بقلم : علي الشريف
دشن قطاع واسع من الشعب حملة لمقاطعة الدجاج نظرا لارتفاع سعره الذي لم يعد بمتناول يد الغالبية من الناس خصوصا انه يمثل وجبه رئيسيه لهم .
الحقيقة ثمة شيء مضحك في هذه الحملة لان المواطن المنتوف يريد ان يفاطع الدجاج المنتوف او دجاج النتافات وكانه يريد ان ينتقم من نفسه او يتجرا علي شيء يشبهه "فنحن في الاردن لا نتجرأ الا على الذي يشبهنا,
المواطن المنتوف هو لا يحتاج لحملات مقاطعه فهو بالاصل مقاطع من حيث لا يدري وعلى سبيل المثال انا اذا اردت ان اشتري لحمه اذهب الى سوق الجزارين فاضع اعجاب على الثلاجة واعود "انا مقاطع بدون حملة.
انا كمواطن منتوف لا اعرف بعد ما هو الشيء الذي لم اقاطعه رغما عني وليس بارادتي ولناخذ مثلا زيت الزيتون بشقيه الاصلي والمغشوش لا نستطيع شرائه لارتفاع سعره "اذا انا مقاطع "
وسابدا باضافة زيت البريك على صحن الحمص والفول واستخدامه ايضا للمقالي ومع الزعتر وستكون المناقيش بنكهة زيت البريك.
نحن جربنا عديد الحملات مثلا حملة مقاطعة زيت القلي وفشلت وحملة مقاطعة الارز وفشلت وحملة مقاطعة البطاطا وفشلت ومنذ عشر سنوات ونحن نحاول تدشين مقاطعة المحروقات ولم يكتب لها البداية.
اعرف جارا لي حين اعلن عن حملة مقاطعة الدجاج ذهب فاشترى عشرين دجاجه استعدادا للمقاطعة ولي صديق كلما قلنا صف سيارت ذهب وفلل السيارة بنزين استعدادا للوقوف .
صديقي ابو اياد قرر ان يقاطع الدجاج نهائيا ولكنه وجد البديل بالبروستد والشاورما والكنتاكي بينما صديق اخر اقسم اغلظ الايمان انه مقاطع للقهوة بينما كان يخفي ما اشتراه تحت كرسي السيارة لكنه نسي ان يخفي رائحة القهوة.
صديق اخر وحين اعلن عن حملة مقاطعة شركات الاتصالات وعدم الشحن ذهب فشحن هاتفه ليقاطع براحته والمصيبة كان في الصباح يقاطع شركة وعند الظهر يرفع عنها المقاطعة ليقاطع الثانية.
لماذا لا تنجح حملاتنا رغم اننا شعب منتوف اكثر من دجاج النتافات لانه وبكل بساطة لا نمتلك ثقافة المقاطعة ولا نملك القدرة على ان نبدا بانفسنا حتى اننا لا نمتلك الارادة على الصبر معتقدين اننا ان قاطعنا المحروقات 48 ساعة سنموت او ان قاطعنا الدجاج عشر ايام ستنتهي احلامنا .
اذا اردت ان تنجح ابدا بنفسك فانت مواطن منتوف لا تستقوي على الدجاج المنتوف مثلك صف سيارتك يا بطل يومين وبعد ذلك ستنشأ ثقافة المقاطعة وستهبط كل الاسعار ..لكن منتوف يقاطع منتوف والله هاي نكته.