حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20027

من المومياء الطائرة إلى غفوة أبو الهول .. أساطير وحكايات غامضة عن الآثار المصرية

من المومياء الطائرة إلى غفوة أبو الهول .. أساطير وحكايات غامضة عن الآثار المصرية

من المومياء الطائرة إلى غفوة أبو الهول ..  أساطير وحكايات غامضة عن الآثار المصرية

31-05-2022 12:15 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -  مومياء تطير في الهواء وأخرى تتكلم وثالثة تحل لعنتها أينما حلت، تماثيل تتحرك وتنادي حراسها، ومركب ذهبي يحلق فوق البحيرة المقدسة ويمنح الثراء لمن يلمسه، وأخيرا أبو الهول يغمض عينيه وينام.

ليست هذه مشاهد من أفلام هوليود الخيالية، ولكنها حكايات مثيرة حول الآثار المصرية القديمة تداولها العامة والأثريون على السواء في مصر والعالم وأثارت جدلا واسعا، بعضها وُجِد له تفسير، والبعض الآخر لا يزال أساطير متداولة تجد من يصدقها ويروج لها.

غفوة أبو الهول
آخر هذه الأساطير ما راج مؤخرا حول تمثال أبو الهول الأثري في منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة بعد تداول صور له تظهر عينيه منغلقتين وكأنه قرر أخذ غفوة بعد آلاف السنين.

انتشرت الصور كالنار في الهشيم على مواقع التواصل وأثارت جدلا واسعا، واستحضر البعض ما تسمى "لعنة الفراعنة"، وإمعانا في الإثارة تحدث آخرون عن بردية مزعومة تتحدث عن لعنة تحل إذا أغمض أبو الهول عينيه.


لكن خبراء آثار ومهتمين نفوا هذه الشائعات وقدموا تفسيرات منطقية لسبب ظهور العينين مغمضتين في الصور.

وأشار البعض إلى أن زاوية التصوير هي السبب الرئيسي في ذلك، إذ أظهرت صور قديمة التقطت من الزاوية نفسها أبو الهول نائما، فيما ذكر آخرون أن جزءا من الصور المتداولة معدل إلكترونيا بأحد برامج تعديل الصور.


الضجة التي أحدثتها صور تمثال أبو الهول وما صاحبها من شائعات وخرافات أعادت إلى الأذهان عشرات الأساطير والحكايات الغامضة التي راجت حول آثار الحضارة المصرية القديمة نذكر بعضها في الفقرات التالية.

لعنة موكب المومياوات
بينما كان المصريون يترقبون في مارس/آذار 2021 استعدادات لنقل مومياوات ملكية من المتحف المصري بوسط القاهرة إلى متحف الحضارة المصرية في منطقة الفسطاط وقعت عدة حوادث متتالية دفعت البعض إلى تفسير الأمر بأنه "لعنة الفراعنة".


بدأت الأحداث بجنوح السفينة العملاقة "إيفر غيفن" في الممر الملاحي لقناة السويس مسببة أزمة عالمية، ثم تلاها تصادم قطارين في محافظة سوهاج وانهيار عقار في منطقة جسر السويس بالعاصمة القاهرة أسفرا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

ومع توالي الأحداث المأساوية ثار الجدل على مواقع التواصل بعدما ربط البعض بين هذه الحوادث والاستعداد لنقل المومياوات من مكانها، وثار الحديث عن "لعنة الفراعنة"، وهو ما نفاه وزير الآثار المصري الأسبق زاهي حواس، مؤكدا أنه لا يوجد شيء اسمه "لعنة الفراعنة".


المومياء الطائرة
الحكايات الأسطورية حول المومياوات كثيرة، ومن أغربها الحديث عن مومياء مصرية يعود تاريخها إلى ‏2500‏ عام تسبح في الهواء في منطقة سقارة الأثرية.

تفاصيل أسطورة المومياء الطائرة المنسوبة إلى مجلة "ويكلي ويلدر نيوز" الأميركية -وذكرها حواس في أحد مقالاته عام 2016- تقول إن المومياء ترتفع عن تابوتها وتحلق في الهواء وتطوف ببطء وبشكل دائري حول التابوت لمدة 8 ساعات يوميا ثم تعود لترقد مجددا.


وذكرت تقارير صحفية منسوبة للمجلة الأميركية أن فريقا من العلماء الإيطاليين والفرنسيين والمصريين -وعلى رأسهم العالم كارمين دبوشيلي- يبحثون هذا الموضوع.

وذكر حواس أنه علم أن أفراد هذا الفريق سيخرجون فيلما عن المومياء الطائرة، وأنه في انتظار عرض هذا الفيلم ليرى كيف تحلق المومياء في الهواء بحسب زعمهم، مشددا على ضرورة الحرص عند منح التصاريح للأجانب للعمل في المومياوات الملكية.

وادي المومياوات الذهبية بمصر.. إبداع يهب الموتى حياة وجمال عندما يموت البشر تتلاشى أجسادهم مؤقتا، غير أن معادلة المصريين القدماء، على مدار عصورهم الطويلة، التزمت بقاعدة أخرى للبقاء المطرز بالجمال، مثلما تبرزه مقبرة "وادي المومياوات الذهبية"، ثاني أهم الاكتشافات المصرية في القرن العشرين، بعد مقبرة توت عنخ آمون. إذ لم تُلف تلك المومياوات، بلفائف تحفظ أجساد الموتى المحنطة والمعالجة بالزيوت والراتنجات (أصماغ)، ومحيطة بطقوس الفراعنة وتحت حراسة تعاويذ هؤلاء القدماء. وعرف وادي المومياوات الذهبية، في العصر الروماني واليوناني (323 ـ 31 ق.م)، ويقع في منطقة الواحات البحرية، بصحراء مصر الغربية، على بُعد نحو 420 كم من القاهرة.إذ تهب مقبرة وادي تلك المومياوات حياة إضافية باقية لتاريخ قدماء البشر، لإبهار الأعين بجمال تزينه مقتنيات ذهبية خلابة. ( Stringer - وكالة الأناضول )

مقبرة "وادي المومياوات الذهبية" ثاني أهم الاكتشافات المصرية في القرن الـ20 بعد مقبرة توت عنخ آمون 


المومياء المتكلمة
أسطورة أخرى يتداولها الناس في منطقة القرنة الأثرية بمدينة الأقصر بطلتها هذه المرة مومياء متكلمة تحدثت إلى العمال طالبة منهم أن يغطوا ما تعرى من جسدها.

الحكاية الأسطورية التي نقلتها وكالة الأنباء الألمانية في يوليو/تموز 2019 على لسان أحد شيوخ المرممين تقول إن العاملين في مشروع ترميم مقبرة الكاهن منتومحات في منطقة العساسيف الأثرية قبل سنوات وجدوا مومياء امرأة تتحرك شفتاها وملامح وجهها وكأنها تريد أن تقول شيئا.


وأضاف الرجل أن الأمر تكرر في الأيام التالية، وبدا أن المومياء تخاطبهم بلغة الإشارة على حد قوله، حتى ذكر بعض العمال أنهم شاهدوا تلك المومياء في أحلامهم وهي تطلب منهم تغطية جسدها بعد أن أصبحت عارية على يد لصوص المقابر، ودعتهم إلى وضعها مجددا تحت التراب.

المومياء الملعونة
ولا تتوقف أساطير المومياوات المصرية عند النطق أو الطيران، لكن تمتد إلى الحديث عن اللعنات المتلاحقة ومن ذلك حكاية مومياء أميرة مصرية عاشت قبل الميلاد بـ1500 عام، وتم اكتشاف مقبرتها نهاية القرن الـ19، ونقلت بعد تهريبها إلى المتحف البريطاني عام 1910.

وتقول الحكاية المتداولة إن أمين المتحف في ذلك الوقت كان يسمع صوت بكاء مصدره قاعة المومياوات، وإن كل من مسح الغبار عن وجه الأميرة مات ابنه بالحصبة.

قررت إدارة المتحف التخلص من المومياء و"لعنتها"، وقامت بإهدائها إلى متحف نيويورك، لكن الأميرة لم تصل إلى هناك أبدا، لأنها نقلت على متن السفينة الشهيرة تايتنك التي غرقت في أكتوبر/تشرين الأول 1912.

صورة Handoutمن مكتبة الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية تظهر معابد الكرنك في الأقصر. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) صور: The Egyptian Association for Tourism and Archaeological/dpa
معبد الكرنك في الأقصر (الألمانية)
تماثيل الكرنك تتحرك
ومن المومياوات إلى التماثيل تتواصل الأساطير، ففي عام 2015 زعم حارسان في معبد الكرنك أن تماثيل المعبد تتحرك ليلا، وأنهما يسمعان أصواتا تنادي اسميهما.


وقال أحد الحارسين وقتها في تصريحات لصحف محلية إنه اعتاد مشاهدة حركة غريبة في المعبد بعد منتصف الليل، بعضها لحيوانات وأخرى لتماثيل، ولكنه لا يميز الأشكال جيدا بسبب الظلام، وأرجع ذلك إلى "لعنة الفراعنة".

تصريحات الحارسين أثارت وقتها حالة كبيرة من الجدل والسخرية، وأرجع البعض تصريحاتهما إلى محاولة جذب المزيد من الزوار للمنطقة الأثرية التي كانت تشهد تراجعا في الإقبال في ذلك الوقت.


التمثال الدوار
وإذا كان حديث الحارسين عن تحرك تماثيل الكرنك مجرد كلام مرسل فإن تمثال "نيب – سينو" الفرعوني -الذي يبلغ طوله 10 بوصات والموجود في متحف مانشستر البريطاني- قد تم تصويره بالفيديو وهو يتحرك.


التمثال الذي انضم إلى معروضات المتحف عام 1933 كان مثار جدل عالمي عام 2013 بعد نشر مقطع صورته كاميرات المتحف يظهر التمثال الفرعوني وهو يدور حول نفسه على الرف الزجاجي بصندوق عرض محكم الإغلاق.

وانطلقت شائعات حول التمثال بين قائل إنها لعنة الفراعنة وبين من يزعمون أن روح صاحب التمثال تسللت إليه، فيما حاول آخرون البحث عن تفسير علمي وأرجعوا حركة التمثال إلى مجال مغناطيسي يحيط به.

واستمر الجدل عدة أشهر حتى تمكن مهندس بريطاني في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 من فك طلاسم اللغز الذي شغل العالم، واكتشف أن اهتزازات ضعيفة تحدثها السيارات المارة وخطوات رواد المتحف هي السبب في دوران التمثال.


أسطورة المركب الذهبي
أسطورة أخرى وليست أخيرة تتحدث عن مركب ذهبي يظهر لليلة واحدة في العام وسط مياه البحيرة المقدسة في معبد الكرنك ومن يتمكن من لمسه يصبح من الأثرياء.


وورد ذكر أسطورة المركب الذهبي في كتاب "الأقصر بلا فراعين" الصادر عام 1914 لعالم المصريات جورج ليجران الذي ذكر أن دياب تمساح (مكتشف خبيئة معبد الكرنك عام 1902) كان يجلس بمفرده قرب البحيرة وسمع غناء عجيبا فاقترب ليرى المركب الذهبي في البحيرة ويتمكن من لمسه، قبل أن يختفي ليصبح من الأثرياء.

ورغم عدم منطقية الكثير من هذه الأساطير قديمها وحديثها فإنها لا تزال متداولة وتثير الاهتمام والجدل عبر الزمان.

 








طباعة
  • المشاهدات: 20027

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم