سرايا - كان المناخ السائد بين نخبة عريضة من كبار الشخصيات الوطنية والسياسية وايضا الرسمية والاهلية والنقابية والاعلامية والحزبية الاردنية هو المناخ الذي يعتذر ضمنا للمفكر الراحل والكبير عدنان أبو عودة.


الآراء الخلافية والصريحة والحقيقية التي كانت تنقل دوما في المحاضرات والندوات و في الكتب والمقالات عن الراحل الأردني المفكر الكبير لم تفلح في منع محبيه ومريديه بما في ذلك بعض من الذين ناصبوه العداء في حياته من حضور حفل التأبين العميق والمؤثر الذي نظمته عائلته له بالتعاون مع معهد السلم والمجتمع.


حُضور مكثّف لرجال الفكر والثقافة وايضا لبعض محبي الراحل وافراد عائلته وكلمات لقادة اساسيين اغلبها اعتذاري متأخر للراحل عن الإساءة التي حصلت له في حياته.


بدت ملامح الحسرة العائلية والوطنية نجل الراحل بالتوقّف عند غموض استدعاء والده العجوز للادعاء في شكوى اقيمت ضده بتهمة “إثارة الفتنة في المجتمع” لم تكتمل بعدما تدخّل القصر حسب سعيد أبو عوده.


قالها بوضوح الشريف فواز شرف اول وزير ثقافة في تاريخ الاردن المعاصر كما وصف في كلمة خلال التأبين وهو يعلن بأن الراحل الكبير كان مثقفا موضوعيا وكان شخصية رسمية مسؤولة ولها وزن كبير في النظام الأردني وتعرّضت للإساءة والنهش ولم يتم التعامل معها بإنصاف.


تحدّث الشريف فواز عن الذين أساءوا لأبي السعيد” دون مبرر ودون وازع طوال الوقت وجرحوه.


ثم تحدّث الدكتور لبيب قمحاوي عن اولئك الذين نهشوا سيرة الراحل لأنه اقرب دوما الى قول الحقائق كما هي وبدون زيف او تزييف ومن الأردنيين والفلسطينيين ملمحا إلى أن الراحل خدم الدولة الأردنية 50 عاما وخذلته.


في الأثناء كانت دموع الباحث والمفكر المعروف الدكتور مصطفى الحمارنة تنهمر ثلاث مرات على الاقل وهو يوجه نقده اللاذع الى الغرائزيين من ابناء الجهل الذين أساءوا للراحل الكبير مثل ابو السعيد دون أن يفهموه فيما كانت تغمز وزيرة الثقافة هيفاء النجار ايضا من جانب الشرائح التي هاجمت أفكار الراحل عدنان أبو عودة لأنه يقول حقائق علمية ومجردة معتبرة بأن ما حصل مع ابو السعيد لا يمكنه أن يكون حقيقة دولتنا كأردنيين لا الآن ولا في المستقبل.


كلمات ومداخلات و بشهادات حيّة لسياسيين كبار تم تصوير بعضها وكان بعضها الآخر مباشرة ومن بين المتحدثين شخصيات عربية دبلوماسية رافقت أو لازمت عدنان أبو عودة عندما كان مندوبا للأردن في الأمم المتحدة.



و بين المتحدّثين رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري والذي وصف الراحل بأنه أقرب إلى صيغة مسؤول أردني مثقف وليس إلى رجل سياسة أو دولة فيما كان المتحدثون أوضح كثيرا وعلى رأسهم وزير البلاط الاسبق الدكتور مروان المعشر وهو يشير لان عدنان أبو عودة قد يكون الوحيد من بين كبار الساسة الأردنيين الذي عاش فقيرا ومات فقيرا وأعاد المعشر التذكير بأن المنزل الذي توفي فيه أبو السعيد هو نفسه الذي أقام فيه لأكثر من 50 سنة وبأنه لم يسع لتعيين أولاده في وظائف القطاع العام وبأنه توفي على راتبه التقاعدي وأن ذلك من النوادر بالنسبة لجيل كامل من السياسيين هنا أو هناك.

• إقرأ أيضاً : إتلاف 20 طنًا من المواد الغذائية منتهية الصلاحية والمخللات والألبان المخالفة في إربد
• إقرأ أيضاً : وزارة التنمية تعيد طفلاً أردنياً من ذوي الإعاقة تخلت عنه والدته بالعراق