26-05-2022 10:37 AM
بقلم : أ.د. يحيا سلامه خريسات
أعوام تمضي والوطن يزداد صمودا وصلابة رغم ما يحاك حوله وما يحيط به ويرتفع البناء،يحيط بخصره الجيش سياجا وحصنا، فالحرية لا تأتي بالمجان ولها ثمن غالي تبذل الأرواح رخيصة للحصول عليه، وتفتديه الرجال بالغالي والنفيس ليكون حرا شامخا مستقلا، وتضيق أنفس الأحرار بين جنباتهم في حال فقدانه وتلهف الأرواح للمحافظة عليه في حال وجود أي تهديد يعكر صفوه.
ونحن الأردنيين أبناء التراب خلقنا من ذرات تراب الوطن،نسجنا شماغنا من الورد الجوري الأحمر وحملنا علمه فوق الرأس وفي حبات العيون،ويرفرف في الفؤاد قبل السواري،عروبتنا عنواننا وديننا مرجعنا والحمد لله فقد أنعم الله علينا بنعم كثيرة واستخلفنا في الأرض لعمارتها ولعبادته، ولكي يستطيع المكلف القيام بالتكليف يجب أن لا يعيقه شيئ في تنفيذه، كالخوف أو الجوع أو فقدان الأوطان وما يتبعه من استعمار للبلاد والعباد.
والمتصفح للتاريخ يعرف ويدرك أن أي شعب يفقد حريته سيفقد معها كرامته وشرفه، وهذا ثابت في كل زمان ومكان، فالمتتبع للعالم من حولنا وما أصابه من حروب وويلات نتج عنها تهجير العباد أو قتلهم وأحيانا كثيرة التنكيل بهم، وهذا ينطبق على الرجال، أما النساء والأطفال في حال الحروب والنزاعات تستباح أجسادهم وتنتهك أعراضهم وتهدر دماؤهم وأحيانا كثيرة يصبحوا عبيدا أو عمالا لدى المستعمر، وتستنفذ قواهم ومن يهلك منهم يقتل أو يوارى الثرى كما توارى الأنعام،والناظر البصير ينظر حوله بعين المتأمل ولسانه يلهج بالدعاء للعلي القدير بأن لا نؤول ولا يؤول وطننا إلا ما وصلت إليه الدول حولنا من فرقة وتناحر وتقاتل واقتسام .
حب الوطن والذود عنه يحتاج منا الانتماء والاخلاص والعمل الدؤوب لرفعته والنهوض به، دون أن يرتبط ذلك بالمصالح أو بما يجنيه البعض منه.
وقد أنعم الله علينا في هذا البلد الطيب بقيادة هاشمية رؤوفة وحنونة،شعارها حب الوطن والمواطن والعمل لأجلهما، أما من حاد عن الطريق السوي فيمنح الفرصة تلو الفرصة لتقويم نفسه والعودة الى صوابه، في حين في البلدان الأخرى يحرم من أي فرصة لتقويم الذات وأحيانا كثيرة يصفى بطرق مختلفة ويختفي قصرا عن الوجود.
حمى الله وطننا الغالي الأردن وحفظ قيادته الهاشمية وجيشه العربي وأجهزته الأمنية وأدام الله علينا استقلالنا وسخر لنا من أبناء هذا الوطن الغالي من يحافظون على خيراته ويعملون ليلا نهارا لرفعته وعلو شأنه.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-05-2022 10:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |