02-06-2022 09:50 AM
بقلم : د. زيد ابو جسار
في اللغة مصدر الثقافة ماخوذ من الثقف,التي تعني معرفة كل امور الحياة ,من خلال التجربة الشخصية ,والاقتباس من خلال الاطلاع على موروث التجارب الماضية للافراد والمجتمعات ,والتي نجدها في الغالب مكنونة بكلمات مختصرة ,كما هي في كلمات الحكمة .ومن خلال تعريفها اللغوي فهي الثقاف التي تصنع من المادة الخام مسمى جديد ,كما ثقاف الخشبة وتسويتها رما ح, دلالة على مكنون فطنة العقل الذي وهبه اللله تعالى للانسان بحيث يميز بين الصح والخطاء ,ومن خلال تجاربه لحين بلوغه لحقائق المعرفة في كل امور الحياة ,حيث ينضج سلوك الانسان ,لينعم بثمار المعرفة ,فالثقافة هي موروث الامم في السلوك ,نجاحها بمعرفة حقيقة الثقافة ......
كما ذكر فان التقافة من الثقف اي المعرفة ,كما ان الثقافة من الثقاف اي العمل بها فنقول عن المثقف بالمعرفة والعمل بها ((ثقف الرجل ثقافة) اي علم وعمل بما يعمل ,كما نقول لمن يعلم بامور الدين ويعمل بها ,(انسان متدين )فالصفة لا تكون الا بالعمل ,......
الثقافة في امور الدنيا وخاصة الاقتصادية والثقاف بها اي العمل بها مرتبطة بثقافة الدين بالقناعة والرضى وعدم الاسراف والتبذير والتفاخروالاحتكار والغش والربى والحث على الصدقات والتكافل والمقاطعة ومعاملات الدين ,وكل ذلك يعالج ويصحح كل متغرات احوال الانسان في الامور الدنيوية الاقتصادية ,ووضعه فيها, فالايام متداولة بيت الناس في كل احوالها ,والثقاف بها اي التدين اي العمل بها هي الامان الاقتصادي لكل انسان,وهذه الثقافة من مكارم الخالق على الانسان تلزم الانسان لحقيقتها على صلاح حياة الانسان لثقاف بها اي العمل بها .......
كل مشاكلنا مع الامور الاقتصادية ,لا تتعدى اسبابها عن الغفلة وعدم التدين بثقافة الدين بالامور الاقتصادية ,المذكورة اعلاه ,حيث يختل الامن كون الاقتصاد من اهم دعائمه ,وكل ماذكر اعلاه له سهم في الامن الاقتصادي يجب الاخذ بها ,وسهم في هدم الامن الاقتصادي ,يجب محاربة بعضها بالمقاطعة من قبل العامة وبعضها بالعقاب ممن ينوبون عن العامة ,وبعضها بالتدين بثقافة الاقتصاد الديني واليقين بمحاسبة اليوم الاخر للامتناع عنها مثل التبذير والاسراف والتفاخر وكل هوى النفس الذي لا يمت للحقيقة بشيء ,وهي حقيقة النظام العالمي الربوي المفروض على البشرية قهرا,حيث مليارات الاموال مكدسة في البنوك ,والفقر والبطالة وغياب الامن والكساد يعم الاسواق, مما يعني انهيار هذا النظام وبداية معالم انهياره ..........
التسلح بثقاف الثقافة الحقيقية ,اي العمل بعلم الثقافة الاقتصادية الدينية ,وهي من صدق التدين,ويسر العمل بها من قبل الافراد في المجتمعات , من خلال محاربة الربى المحرم , باستثمار الاموال ,في المشاريع التي تفيد الناس ,وتشغل الايدي العاملة في القضاء على البطالة ,من خلال تغيير نهج البنوك الاسلامية في حقيقة الاستثمار على الواقع والمفيد والمعالج ,وهذا من عمل الاموال ,ثقافة التكافل والصدقات ,والعمل بكل الامور الدينية في الاقتصاد سواء بالاخذ بها او رفضها ,واكثرها ميسرة للعمل بها من قبل الافراد ,وعلى ذلك يحاسب الانسان عليها ,فالمسلم هو من استسلم لامر الله ,والمؤمن من احب الاخذ باوامر الله تعالى ......
بالنسبة لحديث الساعة ,وكل ايامنا اصبحت ساعات تتحدث عن الغلاء ,والتذكير في المقاطعة ,وهي من الامور التي تتثقف فيها كل الشعوب ,غلاء اي مادة يعني الاستغناء عنها ,ومن الثقافة الدينية ,فالغني حين يقبل في شرائها يشجع الغلاء , فيكون سببا في حرمان الفقراء من شرائها , كثير من المواد والمهمة غلائها ناتج عن احتكار استيرادها , وعلاجها المقاطه من وازع ديني في مساواة الفقراء في حقهم بشرائها,وخاصة حين يشتم اطفالهم رائحة شوائها ...........
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-06-2022 09:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |