميعها، بلغة مبسطة، تحمل سيرة طفل يشبُّ وسط أجواء الغور وناسه، فيشكل امتدادا للأجيال التي سبقته، مع وقوفه شاهدا على النكسة وأهوالها.

وأهدى الكاتب تجربته الروائية الأولى هذه إلى الأغوار وشهداء الأغوار، فكان بطل الرواية (فتى الغور/ سقف الحيط/ نصير) ناقلا لها وشاهدا عليها بلغته الخاصة، مشكِّلا وجهات النظر التي تعكس بساطة تجربته ودقة ملاحظته في الآن نفسه، ليقدمها للقارئ في إطار سردي يحمل من الملامح الواقعية الشيء الكثير.

ويرى أبو صقر أن الرواية ليست ذاتية وإن كانت توهم القارئ بذلك، كما أنها ليست برواية تاريخية رغم انطلاقها من أحداث تاريخية معروفة. وهي في مسعاها هذا لا تقدم أساطير تراثية إلا ضمن ما يخدم فكرتها العامة ويعكس معتقدات الناس في ذلك الوقت. ويبدو أن الكاتب أراد من خلال هذا العمل الضخم أن يغطي المرحلة التي قادت إلى نكسة العرب عام 1967، واحتلال الضفة الغربية، إذ لا توجد الكثير من الأعمال التي تناولت روائيًّا هذا الحدث المهم في تاريخ فلسطين، كما هي الحال في ما يتعلق بالنكبة، وأراد أن يقدم رسالة لجيل الشباب مفادها أن لا يتوقفوا أمام اليأس.

ومن أجواء الرواية ووصفها لتفاصيل الجغرافيا: «وصلوا إلى هضبة كبيرة مسطَّحة، وقد أصبح جبل قرن صِرْطِبّة على يمينهم، ويتلقّى كمية أكبر من شعاع الشمس منهم، بسبب ارتفاعه، وكانت الشمس تميل إلى الغروب، وهبت عليهم نسائم باردة، فقال أبو نسر: «هذه الساحة الكبيرة تسمّى الملعب، وسمعت من الآباء وشيوخ البلد، إن الرومان استعملوه للمصارعة والاحتفالات، وكان بعض الختيارية يقولون إنه أقدم من الرومان، وإن اسم الجبل صِرْطِبّة مرتبط باسم البلدة، مَصْطَبة، لكن يا ابني ما حدا عارف! لقد كان الملعب أرضا سهلة فوق هضبة، وبها الكثير من معاصير الخمر، يعني كانوا يزرعون الغور بالعنب، ويعصرونه في هذه المعاصر أو أنها لجمع الماء».

ومما ورد على الغلاف الأخير للرواية كتب د. سليمان الرَّطروط: «يوثّق هذا الكتاب مرحلةً من تاريخ عقربا بأسلوب مشوّق تملؤه العاطفة والوصف الممتع، ويتناول شخصيّات وأحداثًا وتراثًا وسيكولوجيا لإحدى قرى فلسطين الشَّرقيّة المحاذيّة للغور، وهو ما ينطبق على معظم قرى فلسطين». أما الشاعر عدلي شمّا فقال «إنَّ الكتابة هي الدّخول إلى حلقة النّار، والكاتب المتمكّن هو الّذي يُدخل القرّاء في هذه الدّائرة كي ينصهروا معه فيها. وأعترف أنَّ الكاتب أدخلني إلى هذه الدّائرة». وكتب الأستاذ أيسر رزق ديرية: «سردٌ رائع ومفردات بسيطة لكنَّها معبِّرة، والأروع جمال الصّورة الّتي يستحضرها القارئ وهو يلتهم عبارات النَّص فيندمج به وكأنَّه لحظات معاشة أو فيلم يشاهده بعينيه». وكتب د. عبد الرحمن أبو صقر: «أسلوب طرح هذه القصّة سلس جدًّا وممتع، ويجعل القارئ يعيش واقعَها، خصوصًا الأشخاص الّذين يعرفون بيئة الغور. شكرًا للكاتب على هذا السَّرد الأدبيّ وننتظر المزيد». أما الأستاذ سائد عيسى فقال «سردٌ رائع وممتع وشائق، أصبحت أنتظر منشوراتِك هذه بفارغ الصَّبر».

ومن الجدير ذكره أن كامل أبو صقر وُلد في عقربا، فلسطين، سنة 1960. تخرج في كلية الحقوق/ الجامعة الأردنية عام 1982، وحصل على درجة الماجستير من جامــعة HULL في الممــلكة المتحدة عام 2000. يعمل منذ أكثر من 40 سنة بمجال المحاماة والاستشارات القانونية، وشــارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المتخصصة، وله مجموعة من الدراســـــات والأبحاث التي نُشرت في صحف ومجلات عربية وعالميـة.

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 2141

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم