04-06-2022 10:31 AM
بقلم : م. أنس معابرة
آفة خطيرة تهدد مجتمعاتنا العربية الإسلامية المُحافظة، وتقضي على شباب الأمة وأملها في بناء المستقبل المُشرق، وتهدم طموحها في تجنيد تلك القدرات الشابة لما فيه المصلحة العامة.
إن آفة المخدرات لهي وباء على الشعوب بشكل عام، وعلى الشباب بشكل خاص، وهي قادرة على القضاء على جيل بأكمله، وتهديد إقتصاد دول من خلال إقصاء العنصر البشري الشاب من اللعبة.
إن المتربصين بالأمة العربية والإسلامية من أعدائها، والمتآمرين الخونة من بني جلدتها؛ يسعون بكل قدراتهم لزراعة وتوزيع وتهريب وبيع المخدرات في بلداننا، لتحقيق النتائج التي تم ذكرها آنفاً، كما أنهم يسعون الى التربح، وإستخدام المال في شراء الأسلحة أو تمويل الأعمال الإرهابية المختلفة.
إن الجيش العربي الأردني ليبذل جهوداً جبارة على الحدود الشمالية في مواجهة عصابات تهريب المخدرات، التي تهدف الى إدخال تلك المخدرات الى الأردن، وتهريبها الى دول الخليج العربي، التي تبذل هي الأخرى جهوداً كبيرة في مكافحة تهريب المخدرات وتجارتها.
ولا يكاد يمضي أسبوع؛ إلا وتعلن الجهات المختصة في الأردن عن الإشتباك مع مجموعات مسلحة، كانت تهدف الى تمرير شحنة من المخدرات الى الأردن، أو عن الكشف عن عملية تهريب كبيرة للمخدرات من خلال السيارات والمعدات والبضائع. ولقد أصبح لدى المهربين اليوم خبرة كبيرة في عمليات التهريب، وتطلب ذلك الأمر من الجهات المعنية رفع كفاءة أفرادها وتدريبهم، وإستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة للكشف عن المخدرات.
صحيح أن المخدرات كالحشيش والأفيون لها أضرار كبيرة تتمثل في غياب العقل والإدمان؛ إلا أن المصيبة الكبرى تتمثل في المخدرات الصناعية، التي تعمل على القضاء على الجهاز العصبي تماماً، وخروج الجسد عن السيطرة، والغياب الكامل للإدراك والواعي، وهو السبب في الحوادث الأليمة والجرائم البشعة من القتل والإغتصاب التي نسمع عنها بين الفينة والأخرى، والتي تهز المجتمع وتهدد إستقراره.
خلاصة القول:
إن عملية مكافحة المخدرات هي عملية مشتركة بين الحكومات المختلفة، تتطلب مقاطعة الدول التي تعمل على تصدير تلك البضائع، والإستنفار التام على الحدود لمنع تهريبها الى الأوطان، وإستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا للقضاء على المهربين وبضاعتهم.
وهي مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني، ودورها في توعية المواطن بخطورة تلك الآفات على الفرد والأسرة والمجتمع.
كما أنها مسؤولية الشعوب والأفراد، من خلال مراقبة الأبناء، وإبعادهم عن رفاق السوء، وعدم التغاضي عن أعراض الإدمان لدى أحدهم، وإبلاغ الجهات المختصة لإتخاذ خطوات ضرورية تخص العلاج وإعادة التأهيل.
وفي النهاية؛ لا بد من توجيه تحية خاصة الى أولئك الجنود الأوفياء، الصامدون على الحدود والموانئ والمطارات، ويبذلون جهوداً كبيرة لمنع عمليات تهريب المخدرات، بل ويعرضون أرواحهم للخطر في سبيل أمان أوطانهم وأهلهم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-06-2022 10:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |