30-05-2022 11:48 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
" إن صَدَّقنا ما يُقال في العلن "
مَن فكَّكَ الاتحاد السوفياتي وهو في كامل قوته ودون نقصانٍ لاي طَرفٍ من اطراف مساحة اتحاده على وُسعِها ، مَن جعل ذلك الإتحاد ينهار ويتشظى دون ان يضع تحته او فوقه برميل بارود ودون ان يُطلِق عليه رصاصة من مسدس او حتى رذاذ ماء من لعبة اطفال ،
مَن فعلَ كل هذا مازال موجود .
الرواية التي تم تدويلها واضفاء الشرعية عليها بالتواجد العسكري الروسي في هذه المنطقة المحورية الاستراتيجية بل الاكثر حساسية على وجه هذا الكوكب منذ امد بعيد والسردية التي يتم الاجابة بها على هذا السؤال المحوري المركزي الرئيسي بان هذا الوجود او التواجد او سَمِّه ما شئت انما كان بناء على طلب الدولة المضيفة لهذه القوة العالمية العظمى، وانه جاء استجابة لهذا النداء وتلبية لهذه الدولة ، واعني "سوريا "
فهَبَّت روسيا منفردة متطوعة وقد أخَذَتها الحمية الروسية وهبَّت بقضِّها وقضيضها نصرةً للمظلوم ،
ولو صدَّقنا هذا الذي يُقال لكان لزاماً على العالم ان يعلن ويعترف رسمياً ان زعيمه بلا منازع هو روسيا ،
ولو ان هذا الامر تم بقرار روسي منفرد لكان من المنطقي الاعتراف بانتصار روسيا رسمياً على امريكا واوروبا وحلفائهم معاً .
التحرك الروسي والعملية الخاصة كما يسميها الروس على لسان رئيسهم هو امر فيه من المبررات الروسية بل والمنطقية ايضاً اضعاف المبررات التي يسوقها لنا النظام العالمي في شرعية وجوده في سوريا لو كان هناك حاجة للتبرير او التوضيح اصلاً ،
ليست روسيا فقط وإنما اي دولة في العالم عندما تشعر بأن امنها مهدد من جيرانها المباشرين عندها يكون مبرَراً لها التحرك في كل الاتجاهات لدرئ الخطر عنها بكل وسيلة ممكنه .
هزيمة روسيا اليوم اسهل بكثير على مَن انهى كيان الاتحاد السوفياتي بدون الحاجة الى الإعلانات التي لا حصر لها عن انواع المقاطعات والعقوبات والتهديدات لبوتين وجماعته التي لم تأت باي نتيجة ولم تجعل روسيا تعلن توبتها او تبدي اعتذارها عن افعالها ،
وتهديد بوتين بقطع الامداد من المنتجات الروسية وخاصة الغاز والنفط عن اوروبا لم يؤت ثماره ايضاً .
امريكا صاحبة السيادة على العالم بتفويض ممن عَطَّل مؤسسات وهيئات ومجالس العالم مجتمعة واقفل ابوابها بالشمع الاحمر ، وامريكا مؤهلة اصلاً بطبيعتها الفطرية المُكوَّنة من البحار والأنهار والسهول والجبال ومما اودع الله في باطن ارضها من خيرات لا نفاذ لها ،
مع كل هذا الذي تتمتع به من تفوق في كل مجال وميدان إلا انها منصاعة وتعمل منضبطة تحت إمرة الدولة العالمية العميقة بانضباط لا تملك معه حرية الخروج قيد أُنملة عن خارطة طريق هذه الدولة العالمية العميقة .
دافعوا الثمن في تنفيذ المخططات ذات الأهداف بعيدة المدى أو الآنية او كليهما معاً هم الابرياء من الشعوب التي لا تملك من امرها شيء ، والدمار والخراب والموت كلها حقيقة واقعة بهم ، والنتائج تكون حقيقة واقعة ايضا ، التشريد والتهجير والهدم والخيام والشمس الحارقة والصقيع والثلج والبرد ، كلها حقائق ثابتة على الارض ، ومع هذا كله تجد كل العجب وانت ترى الضمير العالمي يَغُط في سباتٍ عميق ، وتعجب اكثر عندما تشاهده على اي شيء يصحو ويستفيق ، لينكشف المشهد وينبئك بان سباته ما كان إلا " نوم ذيب "
ما يجري ظاهرياً من تماسك في مواجهة روسيا برفقة امريكا ما هو الا دخان يغلف مشهداً ربما ينكشف عما قريب وتضح الصورة بعد انتهاء تنفيذ ما خُطط له ، ومظهر ومشهد اوروبا متحدة مع امريكا ومشهد الحرص الامريكي على تحالف ودعم اوروبا لها ما هو إلا فصل من فصول هذا المشهد الدامي الذي لا يعلم حقيقة اهدافه الا مَن خَطط له .
بميزان القوى بين امريكا وروسيا التي تطالب ان يتم الدفع مقابل منتجاتها بالروبل اظهاراً للقوة ، وما نراه اليوم من ارتفاع سعر الروبل مقابل اليورو وغيرها من بعض العملات ليس دليلاً باي حال من الأحوال على ما يجري على الارض ولا يُغَير من واقع الحقيقة شيء ،
فلو رَفَع الدولار الامريكي يده عن ثلثي بنوك العالم المركزية لانهارت كلها في ظرف يوم .
وان اردنا الحقيقة كلها فلا بدّ ان نُذَكِّر بذلك اليوم الذي اعتدَت فيه لا اقول جماعة الحوثي على المملكة العربية السعوديه وانما ايران ، عندما سببت اضرارا بسيطة في تلك المحطة النفطية السعوديه ، يومها وقف اقتصاد العالم كله على رِجلٍ واحدة وسبب إرباكا عالمياً يفوق بكثير تأثير الحرب الروسية الاوكرانية ، وكل ما في الامر كان تَعَطُل بعض الانابيب ليس اكثر .
وبميزان القوى الاقتصادي العالمي بين المملكة العربية السعوديه وبين عمالقة الاقتصاد الاكبر في العالم ووجودها الاكثر فاعلية وتأثيرا ضمن مجموعة ومنتدى العشرين الكبار فيه والذي هو ليس وجوداً عادياً يمُر ذكرها فيه مروراً عابراً ، فهي تستطيع وقادره على ان تُوقِف وتُعطِّل ثلثي المصانع في العالم اجمع وتستطيع ايقاف دوران محركات ماكيناتها وتوقف دوران ثلثي العجلات على الارض ايضاً .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-05-2022 11:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |