02-06-2022 09:35 AM
بقلم : الدكتور هيثم الربابعة
إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تُشكل الورقة "الضامنة" لحماية القدس والحفاظ على عروبتها. إضافة للجهود الأردنية الدائمة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، التي تُشكل جوهر الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.
وتتركز الوصاية الأردنية على هذه المقدسات في رعاية وصيانة وحماية المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة، والمقدسات الأخرى الإسلامية والمسيحية والبلدة القديمة.
ويخوض الأردن مواجهات عديدة سياسية وقانونية ضد سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس من خلال المنظمات والهيئات الدولية مثل مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، والآيسيسكو وغيرها.
ويشارك بشكل دائم في التصدي للإجراءات الإحتلالية في القدس، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، أمام الاعتداءات الإسرائيلية، وقد تجلى ذلك في موقف الأردن الحاسم عندما قامت سلطات الاحتلال بنصب الكاميرات والبوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى .
من منطلق مسؤوليات الأردن في الوصاية على المقدسات ، وبصفته الداعم الرئيس للقدس الشريف ، فإننا نؤكد تجند الأردن ، ملكا وحكومة وشعبا، للدفاع عن القدس وفلسطين، بمختلف الوسائل السياسية والقانونية والعملية المتاحة .
وقد عملت المملكة الأردنية على تبني مقاربة تُزاوج بين التحركات والمواقف السياسية والمساعي الدبلوماسية، وإبراز الحقوق المشروعة، من جهة، والعمل الميداني، من جهة أخرى، من خلال مشاريع ملموسة تنجزها الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات و وزارة الأوقاف الأردنية ، لدعم المقدسيين وإنقاذ القدس . معبرا عن رفضه القوي لكل عمل من شأنه المساس بالخصوصية الدينية المتعددة للمدينة المقدسة أو تغيير وضعها القانوني والسياسي .
وشدد جلالة الملك على أن المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية في متاهات الصراعات الدينية والعقائدية، والمس بالجهود الدولية الهادفة لخلق أجواء ملائمة لاستئناف مفاوضات السلام .
وحذر من أن المساس بالقدس قد يفضي إلى مزيد من التوتر والاحتقان، وتقويض كل فرص السلام، ناهيك عما قد يسببه من تنامي ظاهرة العنف والتطرف .
ودعا جلالة الملك، الإدارة الأمريكية للتدخل للإحجام عن اتخاذ أي إجراء يخص مدينة القدس؛ لما لذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل السلام والأمن في المنطقة .
واعربت الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس بايدن عن تقديرها للدور الرائد الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل ومستدام، على أساس مبدأ الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية .
يعتبر الأردن أن الحل الوحيد لحل القضية الفلسطينية هو إقامة دولة فلسطين مستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، و يرفض في نفس الوقت أي إجراءات أحادية الجانب تخص القدس ، ويعتبرها عملا غير قانوني وغير شرعي ، وانتهاكا جسيما للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة .
كما يؤكد الأردن ، على أن المساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس ينطوي على خطر الزج بالقضية الفلسطينية في متاهات الصراعات الدينية ، وأن مكانة القدس التاريخية والدينية تستوجب الحفاظ عليها كفضاء للتسامح والتعايش بين مختلف الديانات السماوية . وحذر من الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال واعتداءاته المستمرة بحق المسجد الأقصى والمواطنين الفلسطينيين.
و أن المحاولات الإسرائيلية المستمرة لفرض التقسيم المكاني والزماني في المسجد الأقصى ومحيطه واستمرار اقتحام المستوطنين بحماية جيش الاحتلال للمسجد الأقصى، سيؤدي إلى المزيد من التصعيد وجر المنطقة إلى دوامة من العنف المتصاعد .
وأكد أن المجتمع الدولي ومؤسساته مطالبين بالتحرك الفوري والمباشر من أجل الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمها بحق المقدسات في مدينة القدس المحتلة، وكذلك بحق المواطنين ومنعهم من إقامة شعائرهم الدينية .
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
استاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-06-2022 09:35 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |