30-05-2022 03:59 PM
بقلم : د. زيد ابو جسار
مشكلة العرب انهم نسوا تاريخهم ,ومن ينسى تاريخه ,يضيع بين الامم ,في عصر التحالفات ,وعصر البقاء للقوة في والحدة في العقيدة ,ومن ينسى تاريخه يصبح في اقل درجات ثقافة الحضارة ,لا يجمعها عنصر الوحده ,لبناء امة يجمعها عقيدة واحدة .............
تاريخ العرب كأمة كان مع بداية فجر الاسلام ,الذي اوجد عقيدة لها ,جمعت العرب حتى اصبحوا امة ,عقيدة بنت امة من العدم ,وفي وقت يكاد يكون خيالي ,في بناء الامم ,عقيدة ترابط جمعت تشتت العرب ,منحتهم اعلى درجات الثقافة الحضارية ,فأصبحت امه لها حضور في تناوب الامم وتنافسها على تصدر القمم بين الامم ...............
لم تجمع اللغة ولا العادات والتقاليد هذه الامة ,لا في عصر الجاهلية القبلية السابقة ,ولا اللاحقة في التعصب القبلي الحديث ,فكانت الحضارة وبناء الامة ,بين هذه الفترتين ,حيث وجود العقيدة الملزمة للتآخي,والوحده ووحدة المصير ,فالامة تعني الجسد الواحد ,اذا اشتكى عضو ,اشتكت كل الاعضاء ,وتداعت له بالسهر والحمى ,اي الحمية اي نصرة الاخوة في العقيدة ............
والله الذي لا اله الا هو ,لا يجمع هذه الامة الا العودة لكلمة التوحيد بشهادتيها ,ولا ايمان الا بها ,بان تاخذ بها والعمل بحقها ,ان الامة ضاعت عندما تخلت ,عن عقيدتها ,ضاعت بوصلة التوجه نحو الحق ,باسها الشديد على بعضها ,وكان مدخل الاعداء عليها ,رحماء مع الاعداء ,رغم هداية الكتاب ,في الوحده ,وتجنب مداخل الفتن التي تهلك الامم (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ.نور الايمان الصادق يلاحظ على الوجوه ,(وليس تلك الحفرالتي تشاهد على الجبين )
نحن بلغتنا الموحده نسمع ونفهم نداء الفلسطينيين ,نرى اهانة النساء والتعدي على المقدسات ,ومن اذل واسفه الخلق وتسليطه علينا له دلالات وحكمة لا بد من فهما , فاللغة والعادات لا توحد ,بدون عقيدة يختفي شعور وحدة الامة شعور استغاثة النداء كما حصل مع نداء وا معتصماه عندما حركت اللغه الشعور ,وتحيا الانانية ,اصبحنا كاننا ضعفاء جنس القطيع التي تعيش ضمن الرضى بقوانين شريعة الغاب ,حيث يفترس ويقتات القوي على افراد جنسها الضعيف ,دون اكتراث قطيعها ,والاستمرار بنهم الطعام لملء البطون .........
العقيدة تخلق امة ,حتى وان كانت باطلة ,هذا ما نراه في وحدة الكيان وحميتهم على بعضهم البعض,ما نراه في حمية كل الامم بين ابنائها ,في المقابل ما نراه من انقسام العرب حتى في فلسطين ,انقسام حتى بين افراد العائلة ,هذا ما نراه حصريا في العالم المدعي اسلامه .............
والله الذي لا اله الا هو ,ان مخرج الامة من معاناتها ,العودة لعقيدتها ,فاذا كانت الامة تبحث عن معجزة لإخراجها من احوالها المحزنة المخزية ,عليها مراجعة تاريخها ,ومعجزة قيام الامة في حياتها ,ان كل فرد من هذه الامة ,عليه وزر في تفكك الامة ,فالعقيدة تفرض على كل فرد فرض الطاعة ,كون الفرد هو وحدة البناء ,في وحدة الامه ,لهذا فان الفرد مطالب بايمانه حتى لو كفر جميع الناس